حذر باحثون في الشئون الإفريقية من انتشار الفكر التكفيري بالدول الإفريقية والذي بدأ يفرض نفسه بتصوره المتشدد والمتطرف والثوري علي الافارقة في عدد كبير من الدول وتقارب أفكار هذه الجماعات وتأييدهم لبعض في ظل تقلص فكر الصوفية الاسلامية الذي كان يتخلل كل الدول الإفريقية ومدنها من خلال التجارب الذاتية والدعوي السلمية بتعاليم الدين الإسلامي السمحة في ربوع البلاد. وأكد الدكتور حمدي عبد الرحمن الباحث في الشئون الإفريقية وأستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك تحولات كبيرة وجذرية في الخطاب الإسلامي في الدول الإفريقية في ظل التقلص في الفكر الصوفي بصورة كبيرة بالرغم من كونه روحاني ويتناسب مع المكون العرقي الأفريقي باعتباره العامل المشترك بين الدول والقبائل ليغزو فكر تكفيري عنيف يكفر الدولة بل وينتقل الي تكفير المجتمع ذاته. وأشار خلال الندوة التي أقيمت مساء أمس بنقابة الصحفيين لمناقشة كتابه الجديد بعنوان تحولات الخطاب الإسلامي في افريقيا من الصوفية الإصلاحية إلي بوكو حرام, إلي أن هناك عددا من الجماعات ذات التوجهات المتشددة والمتطرفة بدأت في الظهور في افريقيا وفي مقدمتها جماعة بوكوحرام بنيجيريا والتي كانت تعمل في الخفاء تحت ضغط الضربات الامنية لها في ظل حكم الرئيس الأسبق أوباسنجو والتي عادت لتطالب بتطبيق الشريعة في جميع أنحاء البلاد منذ عام.2006 وحذر من ابتعاد مصر تماما عن الجذور الإفريقية ودولها باعتبارها دولة إفريقية في المقام الأول تتأثر بصورة أو بأخري بما يجري فيها. وأكد حلمي شعراوي الباحث في الشئون الإفريقية ومدير مركز الدراسات الإفريقية أن الدول الإفريقية تعاني حاليا من صراعات في مجال الفتوي والحوارات والخطابات الدينية بالرغم من التعاليم السمحة للدين الإسلامي الذي تم انتقاله لجميع الدول الإفريقية ليس بالغزو والفتوحات الاسلامية وإنما عبر الدعاة المسلمين, ومعاملات التجار وغيرهم من المسلمين مع مواطني هذه الدول. وأوضح أن عددا من الدول وفي مقدمتهم فرنسا استغل اعتراض الصوفية علي الحركات الإسلامية ونقدها لها واستفادت من ذلك لخدمتها في إنشاء حركات جديدة أكثر تطرفا وعنفا في أفكارها ومحاولة فرضها علي الدولة والمجتمع. وأكد كمال حبيب الكاتب والباحث في الشئون الإفريقية أن أكثر ما عانت منه الحركات الاسلامية في الدول الإفريقية هو تراجع الخطاب الديني الإصلاحي الصوفي الذي كان يتسم بالتناغم مع الواقع الأفريقي وصعود الخطاب السلفي الجهادي وغيرها من الجماعات التي أغرقت كل ماحولها ودخلت في صراعات فكرية ذات طابع انقسامي. وأوضح أيمن شبانة الباحث في الشئون الإفريقية أن تسلل الأفكار المتطرفة والتكفيرية والعنف والقيم الغربية إلي الدول الإفريقية التي كانت تضم كل الاديان والمعتقدات الروحية لم يأت بين يوم وليلة وإنما تخطيط خارجي مسبق مدعم بالتمويل لإنشاء هذه الجماعات البعيدة كل البعد عن تعاليم الاسلام خلال السنوات الماضية لبث فكرها في الدول الإفريقية بصفة خاصة والتي تعاني من الفقر والجهل والمرض.