صدر عن مركز الأهرام كتاب تحولات الخطاب الإسلامي في إفريقيا للدكتور حمدي عبدالرحمن, ويناقش الكتاب أحد جوانب دراسة الظاهرة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء, وهي إشكاليات وقضايا خطاب التجديد والإصلاح الإسلامي في الواقع الإفريقي, وقد تم تبني رؤية شمولية لفهم بيئة وأنماط هذا الخطاب الإصلاحي والتجديدي, وذلك عبر المكان والزمان, انطلاقا من صوفية أحمد بمبا في السنغال, وسلفية عبدالله جومي في نيجيريا, ومرورا بتقدمية فريد إسحق في جنوب إفريقيا, ومفهوم الحداثة عند حسن الترابي, وانتهاء براديكالية الخطاب الثوري العنيف الذي تبنته جماعات إسلامية مثل بوكو حرام, والشباب المجاهدين. وفي هذا الكتاب, الذي يقع في398 صفحة من القطع الكبير, يغوص المؤلف في قضايا الظاهرة الدينية في إفريقيا, ويتضمن الكتاب محاور خمسة, أولها خصصه لدراسة الظاهرة الإسلامية في القارة السمراء, وتناول الثاني والثالث أنماط الخطاب الإسلامي, وخطاب الهوية, والتعامل مع الآخر, أما المحور الرابع فيناقش الجدل الذي أثاره خطاب تطبيق الشريعة في شمال نيجيريا, حيث يطرح إشكالية الديمقراطية, والتعامل مع الآخر غير المسلم, بينما يركز المحور الخامس علي تحديات المشروع الحداثي الغربي, وانعكاساته علي موضوعات وقضايا خطاب التجديد الديني. وتبدو أهمية الكتاب في كونه الأول من نوعه الذي يقدم رؤية منهجية وتاريخية للخطاب الإسلامي في إفريقيا عبر البحث في جذوره وتطوره, إلي أن وصل للحالة العنيفة التي تمثلها جماعة بوكو حرام, التي تقض مضاجع نيجيريا ومحيطها الإقليمي, وأدخلت المنطقة في دوامة العنف. ويمعن الكتاب في تناول الحركات الإسلامية التي سعت إلي أسلمة الحياة السياسية في المجتمعات الإفريقية, وكيف أن بعضها أسهم في تشويه الصورة الذهنبية للإسلام عندما اعتمد العنف, وفي الصدارة منها جماعة بوكو حرام.