مع ارتفاع أسعار اللحوم لم يجد المواطنون بقري ومدن سوهاج وخاصة البسطاء ملاذا سوي اللجوء الي الدواجن والاعتماد عليها بشكل رئيسي لسد فجوة نقص الاعتماد علي اللحوم الحمراء.. وسط اتهامات من المواطنين لبعض أصحاب المزارع الذين أصابهم الجشع وانعدام الضمير الذي يدفعهم الي اللجوء لوسائل غير مشروعة بهدف زيادة أرباحهم بغض النظر عن الأضرار التي يمكن أن تصيب المواطنين من جراء ذلك مثل خلط طعام الدواجن بالهرمونات وحبوب منع الحمل لزيادة حجمها ووزنها في مدة قصيرة بشكل غير طبيعي. تقول حسناء رأفت ربة منزل من مدينة سوهاج أنها أحيانا تشعر بطعم دواء في لحوم الدواجن أثناء أكلها ولكن ماذا نفعل في ظل غياب الضمير لدي بعض أصحاب المزارع وجشعهم علي حساب صحة المواطنين. وتضيف هناء مسعود ربة منزل من قرية الحما بمركز طما انها قامت بشراء سلاله من الدواجن البيضاء عمر أسبوع لتربيتها بمنزلها وأنها لاحظت بعد مضي أكثر من ثلاثة شهور بأن الفرخة لا يتعدي وزنها الكيلو جرام وتساءلت كيف يتمكن أصحاب مزارع الدواجن بتسمينها ليصبح وزنها اكثر من اثنين كيلو في وقت قصير لا يتجاوز الثلاثون يوما مؤكدة أن هذا النمو غير طبيعي! ؟. ويقول محمود حسين عامل: لا أستطيع شراء اللحوم الحمراء نظرا لارتفاع أسعارها وأقوم بشراء الدواجن البيضاء كمصدر للبروتين الغذائي الا أنني ألاحظ أن أحجامها كبيرة بشكل مبالغ فيه وتكون أنسجتها غير متجانسة بعد طهيها بسبب ما سمعناه عن قيام أصحاب المزارع بالاعتماد علي الهرمونات وحبوب منع الحمل لزيادة وزنها والحصول علي أرباح كبيرة. تتساءل هيام عبد الحميد مدرسة بمدرسة أولاد نصير الإبتدائية عن أضرار حقن الدواجن بالهرمونات والأمراض التي تصيب من يأكلها وتطالب بضرورة مراقبة المزارع بكافة قري ومدن وأحياء المحافظة والتفتيش عليها بشكل دوري للحفاظ علي صحة وسلامة المواطنين من الأمراض وتطالب بغلق المزارع المخالفة فورا. فيما يؤكد منصور عبد الله احد أصحاب المزارع الداجنة بان التغذية الأساسية للدواجن هي الأعلاف المصرح بها من وزارتي الزراعة والصحة تلك التي تتمثل في الأعلاف المكونة من الذرة الشامية الصفراء او الردة, بالإضافة إلي نسبة لا تتعدي ال5% من مكونات العلف عبارة عن فيتامينات لزيادة الوزن وتسمينها مشيرا الي انه لا يقوم بإضافة أية هرمونات أخري داخل العلف من أجل زيادة الربح وزيادة وزن الفرخة معتمدا علي نمو الدواجن الطبيعي, وذلك علي الرغم من ارتفاع سعر الأعلاف والنقل والأيدي العاملة والتحصين, والذي من شأنه زيادة التكلفة إلا أن هناك أصول متبعة في تربية الدواجن أهمها إضافة الأعلاف. ويشير بخيت فراج صاحب مزرعة دواجن الي أن معظم أصحاب الدواجن يقومون بتغذية الدواجن ب مركزات مثل مخلفات المجازر أو وضع حبوب منع الحمل في أوعية الشراب المخصصة لهم مما يؤدي الي زيادة حجم الدواجن قبل الموعد الطبيعي للدواجن والعمل علي كسب الربح السريع وأكد السيد علي صاحب مزرعة ان المزارع الداجنة يفضل أصحابها ومن خلال أحد الأطباء البيطريين إعطاء هرمونات في حدود المسموح بها للدواجن لزيادة وزنها خلال فترة معينة لا تزيد علي35 يوما مما