قضايا عديدة تناولها ضيوف صالون الأهرام المسائي, ولكن جاء واقع التعليم العالي ومستقبله والمعوقات التي تقف في طريق نهضته.. من أبرز الخطوط العريضة التي تناولها الصالون الذي امتدت مناقشاته لأكثر من3 ساعات, مع نخبة من المسئولين عن إدارة منظومة التعليم الجامعي في المرحلة الحالية في حوار جاء ثريا بالأفكار والمقترحات أداره الدكتور حسن أبوطالب الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة دار المعارف. وهذا الحوار الذي شارك فيه ممثلون عن نماذج جامعية مختلفة حيث مثل المجلس الأعلي للجامعات المسئول الأول عن تنظيم وتنسيق سياسات التعليم الجامعي في مصر, الدكتور أشرف حاتم أمين المجلس الأعلي للجامعات ووزير الصحة الأسبق فيما مثل الدكتور رشدي زهران رئيس جامعة الإسكندرية الجامعات الكبري والأقدم في مصر, بينما مثل الدكتور ياسر صقر رئيس جامعة حلوان نموذج الجامعات المصرية التي قامت لدعم فكرة الربط بين الصناعة والتعليم وتضم وحدها كليتين للهندسة وكلية للتعليم الصناعي, كما شارك في اللقاء الدكتور علي شمس الدين رئيس جامعة بنها باعتبارجامعته نموذجا للجامعات التي انفصلت عن جامعات كبري وتحولت إلي جامعة مستقلة في السنوات العشر الماضية. المنتدي الثقافي الذي بدأ بترحيب الزميل علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام المسائي بضيوف الصالون الثقافي من ممثلي المؤسسات الجامعية وخبراء التعليم من مختلف إصدارات الأهرام والمؤسسات الصحفية تحول إلي نقاش ساخن بين المشاركين في اللقاء وضيوف المنتدي حول قضايا مجانية التعليم, والتمويل, وتصنيف الجامعات, والمشاركة المجتمعية للمؤسسات العلمية في حل مشاكل المجتمع. وتساءل المشاركون في اللقاء عن نسب الإتاحة في الجامعات المصرية, والشكوي المستمرة من تجاوز طاقة الكليات لأعداد المتقدمين للقبول بها, وما يثار حول منظومة الفساد الجامعي, وأزمة القيادات الجامعية والإدارة وانتشار الدروس الخصوصية في الجامعات. كما ثار جدل حول أفضل طرق علاج منظومة التعليم وتأثير التغيير المستمر للقيادات علي حركة تطور المنظومة وعلاج أوجه الخلل بها, إضافة إلي تساؤلات أخري حول خروج مصر من سوق المنافسة علي الطلاب العرب الوافدين وتحول الوافدين إلي قبلة الأردن. الدكتور حسن أبو طالب بدأ النقاش قائلا: هناك حالة من عدم الرضا عن التعليم في مصر وخصوصا التعليم العالي والتعليم بوجه عام له عدة عناصر يبدأ بالطالب والاستاذ والمباني والموارد والمنهج ما هو الدور الذي نتوقعه من التعليم الجامعي في هذه المرحلة( من أجل إعادة بناء مصر)؟..أتصور أننا ندرك جميعا ضرورة إعادة بناء مصر ونعرف نقطة البداية التي ننطلق منها من حيث المسؤليات واحتياجات المجتمع فما كان يحتاجه المجتمع قبل خمسين سنة في التعليم الجامعي وصيغت القوانين وفقا له لايتوافق مطلقا مع المرحلة الحالية ولا المرحلة المقبلة, وبالتالي القائمين علي منظومة التعليم الجامعي ملزمين بوضع افترضات لما يتعلق بازمات التعليم الجامعي الآن والحلول المفترضة للخروج من الازمة في اطار تلك الأسئلة..ماذا نريد من التعليم الجامعي؟ التمويل والإدارة والتنظيم الدكتور أشرف حاتم: بدأ أمين المجلس الأعلي للجامعات من جانبه تشخيص أزمات التعليم العالي قائلا: التعليم العالي مثله مثل كل المشاكل التي تواجهنا يحتاج إلي إعادة هيكلة وإعادة تنظيم وعلينا تشخيص الوضع وتقديم الحلول وفي مقدمة مايجب القيام به أن نستكمل الاشياء التي حدثت في السابق..