الفوتوغرافيا هي الوثيقة والمرجع الأصيل لحياة الإنسان بكل تفاصيلها, بل تصبح أحيانا أكثر قدرة من التحدث, لأنها تصف الواقع بدون تزييف أو خداع, وقد استضافت قاعات العرض المحلية والعالمية العديد من إبداعات الفنان العالمي أيمن لطفي الحاصل علي درجة الزمالة في التصوير من إنجلترا, سألناه.. عن تجربته الفنية ؟ كيفية الاستعانة بمزج الصورة المتحركة بالفيديو آرت في عدد من أفلامه الوثائقية, وعن أهمية دور الصورة في نجاح الثورات ؟ وهل هذا المجال بحاجة إلي نقاد لتطويره ؟ وأسئلة أخري أجاب عنها في السطور التالية: بداية متي بدأت تجربتك الفنية ؟ منذ عام1998 وحتي الآن, وأصبحت أمتلك أسلوبا خاصا ميزني عن الآخرين, لكن في البداية واجهت صعوبات كثيرة, لكني علي قناعة تامة بما بدأته من صورة مرسومة باستخدام كاميرا تقليدية, أصبحت الآن فنا يطلق عليه الفوتوغرافيا التجريبية والمفاهيمية والسريالية, وقدمت هذا الأسلوب قبل شيوع تلك المسميات.. وإن كنت أعمل لهدف واحد هو التعبير عما يدور بداخلي, مما شجعني علي الحصول علي العديد من الدورات الفنية في مجال الجرافيك من مدينة برمنجهام البريطانية ثم في ألمانيا بجانب دورة إعلانات الطرق بإسبانيا. أهم الفعاليات التي تم فيها اختيارك عضو لجنة التحكيم ؟ تم اختياري كعضو لجنة التحكيم في العديد من الأحداث العالمية منها جائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد الفوتوغرافية ومسابقة الإمارات والشارقة الدولية, وعدد من المسابقات بإيطاليا, كرواتيا, رومانيا, كذلك لجنة تحكيم المعرض العام وصالون الشباب بمصر. أبرز لوحاتك الفنية ؟ مجموعة تشكيلية أطلقت عليها اسم اللعبة تتحدث عن الحروب, تم عرضها عام2010 بمعرض ليه لا بقصر الفنون, وأيضا بأمريكا عام2014 وكذلك لوحة صدأ التي حازت علي الميدالية الذهبية في النمسا, بجانب عدد من الأعمال الفنية عبارة عن وجوه بشرية شاركت بها في بينالي الصين الدولي وحصلت علي الجائزة الكبري. ما هو الجانب الآخر للوجوه البشرية لديك؟ الموضوع يتعلق بحياتنا السياسية والاجتماعية والشخصية, فأكثر ما يؤلم الإنسان أن يتعامل في حياته مع شخصيات متعددة الأوجه وأكثر البشر المعرضين لقمة هذا الألم هم ذوو الإحساس الراقي والمرهف فدائما يتألمون من التعامل مع الأشخاص متعددي الأوجه. هل لعبت الصورة دورا حقيقيا في الثورات الشعبية ؟ نعم.. فنحن عاصرنا ثورتي25 يناير و30 يونيو وكانت الصورة الفوتوغرافية هي أسرع وسيلة لتوصيل الخبر أو لحشد الهمم.. فلقطة الصورة يمكن أن تغير مفهوم العالم ولكن المهم أن تكون صادقة وحقيقية وليست خادعة. هل يوجد قسم لدراسة الفوتوغرافيا بالأكاديميات الفنية ؟ عدم وجود أقسام فوتوغرافيا في الأكاديميات الفنية يعد كارثة, وإن وجد فهو ضعيف جدا ولا يواكب عالم صناعة الفوتوغرافيا.. بالرغم من أن معظم الفنانين الدوليين الذين أتعامل معهم أكاديميون. لماذا مزجت الفيديو آرت بالفوتوغرافيا في أفلامك الوثائقية ؟ الأسلوب الذي أستخدمه يطلق عليه فنيا الفوتوغرافيا المفاهيمية وهو استخدام الكاميرا في توصيل رسالة وفكرة وليس تسجيل واقع وأحيانا أجد الصورة الثابتة ليست كافية لتوصيل فكرتي والصرخة التي أريد إخراجها فأضفت للفوتوغرافيا الفيديو آرت والتجهيز في الفراغ والصورة المتحركة كأداة سحرية للتعبير, فلي سبعة أفلام فيديو آرت أهمها اللعبة, البحث عن الخلاص, الذي عرض في بينالي فينيسيا وفيلم بعنوان ولا حاجة خالص الذي يتناول فترة حكم الإخوان وفيلم المتخفي, وآخرها التطهر الذي قدمته خلال المعرض العام داخل بانيو مملوء بمياه بيضاء بدلا من شاشة العرض العادية. هل مصر بحاجة لنقاد في هذا المجال؟ بالتأكيد لأن كثيرا من النقاد يخشون التطرق للأعمال الفوتوغرافية, لكن هذا لا يمنع وجود العديد من النقاد المصريين الذين ساعدوني في نشر أعمالي والتعليق عليها ونقدها ببراعة. هل يمكن المزج بين التصوير الضوئي والرسم ؟ في الفنون التشكيلية يمكن المزج بين كل شيء, لكن المطلوب في النهاية منتج فني يحترم عقل وفكر المتلقي فهناك أعمال فنية عديدة يطلق عليها ميكسد ميديا أو خامات متنوعة وكذلك الفنان لو شعر بأن الصورة بحاجة إلي إضافات لتوصيل فكرة معينة أو مفهوم جديد فليس هناك ما يمنع أن يتعامل مع الفوتوغرافيا علي أنها لوحة فنية. ما المشروع الذي قدمته خلال المعرض العام ؟ تقدمت العام الماضي بمشروع تحت عنوان التطهر عبارة عن تجهيز في الفراغ وفيديو آرت وكان عملا متميزا بشهادة النقاد والجمهور, لكن بعد العرض ندمت كثيرا علي المشاركة بسبب عدم الاهتمام بالمعرض العام سواء من الناحية الدعائية أو الدراسات النقدية و أقل ما يوصف بأنه عرض روتيني, فقط سمعنا بمسابقة للنقاد لتغطية العرض نقديا وتشكيليا, لكن لم نقرأ شيئا مما كتبوه حتي الآن.