نشأ الشاب البائس رمضان في منطقة البساتين لأسرة بسيطة وترعرع حتي عمل في عدة مهن منها مساعد ميكانيكي ومنادي ركاب بسيارة ميكروباص ثم انتهي به الحال إلي سائق لودر من المعدات الثقيلة تعلم مهنته من أحد أصدقاءه حتي بدأت الدنيا تبتسم له من جديد بعد أن تقطعت به سبل العيش. تزوج رمضان الشاب العشريني من أسماء التي تقطن بالقرب منه بعد أن أعجب بها و قضي في بداية حياته أياما سعيدة ولكن دوام الحال من المحال فسرعان ما انقلبت الأوضاع و رغم إنجاب رمضان طفلتين من زوجته أسماء22 سنة الكبري تدعي فرحة4 سنوات والصغري بسملة3 سنوات إلا أن الخلافات بدأت تعرف طريقها إلي الأسرة الصغيرة. فسرعان ما بدأت تنشب الخلافات بين أسماء ورمضان بسبب فشل الزوج في مواصلة العمل الذي تركه أكثر من مرة وكان آخرها حجة جديدة ساقها لها وهي أن العمل توقف ولا يوجد أدني فرصة له حتي وبعد أن أخبرته زوجته بالبحث عن أي فرصة في أي مكان للعمل وبأي أجر لكي يوفر قوت يومه وحاجات الأسرة الأساسية إلا أنه لم يستجب لنداءاتها. بدأت المشادات الكلامية والمشاحنات اليومية تتحول إلي تشابك بالأيدي ومشاجرات حقيقية بين الزوجين ودائما ما تكون الغلبة للزوج فيها علي زوجته فما يكون منها إلا أن تترك له المنزل وتتوجه إلي منزل أسرتها. لم تصمت أسماء علي حقها وكانت في كل مرة يتعدي عليها فيها بالضرب تتوجه إلي قسم شرطة البساتين و تحرر له محضر حتي حكمت المحكمة عليه في قضيتين بالحبس إلا أنها وبعد تدخل الأهل والجيران للصلح بينهما تتنازل أسماء عن حقها قائلة: مهما حصل هو جوزي وأبو بناتي. وفي إحدي الليالي نشبت مشاجرة بين الزوجين وتعالت أصواتهما وفي النهاية تركت الزوجة المنزل وتوجهت إلي أسرتها إلا أن الزوج ألح علي عودتها مرة أخري إلي المنزل بعد أن استعطفها واعتذر لها أمام أسرتها عادت معه إلي المنزل كعادتها. لم تكن تتوقع أسماء أن يكن لها زوجها حقدا أو غلا في تلك الليلة ولكن فجأة انقلب الزوج بعد عودتها معه إلي المنزل إلي وحش كاسر وبدأ في توجيه الضربات لها و كأنه مخبول أخرج مطواه من بين طيات ملابسه و سدد لها عدة طعنات وعندما سمع صراخ نجلتيه لم يتركهما وبدأ في تسديد طعنات للطفلتين حتي تحول المنزل فجأة إلي بركة من الدماء بعد أن سقطت الجثث الثلاث زوجته وطفلتيه أرضا. ظل الأب لبرهة مذهولا قابضا بيد من حديد علي المطواه مرتجف الأيدي لا تقدر قدماه علي حمله فسقط أرضا يفكر فيما صنع حتي توجه في جنح الليل بعد أن صمتت أصوات أفراد أسرته التي رعاها لسنوات إلي الأبد إلي قسم شرطة البساتين ليلتقي المقدم وائل غانم رئيس مباحث القسم الذي أخطر بدوره العميد هشام جمعة مفتش المباحث لينتقل فريق بحثي بقيادة اللواء هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب إلي شقة المتهم لتكون المفاجأة بوجود الجثث الثلاث مطروحة أرضا غارقة في دمائها. كان اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي بلاغا من رمضان أحمد عبد الوهاب24 سنة سائق ومقيم في البساتين بقيامه بالتعدي علي زوجته أسماء اشرف22 سنة ربة منزل ومقيمة بذات العنوان, ونجلتيه فرحة4 سنوات وبسملة3 سنوات بسلاح أبيض مطواة قرن غزال محدثا اصابتهن التي أودت بحياتهن لوجود خلافات عائلية بينه وبين زوجته تطورت إلي مشاجرة قام علي أثرها بقتلهن جميعا. وبانتقال فريق المباحث وبصحبتهم القوة المرافقة لمسكن المتهم عثروا علي جثث زوجته وطفلتيه مصابات بجروح قطعية بالرقبة تم بإرشاد المتهم ضبط السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة وتم تحريزه. وبإخطار اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة أمر بتحرير محضر للمتهم وإحالته إلي النيابة التي أمرت بحبسه4 أيام وتولت التحقيق.