في عام2002 عقد مؤتمر قومي لتطوير التعليم العالي جمع خبراء من داخل المنظومة وخارجها لتشخيص مشاكل التعليم العالي وانتهي إلي وضع روشتة علاجية أواستراتيجية متكاملة لتطوير التعليم العالي وبدأت مراحل تنفيذ تلك الروشيتة في2004 ثم في2008 بوضع مشاريع لتطوير التعليم العالي ثم توقفت بعض تلك المشاريع وحدثت تطورات كبيرة في منظومة التعليم العالي الآن في مصر هناك23 جامعة حكومية و3 فروع لها إضافة إلي21 جامعة خاصة بخلاف بعض الجامعات التي ظهرت في الآونة الآخيرة في ظل ظروف خاصة..عندنا مثلا3 جامعات متخصصة في علوم التكنولوجيا مثل جامعة زويل وهي جامعة مصرية مملوكة للدولة بالكامل لكن لها قانون خاص, وكذلك الجامعة المصرية اليابانية وهي جامعة مصرية لكن اليابان شريك في إنشائها وتأسيسها وإدارتها ولها أيضا قانون خاص, وهناك أيضا جامعة النيل التي لديها مشاكل وكانت في الماضي جامعة خاصة ولكن الآن هي جامعة حكومية أهلية, فضلا عن الجامعة الفرنسية التي تحولت هي الأخري إلي جامعة أهلية. هناك أيضا بعض الجامعات التي تعطي شهادات في مصر ولكن بقانون خاص بها بعيدا عن قانون تنظيم شئون الجامعات مثل الجامعة الامريكيةبالقاهرة وكذلك أكاديمية النقل البحري للعلوم والتكنولوجيا التي نشأت باتقافية مع جامعة الدول العربية وكذلك أكاديمية السادات التي تتبع وزارة التنمية الإدارية إذا هناك أنماط مختلفة من التعليم تعطي بكارليوس أو ليسانس وتعليم عالي من دبلوم وماجيستير ودكتوراه. ورغم ذلك التباين في أنماط التعليم تنحصر مشكلات التعليم العالي المصري في ثلاثة كلمات التمويل والادارة والتنظيم.. مشكلة التمويل ظهرت مبكرا منذ قررت الدولة عام1925 تحويل جامعة القاهرة من جامعة أهلية إلي جامعة حكومية اصبحت الدولة مسئولة وتسيطر علي الجامعات والسؤال الآن: ويتساءل: كيف تكون الجامعات مستقلة والدولة تتحمل100% من تمويلها؟.. الجامعات حتي لاتستطيع تحديد أعداد المقبولين بها أوالطلاب الوافدين وفقا لمواردها المتاحة الجميع يريد أن يدخل كليات الطب والصيدلة والهندسة والكليات تقبل فوق طاقتها.. ويضيف: وفي اعتقادي أنه بوجود الموارد المتاحة مع بعض التنظيم سننتج أشياء جيدة وستزيد نسب الإتاحة والجودة, مؤتمر2002 وضع26 مشروعا لحل مشاكل كثيرة جدا من ضمنها قانون تنظيم الجامعات المعمول به من1972 ومن ضمنها مشروع التعليم الفني والكليات التكنولوجية. تجارب الدول المتقدمة ويرصد: المشاريع التي نقوم بتنفيذها لتطوير التعليم العالي أحدثت تقدما كبيرا في المنظومة ومنذ2012 بعد الثورة مباشرة قررنا وضع استيراتيجية للبناء علي مشاريع التطوير التي أقرها المؤتمر القومي للتعليم عام2002 وتطلعنا إلي تجارب الدول الناجحة والمتقدمة في التعليم بهدف تكوين نموذج يتناسب مع ظروفنا ووضعنا الخاص ويعبر عن طبيعتنا المجتمعية..لانستهدف استنساخ تجربة بعينها لكن نريد نموذج يعبر عن هويتنا الخاصة ويستكمل: وإذا نظرنا إلي المجلس الأعلي للجامعات فإنه نشأ منذ عام1950 ولم يكن هناك سوي جامعات القاهرةوالاسكندرية وعين شمس وأنشيء المجلس بهدف التنسيق بين الجامعات ومع الوقت وبصدور قانون1972 اصبحت وظيفة المجلس التنسيق بين الجامعات الحكومية ووزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات ووزير التعليم ولكن الوظائف الرئيسية للمجلس كانت اعتماد الشهادادات ومعادلتها باعتباره الجهة الوحيدة المسؤولة عن ذلك سواء صدرت تلك الشهادات داخل مصر أوخارجها فلايمكن لشخص التقدم بشهادة إلي أية جهة بالدولة دون أن تكون شهادته معتمدة من المجلس وبالتالي فقد تحول المجلس من منسق إلي منظم ولابد من إعادة النظر في الأدوار المنوط بها المجلس الأعلي واستحداث كيان جديد للتنظيم والتمويل. الدكتور حسن أبوطالب: بعد أن استمعنا إلي نبذة قصيرة حول منظومة التعليم العالي والمجلس نود الاستماع إلي التجربة العملية للدكتور رشدي زهران في إدارة جامعة الإسكندرية. الدكتور رشدي زهران: لو سمحتم لي في البداية بمقدمة صغيرة عن جامعة اسكندرية واستراتيجيتها..