أعتقد أن هناك حالة من مراجعة الحسابات وإعادة ترتيب الأوراق والأفكار لدي كل واحد من هذا الشعب مهما كانت فئته, مسئولا كان أو مواطنا بعد تاريخ25 يناير وما حدث فيه مما أسميه طفرة شباب مصر. هناك نوع من الجزم تولد لدي طوائف كثيرة من المصريين خلال أحداث يناير الذين كانوا ينكرون كلمة ثورة الشباب بداخلهم وهذا نتيجة عدم تصديقهم بأن التاريخ لا يستجيب للثوابت وأن مقدرات الإنسان دائما تتغير طبقا لمتطلباته ومساعيه الشخصية, فما بالك ممن اجتمعوا علي رؤي موحدة هدفها التغيير لمصلحة مصر. لقد انتفض شباب مصر ليثبتوا للعالم أجمع أنهم علي قدر كبير من المسئولية التي يمكنهم حملها في الأوقات العصيبة وليبعثوا برسالة قوية بأنهم وطنيون الي أقصي درجة وحريصون علي وطنهم, ليس فقط الي حكام مصر الراحلين والقادمين, بل للقوي العالمية التي أعترفت حقا بأنها تفاجأت بما يحدث في مصر وعلي غير المتوقع. الآن تحقق فعليا هدف ثورة الشباب المصري الباحث عن التغيير نحو مزيد من الديمقراطية والحرية التي نأمل إن شاء الله أن يحسنوا استغلالها وأن يحصنوا أنفسهم ضد أنواع الفتن داخل مصر ممن يريد ون تخريبها, أو من خارجها من الشامتين الذين يسعون دائما لمحاولة إطفاء نورها الساطع في منطقة الشرق الأوسط وبقية العالم. وحتي يكتمل نجاح الثورة يجب أن يشعر الجميع أولا بدرجة من الاستقرار والثقة في التغييرات التي أنجزتها الثورة والعمل علي تحقيق تلك الإنجازات فعلا علي أرض الواقع حتي يجني الجميع ثمارها, ويبقي التكاتف هدفا حقيقيا لنا لمساعدة المسئولين عنا سواء من القوات المسلحة حامية الوطن أو من الحكومة الحالية الي حين الانطلاق الصحيح بعد الانتخابات التي من المؤكد سنحسم أمرها نحن المصريين بتصويتنا نحو الأفضل لنا ولبلدنا. ومن الآن وحتي ذلك الموعد, فرض علي كل مصري أن يعود الي عمله ويمارسه بما يرضي الله حتي نعوض ما فقده اقتصادنا في الأيام الماضية, وأن نكتسب ثقافة العمل للعمل وليس خوفا من هذا أو ذاك أو بغية كذا وكذا.. فكل مصري مسلم أو مسيحي موصي بذلك إذا أراد أن يغير فليبدأ بنفسه أولا ويجب علي كل منا أن يحدد لنفسه نقطة انطلاق تناسبه حتي نصل جميعا الي ما نشتهيه من إصلاح عام وخاص, فنحن نحتاج فعليا الي إعادة تثقيف أنفسنا وبدلا من أن ننظر الي الغرب بأعيننا, لابد أن نشاهدهم بعقولنا. فيا شباب مصر, هذا وطنكم الصاعد في سماء الحرية.. نفديه بالروح والدم.. ودائما أرفعوا رايته بالعمل الجاد فما صور الله للأبدان أفئدة إلا ليرفع أهل الجد والفهم.