هجمات عنيفة شهدتها فرنسا خلال الأيام الماضية، أدت إلى مقتل أكثر من 130 شخص، أعلنت على إثرها محاربة الإرهاب ومواجهته بكل قوة، وعلى صعيد متصل جاءت تصريحات رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس بإن برلمانهم يدرس تأثير الإخوان والسلفيين على الشباب الفرنسى، وما يمثلوه من تهديد للمجتمع . وأجمع الخبراء في الشأن الإسلامي في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن جماعة الإخوان تساهم في بث الفكر المتشدد والمتطرف، وأنها تمهد الطريق للتنظيمات الإرهابية، وتسهل عملية إنضمام الشباب إليهم من خلال تبنيهم للكتابات الداعية لإنتهاج العنف، ومن المتوقع أن يكون هناك تصعيد من قبل فرنسا ضد الجماعة وأتباعها خلال الفترة المقبلة. من جانبه أكد هشام النجار، الباحث في الشأن الإسلامي، أن فرنسا ستتخذ خطوات على مستوى أشمل لمكافحة الإرهاب إلى جانب الإجراءات الأمنية والقانونية، حيث ستعمل على محاربة الفكر المتشدد وتجفيف منابعه. وأوضح النجار أن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي هذه تأتى في إطار عدم وعى الشباب الفرنسي بتعاليم الدين الإسلامي الصحيح، حيث إنه لا يعرف إلي أى وجهة يسير وبالتالي يستمع للفكر المتطرف الذي يبثه الإخوان والسلفيين ويتأثر بكتابتهم القطبية التى تدعو لإنتهاج العنف . وأضاف النجار أن الحديث عن ارتباط فكر الإخوان بالتطرف، وإمكانية اشتراكهم مع تنظيمات إرهابية مسلحة لتحقيق مصلحتها واستخدامها كورقة ضغط على الحكومات لصالح أهدافها، هو دافع فرنسا لمحاربة أفكار الإخوان وما تمثله من تهديد لهم. وأكد النجار أن فرنسا ستتخذ خطوات تصعيدية ضد الإخوان وتيار الإسلام السياسي، حيث أن الهجمات التي شهدتها تشبه أحداث11 سبتمبر، فهي غير مسبوقة من حيث تنظيمها وشراستها وعدواتها، مضيفاً أن هذا الأمر ليس سهلا ولا على فرنسا التى تعتبر نفسها من الدول المؤثرة في العالم. وأشار النجار إلى أن فشل الاخوان في العمل السياسي يعيدهم إلي الفكر التكفيري، ويجعل إنضمامهم للجماعات الإرهابية ممكن، حتى وإن كان ارتباط منهجي بين وليس تنظيمي. ورآى سامح عيد، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، أن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة حول جماعة الإخوان والسلفيين، البداية لإلتفاتهم إلى الإرهاب الفكري وضرورة محاربته. وأكد أن حديثه عن الإخوان، نابعاً من كونهم يساهمون بقدر كبير في تكوين مفاهيم خاطئة ومتشددة لدي النشء المسلم من الفرنسيين، مؤكداً أنها تمهد الطريق للتنظيمات الإرهابية المسلحة، بإحتمالية إنضمام هؤلاء الشباب إليهم. وتوقع عيد، بأن يكون هناك مزيد من التشديدات على شيوخ الإخوان في فرنسا، وإحكام الرقابة على المساجد ومراجعة تحركاتهم وخطاباتهم. اعتبر صبرة القاسمي، منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيري، أن هذه خطوة جيدة في إتجاه مواجهة الأفكار المتطرفة، مشيراً إلى أن مصركانت سباقة ورائدة في الحديث عن الإرهاب الفكري وضرورة مواجهته. وأكد أن هذه الأفكار المتطرفة التى يبثها هؤلاء تؤثر بالطبع على حديثي الاسلام في اوربا، ومحاربته أمر ضروري ولك دونما التعرض للعرب والمسلمين، موضحاً أن فرنسا ودول الغرب تأخرت في مواجهة الارهاب الفكري.