نعم مسحنا بلاط صاحبة الجلالة.. ولكن بحب وعزيمة وإرادة وطموح شباب يبحث عن ربع فرصة وبصيص أمل. عملنا تحت ظروف أقل ما توصف به أنها صعبة معظمنا لم يكن يحصل علي مكافآت حتي الذين كانو يحصلون عليها وقليل ما هم- لم تكن أبدا تتجاوز عشرات الجنيهات. كنا مثل فرقة كوماندوز تصل الليل بالنهار.. معظمنا لم يكن يري أهلة لفترات طويلة قد تصل لعدة أسابيع بل قل عدة أشهر.. نتنافس فيما بيننا تنافسا شريفا لم يصل أبدا لحد الحقد ولكن الغيرة المشروعة. لم يكن مانشيت الجريدة يمثل أي مشكلة امام رئيس التحرير الذي كان يجد نفسه حائرا أمام الموضوعات ذات الجودة والمهنية.. يوميا كنا نقدم مانشيت أو أكثر ليفاضل بينها.. كان هناك ربان للسفينة وحكم يزن الأمور ويعرف أقدار ومهارات أبنائه.. هو الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مرسي عطالله الذي اختار واصطفي تلك الكتيبة التي تواصل معه المسيرة وراهن عليها وكسب الرهان فأصبحوا نجوما للصحافة. ومن حسن الطالع أن قائد السفينة حاليا هو أحد التلاميذ النجباء لمؤسس الجريدة ورئيس تحريرها الأول منذ1991 وحتي2008 إنه الأخ والصديق الأستاذ علاء ثابت الذي يواصل مسيرة العطاء ويدير العملية الصحفية بمهنية وإنسانية وروح المحبة والصداقة مع كل الزملاء. أيام وسنون قضيتها في هذا المكان الذي كنت أحلم به منذ أن التحقت بكلية الاعلام جامعة القاهرة منتصف الثمانينيات واذكر انني لم يكن هناك واسطة أو معرفة ما لرئيس التحرير حقيقة بحثت عن تلك الواسطة ولكن لم أجدها الي أن تقدمت بموضوعات مباشرة الي الجريدة ولم يكن مسموحا للكثير منا بالدخول الي صالة التحرير وهي الصالة الأم في الدور الرابع بالمبني الرئيسي وبحمد من الله كنت اسرع لشراء الجريدة فأجد خبرا او موضوعا لي بالصفحة الأولي أو غيرها وكانت هذه هي أسعد لحظات حياتي إلي أن تقدمت قيادات الجريدة بكشوف عن الانتاج الشهري للمحررين وكنت والحمد الله دائما ما أنال رضا وإعجاب رئيس التحرير وأساتذتي من القيادات بالجريدة منهم المرحوم الأستاذ مراد عز العرب مدير التحرير الأسبق والدكتور إسماعيل إبراهيم مدير التحرير السابق اعطاه الله الصحة والدكتور محمد منصور هيبة مدير التحرير ورئيس الدسك المركزي حفظه الله والأستاذ حسين غيتة. أذكر أنني في أيام كثيرة مع عدد من زملائي لم نكن نغادر الجريدة أبدا قبل الساعة الواحدة ليلا بعد يوم طويل لم تكن المكاتب والجلوس عليها في قاموسي العملي والمهني بل كنت أغادر بيتي في الثامنة صباحا إلي وزارة الصناعة وهيئاتها وأضيف إليها وزارة الكهرباء أيضا واتنقل من مكتب الي مكتب ومن مبني الي آخر باحثا عن انفراد أو سبق صحفي مثل زملائي لدرجة أن الكثير في وزارتي الصناعة والكهرباء كانوا يقولون لي: أنت شغال في الأهرام ولا معانا من كثرة الوقت الذي كنت وما أزال أقضيه معهم وهذه العلاقات هي رأسمالي الحقيقي حتي الآن.. عشنا بالحب وكافحنا بسلاح الصبر, لم يكن هناك نت ولا حاسب آلي ولامحمول وانما كنا نركب الصعاب معتمدين علي الله مهمومين بهموم الوطن.. لم يترك أحدنا مناسبة لدي زميله إلا وشاركه فيها مهما يبعد المكان أخيرا يارب الزمان دا يرجع تاني زمان الحب والتسامح والكفاح والاجتهاد والتنافسية من اجل بيتنا الأول مؤسسة الأهرام ومن أجل الحفاظ علي أصالة ومكانة الأهرام المسائي التي تحتفل بمرور25 سنة علي صدورها ملتزمة بالمهنية والمصداقية. عايزين نرجع زي زمان قوووول للزمان ارجع يازمان كما قال مرسي جميل عزيز ولحن بليغ حمدي وأنشدت كوكب الشرق أم كلثوم.