جامعة الإسكندرية هي ثاني جامعة أنشأت في مصر عام1938 كفرع لجامعة فؤاد الاول القاهرة لتضم كليات الطب والزراعة والهندسة واليوم نمتلك23 كلية ومعهد بها143 ألف طالب نضيف إليهم22 الفا بالتعليم المفتوح و23 الفا بالدراسات العليا هذه الكتلة الطلابية الهائلة يخدمها9 الف عضو هيئةتدريس وهيئة معاونة. مسئوليات الجامعات وقد تقدمنا في2007 باستراتيجية كاملة متكاملة لم تخرج كثيرا عن إطار الاستراتيجية العامة لمنظومة التعليم لكنها انفردت ببعض الخصائص الموجودة في الجامعة بحكم موقعها حيث اتسعت دائرة الجامعة لتنفتح علي العالم الخارجي المحيط بها بماشمل دائرة أوجه التعاون العربي في البحث العلمي وكذلك دائرة التعاون مع دول البحر المتوسط ودائرة التعاون مع دول شرق آسيا ودائرة الدول الإفريقية ونتج عن ذلك التخطيط لإنشاء فرعين للجامعة في إفريقيا بمنطقة جنوب السودان وفي دولة تشاد.. ونحن الجامعة الوحيدة التي تضم قسم هندسة نووية وهندسة قسم عمارة السفن ويعدان نقاط تميز للجامعة للك نعمل علي تنميتها وتطويرها. معوقات تهدد الجامعات أما المعوقات التي نواجهها في جامعة الإسكندرية فيأتي علي رأسها الانحدار الأخلاقي للطلاب وغياب الانتماء في الفترة الاخيرة.. الخطة الاستراتيجية التي وضعناها كانت تستهدف أن يكون خريج جامعة الإسكندرية عالميا بمعني أن يكون قادرا علي العمل في أي مكان داخل أوخارج مصر لكننا عانيا بسبب انحدار أخلاق الطلاب وبعض الانفلات التي شهدته أوساط العاملين في السنوات الأخيرة والتي كان ضحيتها توفير مناخ غير ملائم للدراسة واصبح عضو التدريس ملزما بالتدريس في هذا الجو العصبي وهذه ليست مشكلة جامعة اسكندرية فقط هذه مشكلة مصر كلها والمشكلة التي تقابلنا في التعامل مع الطلبة لازالت قائمة وأضيف إليها مشكلة انتماء حقيقية للجامعة ونحن نحاول تقوية الائنتماء للجامعة بعضها يكون مادي وبعضها معنوي. وذلك لايعني انحصار مشاكلنا في تلك الجزئية بالطبع عندنا مشاكل مادية واضحة بحكم الظروف التي مرت بها الدولة بعد2011 الموارد بالكاد قبل2011 كنا نستطيع تدبير30% من احتياجات الجامعة من موادرها الذاتية الآن وكنا نستغلها في تطوير المعامل وإصلاح البنية التحتية اليوم إذا وصلت النسبة الي20% يصبح الوضع جيدا.. الجامعات المصرية تتهم بأنها تحتل ترتيبا متأخرا علي مستوي جامعات العالم ولا تتساءل عن الظروف التي نعمل بها.. أنا مش مكسوف أومتضايق وأنا بقول إن ترتيب جامعة الإسكندرية1200 علي العالم. هذا المركز من بين22 ألف جامعة وهذا يعد انجازا بالنسبة للظروف التي مرت بها مصر في الفترة السابقة نحن مطالبين بتحسين ادائنا وتحسين الجودة من خلال المشاريع الكثيرة التي طرحت ولكن يوجد لدينا معادلة صعبة جدا وهي نظام الساعات المعتمدة هو نظام جيد والأمثل ولكن يصعب تطبيقه في كليات مثل الحقوق أو الهندسةالتي تضم خمسة عشر الف طالب بينما مقوماتها لاتتسع لأكثر من5 آلاف طالب فقط وقس علي ذلك جميع الكليات مثلا كلية التجارة مصممة لاستيعاب12 ألفا فقط بينما تضم23 ألف طالب. إذا لدينا مشكلة وهي الأعداد الكبيرة ولا بد من دفع الطالب تكلفته كنا قد بدأنا في محاولة تفكيك تلك المشكلة قبل2007 بإنشاء مقار تعليمية جديدة لكن بعد استنزاف مواردنا في السنوات الأخيرة وتكبيل