أقام مركز الأهرام للنشر، اليوم الاربعاء بنقابة الصحفيين ندوة لتوقيع كتاب "تحولات الخطاب الإسلامى فى أفريقيا من الصوفية الإصلاحية إلى بوكو حرام"، للدكتور حمدى عبد الرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. حضر توقيع الكتاب الدكتور هاني رسلان، والدكتور كمال حبيب، والدكتور أيمن شبانة، ومحمد الشاذلى مدير مركز الأهرام للنشر، ومصطفى حمزة الباحث فى الحركات الإسلامية، وعددا من الباحثيين والخبراء السياسيين المهتمين بالحركات الإسلامية والشأن الإسلامي. حيث ركز الكتاب على أحد جوانب دراسة الظاهرة الإسلامية في أفريقيا جنوب الصحراء وهي إشكاليات وقضايا خطاب التجديد والإصلاح الإسلامي في الواقع الأفريقي. ويطرح الكتاب جملة من التساؤلات المهمة يدور حولها النقاش والتحليل, منها حقيقة الأسباب والدوافع التي تفسر ظهور الخطاب التجديدي في دول كثيرة مثل السودان ونيجيريا والسنغال وزنزبار, وأنماط هذا الخطاب, وثمة رؤي مشتركة. كما ناقش الكتاب كيفية استجابة الخطاب الإسلامي لتحديات مشروع الحداثة الغربي من جهة ولواقع التخلف والتبعية التي تعيشها المجتمعات الأفريقية من جهة أخري. وقال محمد الشاذلى، مدير مركز الاهرام للنشر خلال توقيع الكتاب، أن مركز الاهرام للنشر أهتم بنشر الكتات لأهميتة، حيث يركز على تحولات الحركات الإسلامية فى القارة الافريقية بعد أن بعدنا عنها كثيرًا. وأضاف الشاذلى، المركز وفر كافة الامكانيات لنشر الكتاب وتوزيعه لأنه مكتوب بشكل علمي وبه الكثير من الاسئلة والايجابيات ويدل على أن كاتبه مطلع بشكل كبير على ما يجري فى أفريقيا. وتابع مدير مركز الاهرام للنشر، أفريقيا ظلمت كثيرًا فهى ثمل لغز كبير فى ظل التقدم الذى نحن فيه، وهناك غموض حول استخدام الدين فى السياسة بتفسيرات مختلفة مثل حركة بوك حرام. وأشار إلى أن الكتاب أجابة على أسئلة كثيرة بشأن الحركات الإسلامية المتطرفة فى الدول الإفريقية، مشيرًا إلى أنه كتاب مهم وبمثابة إضافة لمركز الاهرام للنشر. وقال الدكتور، حمدي عبد الرحمن، مؤلف الكتاب و أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المشكلة الكبيرة فى أفريقيا أن لا أحد يقرأ ما يكتب هناك، مضيفًا:"لم اتوقع أن مؤسسة الإهرام تقوم بمساعدي فى نشر الكتاب وهذا شئ فيه أمل." وأضاف عبد الرحمن، لأبد أن نطلع على ما يكتب فى أفريقيا، لأننا جزء منه وأنا حزين جدًا عندما أقرأ على ما يكتب على أفريقيا وعن قضية سد النهضة، ونحن نحتاج إلى وضع رؤية، ولا بديل عن إعادة التوجية مرة حول العلاقات الافريقية. وأوضح أن الكتاب بمثابة مشروع بحثى صغير فى 2007، ثم بعد ذلك فكرت فى التحولات التى حدثت فى القارئ الأفريقية للحركة الإسلامية، وأجريت حوارات مع القيادات الإسلامية هناك. وتابع:"تأملت الكثير لماذا جاءت "بوكو حرام" فى ظل انتشار الاديان المختلفة هناك، وكانت هناك أسئلة كثيرة كان لأبد من الإجابة عليها لتنمية الوعي، وهناك عوامل إقليمية ودولية، ولم يكن الكتاب قراءة أكاديمية بقدر ما هو قراءة من الداخل. الاستاذ حلمي شعراوي مدير مركز الدرسات العربية والافريقية قال، أن الكتاب يؤخذ حقائق واقعية بين الجنوب والشمال فى أفريقيا، ويطرح المسألة بشكل موضعي وتطورات الحركات هناك وليس تحولات الفكر الإسلامي فقط. وأضاف، الكتاب به معالجة من بعدين فهو جدير بالمتابعة والقراءة، ولم يلجأ إلى الكاتب إلى التأليف وكان على قرب من هذه الحركات هناك. وأشار إلى أن لم يعد تركيبة الحركات الإرهابية تتوقف على الجماعات الإسلامية على قدر ما أصبحت شئ من العولمة. واوضح الدكتور كمال حبيب أن الكتاب تحدث عن الحركات والخطاب الدين فى القارة الافريقية، وأطاف بنا الكتاب بشكل كبير من الحركات الاسلامية خارج أفريقيا. واشار حبيب إلى أن الكتاب يفسر الفكر االذى كانت عليه هذه الجماعات من الصوفية الاصلاحية إلى حركات متطرفة مثل جماعة بوكو حرام. أضاف أن الكتاب فتح لنا نافذة على أفريقيا واتجاهات الحركات الإسلامية فى الدول الأفريقية ويمثل أضافة مهمة للمهتمين بشان الحركات الإسلامية بشكل عام. أيمن شبانة الخبير فى العلاقات الافريقية قال أن الكتاب وافى فيما يخص ظاهرة الحركات والجماعات فى أفريقيا وأن عنوانه يستحوذ على عل القارئ. وأضاف شبانه إلى أن الكاتب يوضح كيف تحول الخطاب الصوفية إلى خطاب تكفيرى مثل جماعة بوكو حرام،ودلال على كيفية انتشار الاسلام فى أفريقيا من خلال الدعاة و التجارة والمعايشة. مشيرًا إلى أن الكتاب ألمح إلى كيف وصلت هذه الافكار المتطرفة إلى الشباب الافريقي إلى الدول الافريقية، وكذلك الهيكل التنظيمي لهذه الجماعات. وتابع:"كما أن الكتاب أشار إلى النضال الحركى لهذه الحركات وكيف حاولت أن تفرض فكرها فى أفريقيا بالإكراه ولم تجد من يتقبلها، وكذلك المواجهة مع هذه الجماعات التى اختزلتها فى المواجهة الأمنية فقط." وأشار إلى أن مؤلف الكتاب فتح الباب ولم يغلقوا على الدراسين فى هذا الشأن ، وعلينا أن ندرس الخطر الذى تمثله هذه الجماعات على البنية فى المجتمعات الافريقية.