بعد الحوادث الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش في عمق أوروبا وأمريكا اجتمع قادة هذه الدول لتكثيف ضرباتها علي التنظيم في سوريا والعراق ونسوا أو تناسوا حقيقتين. أولاهما: أن اسلوب الضربات الجوية لمعاقل التنظيم الارهابي لن تفلح وحدها في القضاء عليه.. فلابد أن يعقب هذه الضربات اقتحام علي الارض بالقوات البرية.. وبالطبع دول أوروبا وأمريكا لا ترغب في التدخل البري خوفا من الخسائر البشرية في صفوف جنودها. ثانيتهما: أن قادة واعضاء التنظيم الارهاربي سيفرون إلي ليبيا بحثا عن ملاذ آمن خاصة وان في ليبيا, الآن مدنا كاملة تحت سيطرة التنظيم مثل طبرق وسرت. وفي ضوء هاتين الحقيقتين لابد أن يعي المجتمع الدولي المحارب لداعش أنهم سيفرون إلي ليبيا ولابد أن يعمل علي تحويل الملاذ الآمن في ليبيا إلي أرض محروقة قبل أن يتمدد التنظيم في مدن ليبية أخري في ظل الفوضي والانفلات الأمني السائد هناك. ولا يغيب عنا هنا في مصر مدي خطورة تواجد هذا التنظيم في الجوار الغربي لنا خاصة بعد ان استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة محاصرة التنظيم وتقطيع أوصاله في شمال سيناء.. فما أخشاه أن تحاول البؤر الارهابية في ليبيا مد يد المساعدة والدعم اللوجستي لهؤلاء الإرهابيين في سيناء وأني أتعجب لقادة الاتحاد الاوروبي وامريكا الذين يملكون أقوي قوة عسكرية في العالم.. ألا يخرج أحدهم ويقول حقيقة مهمة يدرسونها في كل الكليات العسكرية في العالم وهي أن ضربات الطيران لا تحسم حربا ولابد من التدخل البري لتنظيف مسرح القتال من الاعداء بعد أن تؤدي القوات الجوية دورها. واذا كانت أوروبا وامريكا تخاف من وقوع خسائر بشرية في صفوف جنودها فلتتدخل قوات الكوماندوز.. ولهم في العمليات البطولية لقوات الكوماندوز المصرية خلف خطوط العدو في حربي الاستنزاف و1973 دروس كثيرة يمكن الاستفادة منها وهم الآن يدرسونها في اكاديمياتهم العسكرية. لابد أن توقن قوي التحالف الدولي عند محاربتها التنظيم الارهابي بانه لا توجد حرب بدون خسائر بشرية.. وان تكون هذه حقيقة راسخة في وجدان كل جندي عند اعداده معنويا ونفسيا لخوض حرب. تخشي القوات الأوروبية والامريكية وايضا الروسية من شن هجمات برية علي معاقل داعش في سوريا والعراق, لأنهم غير مدربين علي حروب الشوارع ويخافون من قنابل داعش البشرية وهي المقاتلون الذين يلفون أجسادهم بالمتفجرات ويقتحمون الكمائن والمعسكرات.. لا تخافوا من هذه القنابل البشرية.. ولتكن لديكم جرأة الجندي المصري.. الذي احتضن قنبلة داعشية ليحمي زملاءه. انتبهوا.. لابد من محاربة داعش في ليبيا.. جنبا إلي جنب سوريا والعراق.. حتي لا تكون ملاذا آمنا يفر اليه أعضاء التنظيم.