يد الجامعات في التصرف في مواردها أصبح الأمر صعبا.. الرقابة علي أموال الجامعات والدولة أمر جيد لكن هناك تعنت شديد من مندوبي وزارة المالية في الرقابة القبلية علي الصرف من موارد الجامعات وهناك بيروقراطية شديدة وعندما يتعنت شخص واحد يخاف الباقين وتحدث مشكلة من لا مشكلة ونحاول بهدوء حل كثير من المشاكل ولكن لا بد من وجود قدرمن المرونة بما لا يتجاوز القانون. الدكتور حسن أبوطالب: الحديث مؤثر وممتع ويمس قضايا مختلفة وفي سبيل رؤية أوضح لذلك نستمع إلي الدكتور علي شمس الدين رئيس جامعة بنها التي تعد من أوائل فروع الجامعات التي تحولت إلي جامعة مستقلة. حل كلي وشامل للمشكلات الدكتور علي شمس الدين: دعونا نتكلم عن التعليم العالي في العموم ونؤكد أن مشاكل المجتمع المصري بوجه عام مثل الاعلام والأجهزة الادارية العامة هي نفس المشكلات والتحديات الموجودة في التعليم العالي..لكن من حيث التفاصيل انا متفائل جدا من حيث الجهد الذي يحدث في الجامعات المصرية واذا حدث تطوير في الاطار الكلي سيحدث تطوير في التعليم العالي مشاكل التعليم لايمكن أن تحل بشكل جزئي وهناك معطيات كثيرة متناثرة ومتضادة كل منها يؤثر بوزن نسبي علي الآخر ولكن مؤكد اننا نحتاج الي تخطيط ذهني وهو عبارة عن تحديد الأولويات وأي من هذه المشكلات سوف يحل قبل الاخر, قانون تنظيم الجامعات تم تعديله من سنة1972 حوالي119 مرة ومازال هو القانون المعمول به وعندما تظهر مشكلة يتم محاولة حلها جزئيا وليس في إطار عام ومشكلة التمويل تمثل ذلك.. الدكتور حسن أبوطالب: وكم تخصص لك الدولة من ذلك المبلغ؟ الدكتورعلي شمس الدين: الدولة توفرلي500 مليون و لدي170 مليون مورارد ذاتية وقفزت موارد الجامعة سنويا من16 مليون إلي25 مليون بما انعكس علي أرقام أخري علي سبيل المثال كنا نبتعث30 طالبا للخارج الآن نبتعث120 وقبل4 سنوات كان عدد الطلاب الوافدين340 الآن أصبحوا4200 طالب وفي الماضي كانت جامعة بنها غير مصنفة ولا أحد يعرفها ونحن الآن ترتيبنا1400 علي العالم في التصنيف الاسباني وبدأنا من14 الف حتي وصلنا1400 علي العالم وهذا مؤشر علي التقدم ونحن نمتلك خمس عشر كلية بجامعة بنها منها خمس كليات معتمدة دوليا ولكن كليات مثل آداب وحقوق لا يمكن ان تعتمد بسبب مشاكل عامة مثل كثرة عدد الطلاب وهذه المشكلة ليست مشكلتي فقط ولا احد يمول البحث العلمي. وعندما نتكلم عن قانون وتشريعات او اعادة هيكلة او تغيير دستور هل هذا أولوية للتعليم أنا أري أن التمويل هي القضية العاجلة والأهم فيما يرتبط بمنظومة التعليم. ..لكن لابد من توضيح أن ظروف الجامعات المصرية تختلف تماما من جامعة لجامعة ولايمكن جمع جميع الجامعات في إطار واحد للمشكلات, كل جامعة لها ظروفها الخاصة. علاء ثابت: هل تهتم جامعة بنها بعقد اتفاقيات دولية كما تفعل جامعة الإسكندرية والجامعات الكبري؟ الدكتور علي شمس الدين: نعم يوجد اتفاقيات منها اتفاقية مهمة جدا..لكن ايضا لابد من توضيح أن الجامعات الكبري مثل جامعة الإسكندرية من السهل عليها توقيع كثير من الاتفاقيات الدولية لكن جامعة وليدة مثل جامعة بنها تستغرق بعض الوقت لاتمام تلك الاتفاقيات بالنسبة للإنشاءات الجديدة في الفترة الماضية كانت حجمها مهول وكبير جدا في الجامعات, وهذا ساعدنا في محورين تحقيق الجودة وزيادة الاستيعاب. الدكتور حسن أبوطالب: لكي نلقي الضوء أكثر علي أنماط الجامعات المصرية لابد من الاستماع إلي تجربة الدكتور ياسر صقر في إدارة جامعة حلوان. برامج دراسية جديدة الدكتور ياسر صقر: جامعة حلوان كمنظومة تتمتع بنقاط قوة رئيسية من خلال التخصصات المطروحة و كان التركيز علي الاهتمام بتنوع التخصصات فهناك مجموعة تخصصات غير موجودة في جامعات اخري مثل مجموعة التخصصات العلمية و التربوية و الطبية و الحقوق و التجارة و هناك مجموعة كليات طبية سنبدأ بها في سبتمبر القادم مع صيدلة و تمريض. الدكتور حسن أبو طالب: وماالتميز في كليات الطب بجامعة حلوان؟ الدكتور ياسر صقر: ركزنا علي أن يكون هناك تخصصات لها علاقة بالبيئة المحيطة بالجامعة نحن في حلوان حولنا مصانع فلابد من دراسة طب العلوم البيئية و تم إنشاء مركز تميز للجامعات مؤخرا لرعاية شؤون البيئة وكذلك اتخاذ قرار بإنشاء كلية الدراسات و البحوث البينية فهي ليست كلية دراسات عليا فقط بل هي كلية بحوث بينية لا يجب تأخيرها تعمل في مجالات الطب و العلوم و الهندسة علي مستوي العالم. أحب أيضا أن أتناول ما تناوله الدكتور علي شمس الدين هل لدينا نية حقيقية لتطوير التعليم العالي و نحن ننغلق علي انفسنا لابد من الانفتاح علي العالم في خلال هذه فترة..هناك اشياء كثيرة تحتاج لإعادة النظر فيها وعندما اقوم بفتح كلية جديدة نحاول قدر الامكان وضع كل المستجدات بها الانغلاق علي العالم كارثة يجب تجنبها.. أعداد الطلاب تقف مشكلة علاء ثابت: وماذا عن ترتيب الجامعة عالميا؟ الدكتور ياسر صقر: نحن تقدمنا من ثلاث الاف الي الفان..تقريبا تقدمنا ألف خطوة والهدف الرئيس هو التقدم الي الف في هذه السنة يوجد معوقات كثيرة جدا داخل المنظومة تعرقل التقدم مثل أعداد الطلبة لكليات النظرية ومصر لن تتحرك الا اذا انخفضت تلك الاعداد هذه القصة لن تحدث إلا علي المدي الطويل ولكن لابد ان تأخذ في الاعتبار. لدينا أيضا مشاكل في البحث العلمي ونحن نحتاج الي انضباطهم وجودتهم.ومجلس أعلي للجامعات سيضع ضوابط عامة ويحدث تنسيق بينه وبين الجامعات والاتفاق علي الخطوط العريضة التي نتحرك فيها. وهناك معوقات تتمثل في البرامج التقليدية ومعوقات تعميم نظام الساعات المعتمدة في الكليات النظرية كيف اقوم بتطبيق ساعات معتمدة في كليات مثل التجارة والحقوق والآداب. لدي في جامعة حلوان110 الف طالب وعشرة الاف موظف وفي عام2005 خرج1500 موظف ذو خبرة علي المعاش وهذا يحدث نوع من الازمة. وهناك اربع الاف عضو تدريس ودراسات عليا في حدود ثلاث الاف, وبدأنا بوضع خطط استراتيجية لكل مشروع او انشاء بالجامعة لا بد من وجود هيئة منظمة للمشروعات وتكون مربوطة بخطة استيراتيجية مرتبطة بالكليات واصبحت كل كلية تقوم بوضع خطة استيراتيجية خاصة بها وتكون مرتبطة بخطة الجامعة وهذا يساعد علي هيكلة الجامعة الدكتور حسن أبو طالب: هل لديك خطة استراتيجية خاصة بجامعتك؟ الدكتور ياسر صقر: نعم لدي و كل جامعة لها خطة استيراتجية تسير بها و لها علاقة بالجامعة بل ايضا كل كلية لها خطة استيراتجية لها. الدكتور حسن أبو طالب: هل هناك تقييم اداء بالجامعة؟ الدكتور ياسر صقر: نعم هناك تقييم اداء و لكنه كان مهدر, فنحن أسسنا في الجامعة وحدة تخطيط استيراتيجي مش هقول تقييم آداء للعاملين بل تقييم للخطة. وأسسنا مركز دولي ونصدر برامج جديدة وأبحاث وتبادل الطلاب وأعضاء التدريس والاتفاقيات وكل محور له اهمية كبيرة ومركز دولي له ممثلين بالجامعات وهو نوع من انواع التخطيط والمتابعة, بدأنا نركز علي خطة الابحاث ومصادر التمويل الدولية.. مجرد الاحتكاك بالثقافة والتفكير العالمي الجديد يساعد علي التطوير والهيكلة. اليوم نحاول وضع ثقافة الجودة بالجامعة وترتيب والاجراءات لا يحدث في لحظة ولكن يأخذ بعض الوقت ونبدأ برؤية تجربتنا واين نحن ومتابعة تجارب الاخري والتعلم منها. الدكتور أشرف حاتم: بالنسبة لسؤال الأستاذ أشرف ابوالهول عن منظومة مجانية التعليم, ومطالبته بإلغاء المجانية استنادا إلي أن الطالب يدفع تكلفة حقيقية مماثلة لما يتم دفعه بالجامعات والمدارس الخاصة واعتباره أن أسطورة مجانية التعليم لم تعد تناسب هذا الزمن؟