صلي عليك الله يا محمد, صلي عليك الله يا نبي الفقراء. يبدو أن طاقة الشباب قد انطلقت, بالأمس اتصلت بي طالبة جامعية, تريد هي وزملاؤها تأسيس حزب اشتراكي يعمل لصالح الفقراء ويرفع لواء العدالة الاجتماعية. قلت لها: طموح نبيل, لكن الأفضل ان تكون البداية بتأسيس ناد أو رابطة جامعية وشبابية لإبداع فكر اشتراكي جديد يناسب هذا العصر, يدرس الواقع, وينفتح علي النماذج الاشتراكية في دول غربية رأسمالية تعتمد اقتصاد السوق مع التزامات اشتراكية تتحملها الدولة لحفظ التوازن الاجتماعي وضربت لها مثالا تجسده ألمانيا. وأرشدتها, الي القصيدة العظيمة, الهمزية النبوية لأمير الشعراء, وعمرها يصل بالتقريب الي مائه عام, فقد نشرتها صحيفة المؤيد في السابع من مارس عام1912, وهي من مائة وثلاثة وثلاثين بيتا القصيدة تبدأ بهذين البيتين: ولد الهدي فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وسناء الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء ثم أوصيتها وزملاءها, بقراءة, وفهم وحفظ, عشرة أبيات من هذه القصيدة, تتحدث عن اشتراكية هذا النبي العظيم محمد صلي الله عليه وسلم الذي نحتفل اليوم بمولده: رسمت بعدك للعباد حكومة لاسوقة فيها ولا أمراء الله فوق الخلق فيها وحده والناس تحت لوائها أكفاء الدين يسر والخلافة بيعة والأمر شوري والحقوق قضاء الاشتراكيون انت إمامهم لولا دعاوي القوم والغلواء داويت متئدا وداووا طفرة وأخف من بعض الدواء الداء الحرب في حق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء والبر عندك ذمة وفريضة لا منة ممنونة وجباء جاءت فوحدت الزكاة سبيله حتي التقي الكرماء والبخلاء أنصفت أهل الفقر من أهل الغني فالكل في حق الحياة سواء فلو ان انسانا تخير ملة ما اختار إلا دينك الفقراء صلي عليك الله يانبي الفقراء, صلي الله علي محمد... صلي الله عليه وسلم, اخترنا دينك... ونحن الفقراء الي الله في الدنيا والآخرة.