انهار ائتلاف دعم مصر أو دعم الدولة بقيادة البرلماني رجل المخابرات السابق قبل أن يبدأ.. انهمرت الاتهامات ضده قبل أن يبدأ.. قالوا: ائتلاف يسعي إلي إعادة حركة التاريخ إلي الوراء.. قالوا إنه يسعي إلي تكرار تجربة الحزب الوطني المنحل بالسيطرة علي كل أعضاء البرلمان.. وأنه يري في نفسه أحمد عز الجديد.. أو في أحسن الظروف كمال الشاذلي الذي كان يدير البرلمان بإشارة من أصبعه.. تصويت بنعم.. أو تصويت بلا.. حالة انصياع كامل من النواب.. المفاجأة أن النواب الجدد تمردوا.. والأحزاب الجديدة احتجت.. شروط مجحفة فرضها اليزل علي النواب من عينة ولاؤكم للأئتلاف وليس للأحزاب بالله عليكم هل يستقيم هذا! حزب المصريين الأحرار بزعامة نجيب ساويرس أنفق دم قلبه في الانتخابات من أجل أن يحظي ب65 مقعدا وفي لحظة يظهر اليزل ليقول لهم ولاؤكم لي وليس لساويرس أو للحزب.. حزب المصريين الأحرار ما كذبش خبر وأصدر بيانا يؤكد فيه أنه يختلف مع الأئتلاف كليا وجزئيا.. ما هكذا تدار السياسة. الأسوأ من هذا أن حزب مستقبل وطن الذي ظهر فجأة في الحياة السياسية المصرية بقيادة الشاب محمد بدران-24 عاما- والذي حصل علي المرتبة الثانية بين الأحزاب بعد المصريين الأحرار بعدد50 مقعدا تمرد أيضا علي اليزل رغم أن الاثنين يسعيان إلي هدف واحد هو دعم الرئيس وهو واضح من أدبياتهما وتمويلهما.. الخ. حزب الوفد التاريخي الذي يحظي ب40 مقعدا لأول مرة في برلمانات ما بعد1952 رفض أن ينضم إلي ائتلاف دعم مصر.. بل إنه يسعي الي إطلاق ائتلاف بمفرده. مصطفي بكري النائب البرلماني سعي إلي تقديم مبادرة لرأب الصدع بين الكتل والأحزاب إلا أنها لم تصل بعد إليهم لدراستها وإبداء الرأي فيها. مشهد إن دل علي شيء فإنما يدل علي حالة تخبط واضحة وعلي غياب السياسة عن المشهد البرلماني.. شخصيات ليس لديها الحنكة ولا الخبرة السياسية المطلوبة في هذه الظروف يتصدرون المشهد بعدم كفاءة واضحة وفي ظل ابتعاد مؤسسة الرئاسة عن مهاتراتهم.. بل بالعكس الرئيس يخرج بين الحين والأخر ليؤكد أنه ليس له حزب وليس له فريق سياسي.. هو يحاول أن ينأي بنفسه عن هذه العواصف في ظل خريطة برلمانية غير واضحة المعالم. في العالم الحديث وما بعد الحديث هناك ملامح لكل البرلمانات: حكومة ومعارضة.. نظرة سريعة علي أي برلمان سوف يتضح من هم الذين يشكلون الحكومة سواء بمفردهم أم من خلال ائتلاف أو تحالف أو سمه ما شئت.. ومن هم الذين يشكلون المعارضة. المعارضة دائما منظمة وتسعي إلي تشكيل حكومة ظل.. وهذا ليس عيبا.. وإنما هذا هو المطلوب في حال سقوط الحكومة أو تغير التوازنات داخل البرلمان بناء علي الأنتخابات تنتقل المعارضة الي مقاعد الحكومة.. لكن بالله عليكم كيف سيكون شكل برلمان مصر2016 ؟ الإجابة: برلمان بلا هوية.. المستقلون يشكلون أكبر كتلة وأحزاب متفرقة: المصريين الأحرار65 مقعدا.. مستقبل وطن50 مقعدا.. الوفد40 مقعدا.. حماة الوطن17.. الشعب الجمهوري13.. النور السلفي12.. المحافظين6.. المصري الديمقراطي4.. مصر بلدي3 مقاعد.. ثم في ذيل القائمة التجمع بمقعد واحد أما المستقلون فعددهم105 مقاعد أكبر من أي كتلة برلمانية. كيف يمكن لبرلمان بهذا التشتت أن يراقب أداء الحكومة وأن يقر تشريعات المرحلة الانتقالية في عهد المجلس العسكري والقاضي عدلي منصور والرئيس السيسي.. وكيف يمكن له أن يمارس سلطته التشريعية التي ينتظرها المواطن.. حزمة من التشريعات للإصلاح الأقتصادي والتنمية وتحقيق العدالة الأجتماعية وتعيد توزيع الثروة علي الشعب. كيف يمكن بالله عليكم لمثل هذا البرلمان أن يلبي طموحات المواطن المصري في كل مكان ؟ هذا سؤال أترك الإجابة عليه لكم.