لاشك أن الزيارة المهمة للرئيس عبدالفتاح السيسي الي عدد من دول جنوب شرق آسيا اليابان وكوريا واسيا الوسطي ممثلة في كازاخستان تؤكد الرؤية الاستراتيجية المصرية للاتجاه شرقا وهو الاتجاه الذي أكده الرئيس السيسي عقب توليه مقاليد السلطة حيث أوضح أن مصر لن تعتمد علي دولة واحدة أو كتلة دولية او تجمع اقليمي واحد بل انها سوف تدعم علاقاتها مع الجميع خاصة الانفتاح علي دول جنوب شرق اسيا. وبالفعل انطلقت مصر في هذا الاتجاه وهو الاتجاه الصحيح في رأيي- نحو دول جنوب شرق آسيا وفي مقدمتها الصين والهند واليابان وكوريا بالاضافة الي كازاخستان بهدف البحث عما فقدناه منذ سنوات في علاقاتنا مع هذه الكتلة الاقتصادية والسياسية المهمة حيث أطلق الرئيس برنامجا ورؤية استراتيجية واضحة المعالم لدعم وتعزيز التعاون مع تلك الدول في كل المجالات خاصة الجانب الاقتصادي حيث تتمتع تلك الدول بطفرة كبيرة في هذا المجال تقودها الصين بالطبع والتي تمثل قاطرة التنمية ليس في جنوب شرق آسيا فقط بل في العالم كله. والمؤكد ان زيارة الرئيس لكازاخستان سوف يكون لها نتائج ايجابية ملموسة خاصة في دعم التعاون في مجالات الفضاء حيث اطلقت مصر القمر الصناعي الاخير لها من اراضي كازاخستان بالاضافة الي كميات القمح التي تستودها مصر من استانا وهي عاصمة كازاخستان والتي تعد واحدة من اجمل المدن وأكثرها حداثة في العالم من حيث جمال مبانيها وروعة تصميمه كعاصمة جديدة للدولة تم تخطيطها بطريقة عصرية تجمع بين الاصالة والمعاصرة في آن واحد الي جانب الخصوصية التي تتمتع بها العلاقات الدبلوماسية حيث تعد مصر أول دولة عربية وافريقية تعترف باستقلال كازاخستان عام.1991 أما اليابان فالحديث عنها يختلف عن غيرها من الدول حيث استطاع اليابانيون تحقيق معجزة اقتصادية رائعة عقب انهاء الحرب العالمية الثانية وبعد تعرضها للدمار وخاصة منطقتي هيروشيما ونجازاكي بعد هجوم القنبلة الذرية الشهير وبالتالي فان زيارة الرئيس ولقاءاته المهمة مع المسئولين اليابانيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء وأيضا اللقاء التاريخي مع امبراطور اليابان وما يحمله من تقدير لمصر بالاضافة الي القاء الرئيس خطابه المهم امام البرلمان الياباني كأول رئيس عربي وافريقي يقوم بذلك يكشف عن التقدير الياباني الكبير لمصر وللرئيس السيسي. ولذا فان الشارع المصري ينتظر ان تكون هناك نتائج ايجابية ملموسة في سياق التعاون المصري الياباني خاصة في مجالات دعم التعليم والتدريب والتنمية البشرية وهي المجالات التي ركزت عليها مشاورات الرئيس مع المسئولين اليابانيين الي جانب دعم اليابان للمشروعات الثقافية مثل مشروع المتحف المصري الكبير وأيضا مساهمتها في مشاريع الطاقة المتجددة ومشروع قناة السويس الجديدة وهو ما يعطي للزيارة أهمية مزدوجة للجانبين معا سواء علي الصعيد السياسي او الاقتصادي في نفس الوقت في ظل وجود البلدين داخل مجلس الامن كعضوين غير دائمين لمدة عامين الحالي والمقبل-. ويقينا فان زيارة الرئيس لكوريا الجنوبية سيكون لها تأثير كبير في دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين في ظل وجود استثمارات كورية كبيرة علي ارض مصر سواء في مجالات التكنولوجيا الحديثة أو صناعة السيارات التي غزت مصر والعالم وأيضا في ظل وجود رغبة كورية للدخول في معترك الاستثمارات الدولية في مجالات الموانئ والسفن علي جانبي قناة السويس الجديدة حيث تعد كوريا واحدة من أكبر الدول في العالم في هذا المجال بالاضافة الي تفوق كوريا الواضح في صناعة الحديد والصلب و الصناعات الاليكترونية والسيارات وهو ما يجعل زيارة الرئيس لكوريا واحدة من أهم زيارات الرئيس الخارجية لدعم الاقتصاد المصري في مجالات نحن في أشد الحاجة اليها.