لا يضر بالدواجن وان سلالة الفرخة البيضاء تختلف عن سلالة الفرخة البلدي من حيث التغذية والأعلاف حيث أن سلالة الفرخة البيضاء إذا أضيف لغذائها أية هرمونات يزيد من وزنها ولا يضر بصحة الإنسان. فيما يقول الدكتور احمد عبد الكريم أبو غاية أستاذ بكلية الزراعة جامعة سوهاج: تمثل لحوم الدجاج في مصر وخاصة بداري التسمينBroilers دورا هاما في امداد الجسم بالعناصر الغذائية الهامة والضرورية كالبروتينات والأملاح المعدنية, بالإضافة الي إنخفاض محتواها من الدهون المشبعةSaturatedfattyacids, ومن ثم تقليل نسبة الكوليسترول بالدم الذي قد يسببه استهلاك اللحوم الحمراء, لذا تحتل اللحوم البيضاء المرتبة الثانية بعد لحوم الأسماك. وبصفة عامة ليس هناك ضرر من تناول اللحوم البيضاء شريطة عدم تدخل المربيين او التجار معدومي الضمير. وعلي الرغم من هذه الفوائد لتلك اللحوم, الإ انها لم تسلم من جشع المربيين والتجار الذين يقومون بتغذية دجاج التسمين علي وجه الخصوص الفراخ البيضاء بالهرمونات لتسريع معدلات نموها, وهذا يجعل معظم المستهلكين يعزفون عن استهلاكها او يستهلكونها بحيطة وحذر شديدين مخافة اصابتهم بالعقم وبعض الأمراض.. حيث يقوم المربون بإضافة بعض المواد الكيميائية كهرمون الاستروجينestrogen وحبوب منع الحمل طمعا في تحقيق أعلي عائد من هذه الطيور في أسرع وقت ممكن, وهذا الغش الواضح والصريح يمثل كارثة حقيقية قد تودي بصحة الآف من الشباب. وأشارإلي أن غياب الرقابة علي الصيدليات التي تقوم ببيع أقراص منع الحمل بالاضافة الي رخص ثمنها, فمثلا توفر الدولة بعض انواع أقراص منع الحمل بها شريط واحد يحتوي علي21 قرص بصورة مدعمة من قبل الدولة بسعر لا يتجاوز75 قرشا للعلبة حتي تتناسب مع الفئات الفقيرة والمتوسطة, الأمر الذي زاد معه جشع مربيي وتجار الدجاج معدومي الضمير لاستخدامه في تغذية الدجاج لتسريع معدلات النمو. وأوضح أستاذ الزراعة أن استخدام هرمونات الإسترويد في تغذية بداري التسمين واستهلاكها من قبل العوام يؤدي ذلك الي إصابتهم بالفشل الكلوي, وحدوث خلل هرموني بالجسم ومن ثم التأثير علي النشاط الجنسي للرجال, وسمنة بعض المناطق كالأرداف والبطن وكذلك خلل في افراز هرمونيFSH,LH اللذان يعدان من الهرمونات المسئولة عن نمو العضلات والعظام فتصبح العظام هشة وخاصة في صغار السن, وفي السيدات قد يؤدي الي اصابة الرحم بالقرح, و خشونة الصوت وظهور الشعر بمنطقة البطن وعدم انتظام الدورة الشهرية مع تزايد معدلات التغذية علي لحوم الدواجن المهرمنة. وأضاف أنه يمكن تمييز الدجاج المتغذي علي الهرمونات من بعض المظاهر التي تتمثل في انتفاخ حول منطقة العين للدجاج, واصفرار العرف والريش, وبالتالي لابد من تجنب شرائها. من جانبه نفي الدكتور أحمد البدري مدير عام الطب البيطري بسوهاج قيام أصحاب المزارع باستخدام الهرمونات أو حبوب منع الحمل لزيادة أحجام الدواجن مشيرا الي وجود متابعة مستمرة للمزارع بكافة قري ومدن المحافظة للاطمئنان علي سلامة الثروة الداجنة مؤكدا أنه في حاله قيام أي صاحب مزرعة باستخدام هرمونات سيتم غلق مزرعته فورا حفاظا علي سلامة المواطنين.