ندي ابو فرحات نجمة لبنانية متميزة ومعروفة بجرأتها, عرفها جمهور السينما المصري لأول مرة في فيلمي بوستة وتحت القصف بينما عرفها مشاهدي التليفزيون من خلال مسلسلات روبي وسارة مع النجمة سيرين عبد النور ورغم شهرتها الواسعة في لبنان التي امتدت مع اعمالها الي انحاء الوطن العربي والعالم, الا انها لم تظهر في مصر الا في عمل فني واحد, كلام علي ورق أمام هيفاء وهبي, وتتمني أن تقف امام السقا ويسرا في افلام سينمائية وأن تعمل مع المخرج خيري بشارة, وبعد النجاح الكبير الذي حققته علي مدار ثلاثة اشهر في لبنان بعرض اسرار الست بديعة تتمني عرضه في القاهرة, وكرمها مؤخرا مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته الاولي, وفي هذا الحوار تتحدث للاهرام المسائي عن افكارها وامنياتها. ما هي اسرار الست بديعة ؟ هو مناظرة أقف فيها وحدي علي خشبة المسرح مدتها ساعة وعشرين دقيقة من تأليف واخراج اللبناني جيرار افيدسيان, وبديعة امرأة بيروتيه عجوز تنتظر الموت وتعيش علي أمل ووهم أن ماجي فرح المنجمة اللبنانية المعروفة سوف تتصل بها في الثانية عشر منتصف ليلة رأس السنة لتقول لها الان جاءت آخرتك, لذلك تعيش دائما بهذا الوهم وتريد الموت وفي نفس الوقت تخشي الموت, ومع هذا الخوف تحكي للجمهور عن حياتها السابقة في بيروت, وعلاقتها المنفتحة جدا مع زوجها كما تخبرنا عن أسرار بيروت القديمة وبيروت السياحية وما عاصرته في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وايضا عن شخصيات سياسية في بيروت. ولكن الموندراما من اصعب انواع المسرح بالنسبة للممثل كيف تعاملتي معها؟ هذا حقيقي فهي صعبة جدا, ولكن منذ ان تحدثنا عن المسرحية لأول مرة تحمست جدا لها لأني اعتبرها تحدي بالنسبة لي كممثلة, اعمل في المسرح والسينما والتليفزيون لفترة تزيد عن العشرين عام, ودائما في انتظار فرصة لا اعرف ماهي, ومستعدة بجسمي وطاقتي وتكنيك التمثيل الخاص بي لشيء مجهول لا اعرف طبيعته ولا متي سيأتي, وأؤمن جدا بفكرة الطاقة الإيجابية واني عندما أقول اني اريد شيئا ما وانتظره يأتيني, كل مسيرتي الفنية مبنية علي هذا النوع من الأسئلة, اعرف جيدا ما أريده ولكن تحديدا كيف سيكون او متي لا اعرف, لذلك كنت مستعدة للوقوف علي الخشبة ومنتظرة الي ان جائت هذه المسرحية وهي بها طاقة كبيرة, وجهد جسدي كبير, في لحظات أكون محنية الظهر كأمراة عجوز وفي لحظات اخري امرأة شابة في العشرينات وهذه التحولات تكون في ثواني معدودة وبالتأكيد مجهدة علي المستوي الجسدي وايضا في تغيير طبقات الصوت, صحيح انه جهد كبير جدا لكني سعيده به. لماذا لا تفكرين في عرضها في مصر؟ طلب مني بعض المسؤولين ان نعرضها في مصر وشجعني علي هذا د.احمد عواض رئيس المركز القومي للسينما خاصة وانه كان الرئيس السابق للرقابة وطلب مني قراءة نسخة من النص, وليس لدي اي مانع في عرضها, ولكن المشكلة الوحيدة هي ان النص جريء بعض الشيء, لانها تتحدث عن الموت والجنس وفكرة الجنس المكبوت في العالم العربي, المسرحية فيها مواضيع جريئة من الممكن ان يتقبلها المجتمع المصري او لا يتقبلها, ولا اريد ان ادخل في هذه المعركة فأنا بطبعي جريئة في مواضيعي ويظهر هذا في أعمالي الفنية وفي لبنان يعتبرونني ممثلة جريئة, لذلك اذا حصلت علي موافقة من الرقابة لا أمانع أبدا في عرضها في مصر, المسرحية حققت نجاحا كبيرا في لبنان واستمر عرضها لأكثر من ثلاثة اشهر كامل العدد, واعتقد انها من الممكن ان تنجح ايضا في مكان اخر. هل تعتقدين أن عودة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ربما توفر مناخا مناسبا لعرضها؟ بالتأكيد طبعا لان به حرية أكبر ويتقبل العروض المختلفة, لم أشارك في دوراته السابقة ولكن قرأت عنه كثيرا, والمرة الوحيدة التي قدمت فيها عرض مسرحي في مصر كانت مسرحية3 نسوان طوال للمخرج نضال الاشقر وشاركني البطولة فيها راندا الأسمر وكارمن لبس, ولكن لم يكن لي الحظ بالمشاركة في اي مهرجان مصري. لماذا لا تشاركين في أعمال فنية مصرية رغم شهرتك في لبنان؟ العمل المصري الوحيد الذي شاركت في بطولته حتي الان هو مسلسل كلام علي ورق مع هيفاء وهبي والمخرج محمد سامي ولكن اتمني بالطبع ان أشارك في العديد من الاعمال المصرية, خاصة السينما لاني مهتمة جدا بالسينما, واتمني العمل مع العديد من المخرجين يصعب علي تذكر أسماءهم جميعا ولكن منهم المخرج الكبير خيري بشارة الذي شاركت معه في لجنة تحكيم مهرجان السينما من قبل لاني احب نوع السينما التي يقدمها, ومن الفنانين احب احمد السقا ويسرا والهام شاهين جدا واتمني ان اعمل معهم يوما ما. ما الجديد لديك؟ استعد لتقديم فيلم جديد من تأليف نيبال عرقجي التي قدمت معها اخر افلامي يلا عقبالكن للمخرج ايلي خليفة ولكن لا استطيع التصريح بتفاصيل خاصة به الان. كيف كان شعورك بتكريمك في مهرجان شرم الشيخ؟ سعيدة بالتكريم خاصة وانه جاءني من مصر تحديدا, لاني تربيت علي الافلام المصرية, ويمكن ان اختصر اسباب سعادتي في اربعة نقاط اساسية, تكريمي في مهرجان شرم الشيخ الدولي أولا لأنه مهرجان مسرح وثانيا لأنه مهرجان مسرح شبابي, وانه جاء في نفس التوقيت عرض أسرار الست بديعة ونجاحه الكبير في لبنان, الذي دعا نقابة الفنانين اللبنانين إلي ترشيحي للحصول علي هذا التكريم, وهو شرف كبير بالنسبة لي, والشرف الأكبر أن يكون التكريم ضمن مجموعة من الأسماء الكبيرة لفنانين أحبهم وأقدرهم وتعلمت منهم الكثير ومازالت أتعلم منهم والأهم من ذلك أن هذا المهرجان يسعي لاستخدام الثقافة والفن لتحريك السياحة في شرم الشيخ.