في عام1118 تم تأسيس أول برلمان في العالم وكان في مملكة ليون بأسبانيا, وفي عام1236 تم استخدام مصطلح برلمان لأول مرة في المملكة المتحدة, وكان في السابق يتكون هناك من مجموعة من المستشارين المقربين من الملك,.. أمامصر فقد عرفت الحياة النيابية قبل أكثرمن190 عاما, وكانت في طليعة البلدان التي أسست برلمانا,ففي عام1824 أنشأ محمد علي المجلس العالي,وهو مجلس تمثيلي يختار معظم أعضائه بالانتخاب,ويتشكل من نظار الدواوين ورؤساء المصالح واثنين من الأعيان ينتخبهم الأهالي,واثنين من العلماء يختارهم شيخ الأزهر,,وأثنين من التجار يختارهم كبير التجار,ومن بعد توالي إنشاء مجالس أخري,وفي عام1829 تم إنشاء مجلس المشورة وكان يتألف من156 عضوا من العلماء وكبار موظفي الدولة و99 من الأعيان الذين يتم انتخابهم,أما الخطوة المهمة في تاريخ الحياة النيابية فكانت في عام1866 بإنشاء مجلس شوري النواب في عهد الخديوي إسماعيل,لتبدأ حقبة جديدة علي طريق العمل البرلماني في مصر,وفي1881 اندلعت الثورة العرابية وكان من بين مطالبها تشكيل مجلس نواب,وتحقق للثورة مرادها بافتتاح مجلس النواب المصري بعد ثلاثة أشهر فقط من قيام الثورة. لم يهنأ المصريون بمكسب ثورتهم نتيجة الاحتلال الانجليزي لمصر1882, ومع اندلاع ثورة1919 للمطالبة بالحرية والاستقلال وإقامة حياة نيابية وديقراطية كاملة جاء دستور1923 وأخذ بالنظام النيابي البرلماني ونظم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية,وفي1956 اعلن دستورا جديدا,وتم تشكيل أول مجلس نيابي يخرج من رحم ثورة يوليو52, واطلق عليه مجلس الأمة,وعقب ثورة25 يناير2011 أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إعلانا دستوريا من63 مادة, وعقب ثورة30 يونيو2013 تشكلت لجنة الخمسين ووضعت مسودة الدستور التي عرضت للاستفتاء الشعبي عليهاوحازت علي موافقة الشعب بامتياز. يعود البرلمان بعد أكثر من ثلاث سنوات غاب خلالها عن الحياة السياسية, جمع خلالها رئيس الدولة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية,وصدرت قرارات بقوانين في غياب البرلمان, ويواجه فمجلس النواب تحديا كبيرا في مدي قدرته علي التعامل مع القوانين التي صدرت في غيابه كسلطة تشريعية سواء بالإقرارأوالتعديل أوالرفض. ولعل مايجعل الكثيرمن أبناء الشعب فاقد الثقة في نواب الشعب هي تلك الفوضي الحزبية التي أفرزت منذ25 يناير2011 وحتي الآن أكثر من مائة حزب لا يستطيع أحد أن يحصي منها عشرها, وأكثرها ليس له قيادات ذات رصيد في الشارع الحزبي أوالسياسي. وإذا كان بالمثال يتضح المقال.. فنظرة سريعة علي نتيجة الانتخابات البرلمانية نجد أن من بين103 أحزاب لم يصل منها إلي تحت قبة البرلمان سوي19 حزبا فقط لا غير,ليس هذا فحسب بل من بينهم7 أحزاب تراوح عدد أعضاء كل منهم في المجلس بين3 أعضاء وعضو واحد! رغم هذا أجدني أكثر تفاؤلا,وعلي النقيض تماما من كل الأصوات المتشائمة,والتي راهنت علي فشل المجلس وحله في أقرب وقت, وتحدوني ثقة ليس لها حدود في أن البرلمان يملك مقومات استمراره,واحتواء خلافاته و نجاحه علي الإبحار بالسفينة التشريعية الرقابية إلي برالأمان,ليس لأنه يضم نخبة- وإن كانت قليلة- من الكفاءات والخبرات فحسب ولكن لذات الأسباب التي يعول عليها البعض فشل المجلس أعول عليها أسباب النجاح,فخوض التجربة والاخلاص والإصراروالخوف من الفشل, وعدم حصول حزب واحد علي أغلبية المقاعد,..وقبل كل ذلك النهوض بالوطن..مصرالأرض والحضن, كلها عوامل تبث فينا الأمل, وفي المجلس القدرة علي القيام بمهامه علي الوجه الأكمل.