وسط حشد من النخب السياسية والثقافية والفنية والإعلامية العربية والدولية دشنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو مقرها الجديد بالعاصمة التونسية أمس لتتلألأ مجددا منارة للثقافة العربية إيذانا بمستقبل جديد لنهضة ثقافية عربية. الاحتفال بتدشين المقر الجديد للمنظمة حضره الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي ألقي كلمة قصيرة بدأها بآية من القرآن الكريم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا داعيا العرب إلي الوحدة في مواجهة ما يواجهه العالم العربي من تحديات وأخطار مؤكدا أن الدول العربية تعيش ظرفا عصيبا خلال الفترة الحالية نظرا لما تواجهه من احداث, مشيرا إلي ان تونس التي تواجه الإرهاب وتقف في المقدمة من تلك الدول باعتبارها الأقرب في تلك المواجهة نجحت في تحقيق العديد من النجاحات في هذا المجال. وأكد السبسي ان الثقافة هي العامل الاهم في تطوير الشعوب العربية والمواجهة في الحرب ضدالإرهاب. من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن تونس اطلقت إشارة البدء للتغيير في العالم العربي منذ عام2011, وهو الدور الذي تقوم به المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة والتي لها دور مشهود في حماية اللغة العربية والاهتمام بالثقافة العربية والعمل علي الحفاظ علي العقل العربي والانفتاح الإنساني. أضاف ان اختيار تاريخ الافتتاح وهو الاول من شهر مارس يتفق والاحتفال باللغة العربية وهو ما تقوم به الجامعة العربية منذ نشأتها بالاهتمام باللغة العربية وفنونها والحفاظ عليها للحفاظ بالتالي علي الهوية العربية, مشيرا إلي ان الالكسو تهتم باحياء تراث اللغة العربية وهو ما يساعد علي تنمية الفكر والثقافة والعلوم التي قامت الدول العربية بنشرها في العالم. وأكد ان بروز التطرف الفكري والديني, الذي اصبح يمثل نمطا من الثقافة المتزمتة ويعمل علي استبدال الواقع الثقافي العربي بواقع اصولي متطرف يغير الواقع الثقافي العربي والهوية العربية والثقافة العربية, مشيرا إلي ان خطة التجديد الثقافي التي وضعتها المنظمة تشكل الأساس المتين للانطلاق نحو المستقبل. وشدد علي ان إصلاح التعليم هو القاطرة الدافعة لكل التطور للثقافة والنمو المجتمعي للدول العربية وهو ما يدفع إلي تحقيق كافة الأهداف التي نسعي اليها في الوطن العربي, مشيرا إلي انه لابد من القضاء علي الأمية التي يعاني الوطن العربي من ارتفاع معدلاتها والقضاء عليها والتي اعتمدت القمة العربية في الكويت العقد الحالي ان يكون عقد القضاء علي الأمية ومحو الأمية العربية. وأشاد ايريك فاردي نائب مدير عام اليونسكو خلال مشاركته في الاحتفال بافتتاح المقر الجديد للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة وكذلك الاحتفال باليوم العربي لإحياء اللغة العربية, مؤكدا أهمية الدور الكبير الذي تقوم به المنظمة في العمل علي تطوير الثقافة والاهتمام بالمناحي الثقافية المختلفة. وأشاد بالتصميم المميز للمبني الجديد والتجهيزات المتميزة والتي تعمل علي تحقيق الأهداف الموضوعة والتي تسعي المنظمة لتحقيقها. وقال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو الدكتور عبد العزيز محارب إن المقر الجديد للمنظمة يعكس العمل العربي المشترك واهمية تطويره من اجل الارتقاء بدور المنظمة في المرحلة القادمة. وأضاف أن الصرح الجديد يتفق وتاريخ المنظمة وهو يعد ميلادا جديدا للمنظمة العريقة الذي ساهمت به العديد من الدول العربية بعيدا عن الخلافات السياسية بينها, مهتمين فقط بالتعاون الثقافي والتعليمي. وأشار إلي أن أولويات المرحلة الحرجة الحالية يجب ترتيبها بحيث يكون الاهتمام بالتعليم علي رأس تلك الاولويات وعدم تهميش التعليم الذي يجعل المواطن العربي مرتبكا ما بين الحاضر وما يحتاجه في المستقبل. وقال إن المنظمة تعمل علي وضع استراتيجيات تطوير وإصلاح التعليم, داعيا الصومال إلي التعاون مع المنظمة من اجل دعم قطاع التعليم علي كافة المستويات, وكذلك فلسطين.