أكدت السفيرة ليلي بهاء الدين, مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الاجتماعية والإنسانية الدولية في كلمة مصر أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس, أنه بالرغم من الجهود التي بذلها ومازال يبذلها المجلس لتعزيز وحماية حقوق الإنسان فإننا نظل بعيدين تماما عن الآمال التي عقدت عند تأسيسه, والمحاولات التي نفذت لتحقيق تقدم تستفيد منه الإنسانية, وأنه في مواجهة الصراعات الدولية والانتهاكات اليومية أخذ المجلس منحني أكثر تسييسا, بعيدا عن طبيعته كجهاز فني غير مسيس تابع للجمعية العامة للأمم المتحدة, ويقوم علي احترام التنوع والتباين بين المجتمعات المختلفة. وأضافت أن وقوع المجلس في براثن التوازنات والتحالفات الدولية, واستخدامه كأداة للترويج لأطروحات مجتمعية معينة, بعيدا عن مراعاة التعددية الثقافية أضعف من فاعليته وحياده وقدرته علي التعامل مع المشاكل الدولية المختلفة, ولم يستطع في كثير من الأحيان الاستجابة بصورة فعالة لاحتياجات وتطلعات البشر في مختلف بقاع الأرض. وأشارت إلي أن آلية الاستعراض الدوري الشامل هي من أهم الآليات التي أنشأها المجلس وأكثرها فاعلية, فهي تشكل فرصة لشحذ همم الأجهزة الوطنية وتسهم في تعزيز جهودها لتنفيذ التزاماتها الدولية. وأشارت السفيرة ليلي بهاء الدين إلي أن مصر تولي أهمية خاصة لعمل مجلس حقوق الإنسان, وفقا لولايته والموضوعات التي يتم تناولها في إطار جدول أعماله, كما أن مصر حريصة علي الامتثال لجميع تعهداتها والتزاماتها الدولية دون استثناء ودون تمييز أو تفضيل بعضها علي البعض الآخر, وهي حريصة من خلال المجلس وغيره من محافل دولية وإقليمية علي إعلاء مبادئ حقوق الإنسان, فهي منذ ثورة25 يناير2011 تسعي إلي وضع شعارات الثورة حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية في مقدمة أهدافها, ثم تطور الأمر مع ثورة30 يونيو التي صححت المسار وهدفت بصفة خاصة إلي إعلاء مبدأ المواطنة وعدم التمييز أو الإقصاء, وشكلت مبادئ الثورتين معا الدعامات الأساسية التي قام عليها دستور2014 الجديد, ذلك الدستور الذي قامت بإعداده لجنة ممثلة لكل طوائف المجتمع وأطيافه, ووافقت عليه أغلبية كاسحة من المصريين, وشكل إعلاء وتعزيز وحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية شقا كبيرا منه. كما شددت السفيرة علي أن مصر في سعيها لتحسين أوضاع مواطنيها- خاصة بعد استكمال خارطة الطريق وانتخاب برلمان جديد يمثل طوائف الشعب المختلفة- تواجه وضعا أمنيا خطيرا وكيانات إرهابية لا تعرف الهوادة, مضيفة أن الإرهاب الذي تحاربه مصر له آثار وخيمة علي المجتمع وعلي التمتع بحقوق الإنسان, وعلي رأسها الحق في الحياة والسلامة الشخصية. وتابعت بالقول لقد حرصت مصر علي تحذير الدول من خطر هذه الجماعات المتطرفة التي تستخدم العنف أداة لتحقيق أهدافها, كما حرصت علي إثناء الدول عن منح لجوء آمن لأفراد هذه الجماعات, وهو الأمر الذي لم تعره في البدء معظم هذه الدول الأهمية الكافية.