اتفق علماء الدين علي ضرورة وضع خطة عاجلة لمواجهة الإسلاموفوبيا في الغرب ومعالجة الموقف ونشر الفكر الوسطي, وتعريف المسلمين وغيرهم بالمنهج السمح والوجه الحسن للإسلام هناك من خلالنخبة من علماء الدين المشهود لهم بالكفاءة في علوم الدعوة لمناقشة القضايا الإنسانية من منظور الشريعة الإسلامية. وقال الدكتور بكر زكي, عميد كلية الدعوة السابق بجامعة الأزهر, إن الواقع يتطلب الآن إرساللجان متخصصة من العلماء,طبقا للكفاءةلمخاطبة وعرض القضايا في المجتمعات الغربية التي تحتاج لخطاب يراعي النزعة العقلية لديهم عند تناول قضاياالإنسان والأرض والإنسان في الإسلاموأهمية الجانب اللاإنساني, مثل الرفق بالإنسان والحيوان والجماد قبل تناول قضايا الاعتقاد, إلي جانب حقوق الضعفاء في الشريعة وكيف حض علي الأخوة بين الأغنياء والفقراءومطالبة المسلم بالصبر علي غيره حتي وإن سبه لقوله تعالي ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. واستنكر زكي أن تكون عملية العلاج عند وقوع الكوارث فقط, بل يجب أن تكون هناك خطة لمدة خمس سنوات تنفذ بالتناوب للمختصين حتي يمكن تغيير الفكر ومواجهة الهجمات الشرسة علي الإسلام. وأضاف الشيخ عبد العزيز النجار مدير عام مجمع البحوث الإسلامية أن الفرصة سانحة الآن للأزهر الشريفللسيطرة علي المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في دول الغرب لنشر الفكر الوسطي, وتعريف الناسبالمنهج السمحللشريعة الإسلامية خاصة وأن فرنسامن البلاد التي يسيطر علي مساجدها الجزائريون والتوانسة والمغاربةومرجعيتهم الفكر السلفي. وطالب النجار بعدم ترك الساحة فارغة حتي لا يستغلهاالمتشددون, مشيرا إلي أهمية سرعة اتخاذ خطوات جادة للتنسيق بين فرنسا والأزهر الشريفلإحلال وتفكيك البنيةالتحتية لدعاة الفكرالمتشدد وإعادة بناءفكر جديد علي أساس التعايش السلمي في ظل مجتمع متعدد الثقافاتوالمعتقدات حتي لا يكون هناك تصادم بين فكر وفكر انطلاقا من حرية الاعتقاد التي أسس لهاالإسلام في قوله تعالي لا إكراه في الدين. من جانبه أوضح مدير عام المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف أن معالجة التضييق علي رواد المساجد في أوروبا حاليا يحتاج دعاية طيبة للإسلامبتطبيقه عليمسرح الحياة فيقتدي الناس بالمسلم أخلاقا وسلوكا وخاصة المقيم في البلد الأجنبي, ففي صدر الإسلام كانت البلاد تفتح بسبب معاملةالمسلمين لأهلها, مؤكدا أن الأحداث الأخيرة ربما كانت ضارة ولكنها نافعة فقد تدفع غير المسلمين إلي التعمق في الإسلام. ومن المقرر أن تطلق دار الإفتاء اليوم مبادرة عالمية للتصدي لالإسلاموفوبيا التي تجتاح أوروبا في الفترة الحاليةوتشمل شرحا لتعاليم الإسلام الصحيحة وبيان الفرق بين الإسلام الحق والتصورات المشوهة التي تروجها الجماعات المتطرفة في الغرب وذلك باللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية بهدف فضح البنية الأيديولوجية لجماعات التكفير وما يسمي بالتطرف الديني الذي هو الخروج علي المنهج الوسطي الذي يتبناه الأزهر الشريف.