نشأت عبير الفتاة العشرينية بارعة الجمال,وسط أسرة فقيرة تقطن أحد المنازل بمنطقة أبو قير, شرق الإسكندرية, وكان والدها يجني بعض الجنيهات القليلة بالكاد من عمله مسح الأحذية علي إحدي محطات القطار شرق المدينة, لا تكفي حتي لإحضار الطعام, بينما لم يجد شقيقاها اللذان لم يكملا تعليمهما فرصة عمل يتمكنا من خلالها مساعدة الوالد في مصاريف المنزل فاتجه أحدهما لبيع المواد المخدرة وتم ضبطه والحكم عليه بالحبس بينما ترك الثاني المنزل. ووسط تلك الحياة الصعبة, بدأت الفتاة تتطلع للخلاص بأي وسيلة, والبحث عن حياة أخري, فجمالها الآخاذ جعلها مطمعا للكثيرين من رجال وشباب المنطقة وتقدم منهم الكثيرون ولكن لم توافق علي أيا منهم بسبب فقرهم كانت تعلم جيدا أنها ستتمكن من خلال ما حباها الله من جمال أن تتزوج الرجل الذي سينقلها من حياة الفقر إلي حياة أخري تتطلع إليها, وبالفعل رأها خالد, الرجل الأربعيني, مقاول البناء والمعروف تاريخه في المنطقة بأنه جمع ثروته من تجارة المخدرات, وأنه زير نساء وأحست من نظرته أنه يريدها, وتناست أمام أمواله والحياة الجديدة التي تريدها كل السلبيات التي تحيط بهذا الرجل كما لم تفكر أيضا في أنه متزوج ولديه4 أبناء. في البداية طلب منها إقامة علاقة غير شرعية, فرفضت بشدة, لأنها تعلم جيدا أن يمثل تلك العلاقات سرعان ما تنتهي بعد أن تكون قد خسرت كل شييء, وعندما فاتحها بطلب الارتباط طلبت منه التقدم لأسرتها وطلبها للزواج, وامام جمالها لم يستطع الرجل الرفض وبالفعل تقدم وتزوجها. ووجدت الفتاة الحياة التي طالما حلمت بها في أول شهرين من الزواج, شقة بإحدي المناطق الراقية بالمدينة, وأموال, طائلة يغدقها الزوج عليها, ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, فسرعان ما بدأ الزوج يغير من معاملته لها, ويظهر لها الوجه الآخر الذي حاول كثيرا الا تراه عندما طلبها للزواج, من اعتداءات جسدية ولفظية حيث كان يعاملها معاملة الخادمة أو أدني. وبدأت المشاجرات تكثر بينهما حتي تحولت حياتها لجحيم,وأصبحت معه حياتها السابقة جنة بالنسبة لها تحلم بالعودة إليها, ومع نصائح والدتها بعدم الإقدام علي الطلاق وخوف والدها من بطش زوجها به, قررت الفتاة التخلص من حياتها والانتحار. وفي إحدي المرات افتعل الزوج معها مشاجرة كالعادة, ولكنها هرولت سريعا إلي المطبخ لتحضر البنزين والكبريت وأشعلت النيران في جسدها وسط ذهول من الزوج. كان قسم شرطة أول المنتزه قد تلقي بلاغا من مستشفي أبو قير العام بوصول عبير م. ا, مصابة بحروق بالوجه والرقبه وأعلي الصدر والذراعين والقدمين في حالة خطيرة ولا يمكن استجوابها. وبينت التحريات التي قام بها ضباط مباحث القسم أن المذكورة أقدمت علي فعلتها عقب مشادة حامية مع زوجها المدعو خالد م. م,45 عاما, مقاول, بسبب وجود خلافات زوجية بينهما.