لم يغمض جفن للجموع الساهرة من الأهل والأحباب بمحافظة الغربية طوال ساعات الليل والذين عاشوا ساعات عصيبة وحزينة فى انتظار وصول جثمان شهيد الواجب المقدم أحمد ابراهيم الرفاعى 38 عاما الضابط بجهاز الأمن الوطنى إلى مسقط رأسه بقرية صناديد التابعة لمركز طنطا، والذى استشهد متأثرا بجراحة فى احداث انفجار شقة المريوطية بالهرم لدفنه بمقابر عائلته، فلم يخل يوم أمس من ترديد الكلمات الحزينة التى تدمى القلوب والممزوجة بالدموع من عائلة واقارب الشهيد كما وقف أهالى القرية فى جميع المداخل والمخارج لاستقبال المشيعين وعلى وجوههم ارتسمت ملامح الآسى والحزن، وكان السواد وصرخات النساء حزنا على فراق الشهيد تدوى صداها فى كل مكان فى حين حلت السكينة على قلوب الأهالى الذين شعروا ان الملائكة ترفرف حول البطل وتزفه الى مثواه الاخير فى جنة الخلد مع الصديقين والشهداء احياء عند ربهم يرزقون. تحدث والد الشهيد بصوت أجش ومتقطع يخالطة البكاء والحسرة قائلا: أن خبر استشهاد ابنه الاكبر وقع عليه كالصاعقة مشيرا ان الفقيد متزوج ولدية طفلين هما عمر 10 سنوات وكريم 6 سنوات وقد عمل فى أكثر من جهة أمنية ثم استقربة العمل فى جهاز الأمن الوطنى بالقاهرة منذ أكثر من عام وكان يتمتع بالسيرة الطيبة والحسنة وصاحب مبدأ عاش مخلصا لعمله وأستشهد فى سبيل الوطن وضحى بحياتة للدفاع عن مهمته بشرف ورجولة حتى نال الشهادة والفوز بالجنة بإذن الله، مؤكدا أننا لا نزكيه على الله ولكن دمه لن يضيع هدرا ولدينا ثقة كاملة فى القيادات الأمنية ورجال الشرطة الشرفاء وزملاء الشهيد اطالبهم بالقصاص العادل من الإرهابيين الخونة. وبصوت واهن والحسرة والآلم يعتصران قلبها قالت فاطمة القاضى والدة الشهيد استشهد فلذة كبدى وأكبر اولادى وأول من ضميت فى حضنى الشهيد كان يضرب بة المثل فى دماثة الخلق وكرمه وشجاعتة وغيرته الشديدة على العمل الذى حرص على ادائه بكل تفانى واخلاص وكثيرا ماتعلق قلبى به خوفا عليه من الاحداث الجارية لكنها ارادة الله ولامرد لقضائه احتسبه شهيدا عندالله وأتمنى ان يلهمنى الصبر فى هذه المحنة الشديدة. بينما ارتسمت علامات الأسى والحسرة حزنا وكمدا على وجة زوجة الشهيد عزة وكيلة النيابة بمحكمة طنطا والتى ظلت تذرف الدموع من عينيها لفراق السند والحماية والأمان مرددة ذهبت الفرحة ورحلت لمحطتها الأخيرة وحل الالم والفراق. بينما قال مدحت شرف ابن خالة الشهيد بانه كان محبوبا من جميع أهالى القرية ولم يتأخر يوما عن اى شخص طلب مساعدتة وطالب بضرورة القصاص من القتلة الذين حرموا شابا من أسرته وأطفاله الصغار الذين كانوا فى اشد الحاجة لرعاية والدهما. وكانت قرية صناديد مركز طنطا قد استقبلت أمس جثمان الشهيد الذى وصل داخل سيارة اسعاف ملفوفا بعلم مصر بعدما اقيمت للشهيد جنازة عسكرية بالقاهرة حيث ادى الاهالى الذين تجمعوا بالآلاف من كل مكان داخل وخارج مسجد ذرذرة بالقرية صلاة العصر والجنازة وبعدها توجة المشيعون فى موكب جنائزى مهيب يتقدمه اللواء أحمد صقر محافظ الغربية واللواء نبيل عبدالفتاح مدير الأمن وعدد كبير من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بالغربية لمقابر العائلة وموارة جثمان شهيد الوطن الثرى حيث أطلق زملاء الشهيد 21 طلقة نارية تكريما له رافعين لافتات تحمل صور الشهداء، كما تحولت الجنازة لمظاهرة ضد الارهاب الغاشم.