أحب أن أوضح أن مجانية التعليم العالي واستقلال الجامعات مكفولان بنصوص الدستور ولامجال في أي مشروعات تطوير مقترحة الحديث عن إلغاء تلك المجانية..وأحب أن أوضح أن امريكا نفسها أم الرأسمالية لديها جامعات تقدم تعليمها بالمجان وهناك في كل ولاية جامعة مجانية علي الأقل خاضعة لإشراف الولاية..إنجلترا أيضا حتي ثلاثة سنوات ماضية كانت تقدم تعليم شبه مجاني وعندما قررت الحكومة زيادة الرسوم من6 إلي9 آلاف جنيه استرليني بمايمثل التكلفة الحقيقية للتعليم كفلت الدولة تسديد فرق الرسوم الزائدة كقروض يتم سدادها بعد التحاقه بالعمل علي فترة10 سنوات الخلاصة التعليم في العالم كله تقريبا بالمجان لكن الجامعات تقدم الخدمة التعليمية وليست معنية بالبحث عن تكلفة تعليم الطالب الدولة تقدمها في صورة قروض ميسرة أو موازنات. حل مشكلات المجتمع الدكتور رشدي زهران: بخصوص تساؤل الأستاذة جيهان أبوالعلا عن دور الجامعات في حل المشكلات المجتمعية وتساؤلها عن مصير مشروع تحلية المياه الذي عملت به الدكتورة مني نعيم واختفاء المشروع أحب أن أوضح أن مراكز تحلية مياه البحر موجودة في جامعة الإسكندرية منذ عام1998 وهناك عشرات المؤتمرات وورش العمل الدولية يوجد دورات علميه مخصصة, وماتتحدثين عنه كان مشروعا مشتركا بدء بمشاركة فريق علمي مهم من كبار أساتذة جامعة الإسكندرية وتوقف بعد2011 بسبب الظروف السيئة التي مرت بها مصر ثم تم التعاقد مع شركة مطروح لإعاده تشغيل المحطات منهم واحده في منطقة سملوط علي طريق مطار العالمين و الثانية في منطقةفوكا قبل مطروح ب63 كيلو متر مربع وتوجد خريطة موضوعة لحل هذه المشكلة و تم العمل علي ابتكار و تشغيل هذة المحطات بتكنولوجيا اجدد هي الأبسط والأرخص من التكنولوجيا التي اعتمد عليها الفريق الأول. المالية واستقلال الجامعات الدكتور أشرف حاتم: فيما يخص الرقابة القبلية من وزارة المالية علي مصروفات الجامعات فأتذكر أنه في بداية عملي أمينا للمجلس الأعلي للجامعات كنت مشاركا في مؤتمرا بأحد الجامعات الأوربية فسألت رئيس الجامعة هل الجامعة لديها استقلالية وحرية كاملة في كل مايرتبط بعملها فقال لي:نعم..لكن عندما قررنا مؤخرا معرفة ضوابط استقلال الجامعات والتعرف علي تفاصيل التجارب العالمية في هذا الشأن ومعرفة النظام السائد في تلك الجامعات قمنا بالسفر إلي إنجلترا وألمانيا وتابعنا نظام العمل بكثير من جامعاتها ومن بينها تلك الجامعة التي دار الحديث حولها قبل ذلك فاكتشفنا أن جامعات انجلترا تحصل علي تمويلها من هيئة عامة مستقلة يأتي الجانب الأكبر من تمويلها من وزارة المالية لكن تلك الهيئة تضع في نهاية كل عام تصنيف للجامعات وتعطي التمويل المالي وفقا لعدد الطلاب وتكلفة البرنامج الدراسي لكن قبل منح التمويل تضع بعض الشروط ومنها النسبة بين طلاب المدارس الحكومية والخاصة وتوقع غرامات كبيرة في حالة مخالفة تلك الشروط وذلك علي غرار ماحدث هذا العام مع جامعة كبري.. معظم جامعات انجلترا جامعات أهلية والفرق بين الجامعات الاهلية والخاصة أن جامعات الأهلية غير هادفة للربح, اعتقد أن هذا هو الحل الأمثل للتطبيق في مصر جامعة القاهرة مثلا بدأت كجامعة أهلية. أعداد الطلاب الوافدين الدكتور حسن أبو طالب: زمان قمت بعمل بحث عن الطلاب الوافدين في مصر لاحظت انه وفقا لمقاييس اليونسكو في منتصف السبعينيات اننا كنا ننافس فرنساعلي المركز الثاني في جذب الوافدين من العالم بعد الولاياتالمتحدة مصر في1982 في عهد مفيد شهاب ايام ما كان وزير التعليم العالي مصر ترتيبها من حيث جذب الوافدين نزلت الثاني التي كانت تتنافس فيه مع فرنسا الي المركز11 و لا اعرف اليوم ماالمركز الذي وصلت إليه؟ الدكتور علي شمس الدين: زيادة رسوم دراسة الطلاب الوافدين قرار صحيح أحب أن أوضح أن قرار مثل هذا يؤدي إلي تعظيم موارد الجامعات علي سبيل المثال في جامعة بنها ستساهم تلك الزيادات في تعظيم ميزانية الجامعة بما ينعكس إيجابا علي العملية التعليمية في جميع الكليات وتعليم الطلاب الوافدين خدمة ولايجب أن نخاف من إقبال الطلاب علي الأردن مثلا مصر لاتزال لها جاذبيتها لدي طلاب دول التعاون الخليجي وعلينا الاهتمام بجودة العملية التعليمية لاستمرار انجذاب الطلاب للتعليم المصري خصوصا في ظل القيود الشديدة التي يواجهها الطالب العربي حاليا للقيد في جامعات أوروبية. الدكتور ياسر صقر: أنا كجامعة ليس علي تغيير الطالب بل كل واجبي أن اقوم بتعليمه جيدا نستقبل الطلاب في أخطر مراحلهم السنية ويجب أن نقدم له معلومة ورسالة واضحة ومقنعة حتي لايحدث لديها تشويش وهذه مسؤولية مجتمعية وليس مسؤلية الجامعة فقط. وبالنسبة لاستقلال الجامعات استقلال الجامعات من وجهة نظري تعني مرونة في اتخاذ القرار ولكن مع مراقبة وضوابط ومتابعة من هيئة رقابية ومن يتحدث عن انتشار الفساد في الجامعات أقول له لايوجد فساد جامعي قد يكون هناك فساد فردي يم ملاحقته لكن ليس هناك فساد مؤسسي وأغلب مناقضات الجهاز المركزي للمحاسبات والجهات الرقابية ترتبط بأخطاء وليس فساد ومعظمها يحدث بسبب جهل في الاجراءات المالية وليس كل اخطاء مالية ناتجة عن عدم الخبرة أوالتدريب الجيد ويجب أن يكون في القانون الجديد ادارة موارد البشرية تعني بتدريب الإداريين وتطوير المنظومة. ويستمر الحوار وتتواصل وجهات النظر ولا يزال التعليم العالي يبحث عن الخروج الكبير من همومه ومواجعه ومشكلاته. أشرف حاتم.. الوزير والأمين يعرف بأنه الرجل القوي القادر علي ضبط آداء اجتماعات المجلس الأعلي للجامعات منذ توليه مهمة أمانة المجلس في مارس2012 وهي الفترة التي تعاقب فيها علي وزارة التعليم العالي11 وزيرا ظل خلالها الدكتور أشرف حاتم هو الشخص الأهم في إدارة منظومة التعليم العالي وسط أمواج الاضطرابات التي شهدتها مصر والجامعات خلال تلك الفترة الدكتور أشرف حاتم الذي ظلمته الظروف السياسية خلال الشهور القليلة التي تولي فيها منصب وزير الصحة والسكان ضمن حكومة عصام شرف الأولي استطاع وضع بصمته بوضوح علي منظومة التعليم العالي خلال فترة توليه أمانة المجلس الأعلي للجامعات علي مدي الأربع سنوات الماضية, وهي السنوات التي ظهر فيها بوضوح استقلال المجلس في قراراته إلي حد كبير عما كان يحدث قبل ذلك وقد تدرج الدكتور أشرف حاتم من مواليد عام1959 في عدد من المناصب القيادية بدأت بتعيينه نائبا لمدير مستشفي قصر العيني الفرنساوي خلال سنوات إنشائه الأولي وتكليفه اعتبارا من2005 وحتي2011 بتولي منصب مدير مستشفيات جامعة القاهرة ثم توليه منصب وزير الصحة خلال الفترة من فبراير وحتي يوليو2011 فضلا عن أنه واحد من أنجح اساتذة الطب المتخصصين في أمراض الصدر. علي شمس الدين.. شعرة معاوية يعد الدكتور علي شمس الدين الاسم الأبرز في تاريخ جامعة بنها القصير الذي تجاوز10 سنوات قبل أيام من بينها سنوات تولي خلالها شمس الدين رئاسة الجامعة وعامين آخرين تولي خلالهما منصب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ورغم