أمر مستغرب حقا هذا الاصطفاف الإخواني السلفي الأمريكي التركي حزنا علي مقتل سفاح سوريا الأول زهران علوش, هذا الإرهابي الخائن الذي يقود فصائل الدم لهدم وطنه سوريا بأموال حرام, وأسلحة غربية متطورة, ففي اللحظة التي نجح فيها الجيش السوري في القضاء علي زهران علوش, انكشف الغطاء عن إخوانه في كل مكان, في قطر نعاه القرضاوي, وفي تركيا أقاموا عليه صلاه الغائب في مسجد الفاتح وسط اسطنبول, وفي أمريكا نعاه المتحدث الرسمي للبيت الأبيض, وكذلك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية. أما في مصر وهذا هو بيت القصيد, فبكت عليه السلفية الجهادية, ونعاه الدكتور ياسر برهامي بالدموع, ومجده نادر بكار بعبارات رثاء لحبيب, فماذا يعني هذا التوافق الغريب حول روح إرهابي دموي أفني الآلاف من أهله وعشيرته في سوريا وحول مدن بكاملها إلي خراب؟ ولمن لا يعرف زهران علوش فهو قائد جيش الإسلام في سوريا وهو الجيش الذي يضم كل الإرهابيين الإخوان والسلفيين الجهاديين من كل أنحاء العالم ويحصل علي الأموال بالمليارات في حقائب مكدسة من الخليج ويتلقي الأسلحة المتطورة بلا حدود من أمريكا, ويتنقل هو ومساعدية بطائرات خليجية وتركية بكل حرية, استقبله في القاهرة عصام الحداد خلال عام حكم الإخوان حيث أقام في قصر الطاهرة هو ومساعده همام البويضاني, وشارك في الاستعراض الهزلي الذي أقامه الإخوان في الصالة المغطاة هو ومساعده ولم يخرج من القاهرة إلا بعد أن أعلن الرئيس المخلوع محمد مرسي الجهاد في سوريا, وينتمي إلي جماعة الإخوان السورية حتي النخاع, مارس القتل والتدمير بلا رحمة, ودعمه الاخوان ومتطرفو الخليج بالمال والرجال بلا حدود, راهنت عليه أمريكا في خطة تدمير الجيش السوري أو اقتطاع دويلة من الأراضي السورية تكون نواة لدولة سنية من العراقوسوريا معا, ولذلك كان الحزن علي مقتله كبيرا, فالخليج يسأل عن مصير حقائب النقد, والغرب يسأل عن مصير خطة التدمير والتقسيم في سورياوالعراق, أما نحن في مصر فلدينا ذهول من التوافق العجيب بين الإخوان والسلفيين والأتراك والأمريكان, ونستغرب نحيب الإخوان والسلفيين علي هذا الإرهابي العتيد, البعض يقول لا غرابة فكلهم دواعش إذا أتتهم الفرصة, وجميعهم علاليش إذا انهار حماة الوطن, يتحولون إلي وحوش برية أذا تأثر الجيش, يمثلون الديمقراطية وهم منها براء, يكذبون علي الناس وعلي الله, يلتحفون بالإسلام شكلا, أما الموضوع فهو السلطة, ودونها الرقاب, لا يؤمنون بوطن, ولا يعترفون بمسلمين غيرهم في شتي بقاع الأرض, لا فرق بين من يقول انه سلفي أو إخواني أو جهادي, فكلها من معين واحد, وفر سريعا ما يتلاقي ويتنافس في الخراب, نعي الإخوان لزهران علوش شيء طبيعي فهو منهم, ويقاتل علي نهجهم, وينفذ مخططهم الأمريكي الذي تورط الإخوان في تنفيذه حتي النخاع, لكن العجيب حقا هذه الجرعة الزائدة من النفاق السلفي علي دم علوش, حيث ورد في بيان برهامي أن القتيل هو( فضيلة الأخ المجاهد الشيخ الداعية زهران علوش, أحد أفاضل الدعاة من أهل العلم القادة المجاهدين علي منهج أهل السنة والجماعة, أن علوش ربي أجيالا علي التوحيد, واتباع منهج السلف) وهو قول كاذب يراد به باطل, يدغدغ مشاعر البسطاء المخدوعين, ويثبت أن جميعهم واحد, يؤيدون الدم بحجة الدعوة والجهاد, حتي لو كان علي حساب الوطن, لان المقتول تنطبق عليه كل صفات الإرهاب والعمالة والخيانة فكان جزاؤه القتل وبئس المصير.