توتر الأجواء الجامعية خلال الفترة التي أعقبت عام2011 إلا أن شعرة معاوية التي يمسكها علي شمس الدين جعلت بنها بعيدة تماما عن أعمال العنف والتوتر والشغب التي طالت معظم الجامعات تقريبا حتي عام2014 كما يحسب له أنه قاد الجامعة الوليدة إلي الدخول للتصنيفات العالمية للجامعات في مركز يتناسب مع حداثة إنشائها لكنه قدمها عشرات الخطوات بين الجامعات المماثلة في الظروف الدكتور علي شمس الدين الذي وصل إلي منصبه كرئيس للجامعة بنظام الانتخاب عقب الثورة مباشرة جاء من كلية زراعة مشتهر التي يسبق تاريخ إنشائها تأسيس جامعة بنها بعشرات السنوات ولم يمنعه ذلك من تصدر قائمة المرشحين للمنصب ليصبح الاسم الأبرز بين موظفي مختلف الجامعات بعد توليه رئاسة لجنة التفاوض مع وزارة المالية لإنشاء صندوق تحسين دخل العاملين في الجامعات وهي المفاوضات التي انتهت إلي صدور قرار جمهوري بتأسيس ذلك الصندوق. ياسر صقر.. التخطيط للمستقبل نجح الدكتور ياسر صقر رئيس جامعة حلوان خلال فترة قصيرة في وضع اسمه كواحد من أهم المخططين لمنظومة التعليم العالي في مصر, كما نجح قبل لك في الوصول إلي منصب رئيس الجامعة بالانتخاب عقب ثورة يناير مباشرة بعد حصوله علي48 صوتا مقابل14 صوتا لأقرب منافسيه علي المنصب أستا هندسة العمارة بكلية الفنون الجميلة التي تقع علي بعد عشرات الكيلومترات من حرم جامعة حلوان الرئيسي فرض اسمه علي وسط مسؤولي الجامعات عندما تم اختياره لتولي منصب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي عام2009 لكن دوره برز بقوة خارج منظومة الجامعة بعد توليه رئاستها في2011 حيث أصبح واحدا من المخططين الرئيسين لكافة مشروعات التطوير الجامعي كما اختاره المجلس الأعلي للجامعات في عام2013 رئيسا للجنة وضع قواعد تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد العليا ثم تم اختياره في عدد آخر من اللجان المسؤولة عن التخطيط لمستقبل التعليم العالي في مصر وشهدت جامعة حلوان خلال توليه المنصب طفرة تكنولوجية من أهمها مشاركة عدد كبير من الفرق الطلابية في مسابقات الابتكارات العالمية واقتراح إنشاء عدد كبير من البرامج الدراسية الجديدة في إطار ربط الجامعات بالمهن واهتمامات المجتمع المحيط بها. رشدي زهران.. ضد الانحدار تدرج الدكتور رشدي زهران رئيس جامعة الإسكندرية في عدد كبير من المناصب الإدارية قبل توليه رئاسة ثاني أقدم الجامعات المصرية في مايو الماضي..لكن ذلك لم يشغله عن تخصصه العلمي الدقيق كواحد من أهم خبراء الهندسة الكيميائية في مصر والوطن العربي زهران كان قد حصل علي الدكتوراه في الهندسة الكيميائية جامعة واشنطنالامريكية1986 وتدرج في الوظائف معيدا منذ عام1979 حتي وصل إلي درجة استاذ عام1998 حتي الآن وبدأ في تقلد المسئوليات الإدارية بجامعة الاسكندرية منذ عام1999 حيث تولي مسئولية المدير التنفيذي لمركز خدمة المجتمع ومنسقا علميا لمركز دراسات وتكنولوجيا وتصنيع معدات تحلية المياه ثم عين وكيلا لكلية الهندسة لشئون التعليم والطلاب عام2003 ثم عميدا للكلية عام2006 ثم نائبا لرئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة عام2008 ثم نائبا لرئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب عام2010 حتي تم تكليفه بتسيير أعمال جامعة الاسكندرية بجانب عمله كنائب لشئون التعليم والطلاب في اكتوبر من عام.2014 شارك في الحوار: علي محمود ماجد منير - رضا صالح أشرف أبو الهول جيهان أبو العلا سالم عبد الغني - منال عبيد شارك في تجهيزالمادة للنشر: عمر المهدي ميريت فوزي هايدي أيمن نانيس جيل