أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, والدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية, وعلماء الدين, أن العصر الحالي يفرض علي الأمة الإسلامية الوحدة والتآلف والتآخي والتعاون. لتحقيق مبدأ التعايش والتكامل بدلا من الإقصاء والتنافر والتخاصم لأن منهج الدين الإسلامي وحد بين مكونات الأمة في عقيدتها وشريعتها وقبلتها ومفاهيمها وعباداتها كما قرب بينها في تقاليدها وعاداتها, وذلك سعيا لتحقيق الوحدة الإسلامية والإنسانية جمعاء التي تقوم علي الإهمال الحقيقي الذي يرتبط فيه الفكر بالواقع والنظر بالتطبيق والإيمان بالعمل. وقال شيخ الأزهر ان المسلمين جزء من البشرية وعوامل التفرقة تأتيهم من داخل نفوسهم بسبب تغليب المصالح الدنيوية وكثرة الاختلاف التي وصلت إلي حد الاقتتال,. جاء ذلك في كلمته أمس خلال افتتاح مؤتمر: فكر الإمام بديع النورسي وأثره في وحدة الأمة الإسلامية, والذي تعقده مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم في رحاب الأزهر الشريف ويستمر لمدة يومين بمشاركة وفود من أربعين دولة, وبحضور قادة العمل الإسلامي في العديد من دول العالم الإسلامي, والتي القاها نيابة عنه الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر, موضحا ان القرآن الكريم يؤكد الإخوة الإسلامية والحذر من الأعداء الذين يبثون عوامل الفرقة بين المسلمين والتي تجد آذانا صاغية تستجيب للدعوات الأجنبية الأمر الذي أصاب الأمة بالوهن والضعف والخلاف السياسي ويقتضي الأمر من المسلمين الابتعاد عن الدعوة للوحدة السياسية أو الخلافة الشرعية وانما السير أولا في خطوات متوالية للوصول إلي الوحدة الإسلامية الكاملة كما حدث في كثير من الدول الأجنبية التي حققت الوحدة بينها رغم اختلافاتها المتعددة في اللغة وغيرها. وطالب الشافعي, المسلمين بالبدء بالوحدة الروحية والأخلاقية ثم الوحدة الثقافية وتليها الاقتصادية حتي يمكن تحقيق الوحدة السياسية الشاملة بين دول العالم الاسلامي والذي تتوافر فيه كل مجالات الثقافة والروحانية والاقتصادية الأكثربين دول العالم كله مما يهيئ الفرصة المناسبة لتحقيق وحدة العالم الإسلامي والموجودة بالفعل بين الشعوب الإسلامية برغم ترامي أطرافها في ثلاث قارات. وقال ان الدول الإسلامية مؤهلة لذلك بمواردها وإمكاناتها الكثيرة من العدد والكنوز الدفينة في باطن أراضيها الي جانب انتمائها في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وهو ما يحدد معالم الطريق لوحدة الأمة الإسلامية الشاملة. من جانبه قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية, ان أهمية الوحدة للأمة الإسلامية تستهدف استعادتها لمكانتها ودورها كما كانت عليه في السابق تطبيقا لقول الله تعالي: كنتم خير أمة أخرجت للناس, مشيرا الي ان المؤتمر يأتي لحياء ما تنبأ به النورسي من تقسيم الدول الإسلامية علي يد الغرب الذي يعمل حاليا علي زيادة الدول في لإنحاء العالم من200 دولة الي400 دولة بعد استهدافه تقسيم كل دولة إسلامية إلي دويلات صغيرة. وأعلن الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر,في كلمته بالمؤتمر, انه تم الاتفاق مع تركيا علي افتتاح فرع لكلياتها الشرعية في اسطنبول يضم اللغة العربية وأصول الدين والشريعة وذلك في إطار تدعيم العلاقات الثقافية والإسلامية بين مصر وتركيا. موضحا ان تحقيق الوحدة الشاملة ما زال حلما يتطلع اليه المسلمون في جميع بقاع الأرض علي ألا يكون الدين وسيلة للاحتواء والأغراض الشخصية والتقرب إلي الحكام. وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق إن فكر النورسي وتحقيق الوحدة تأكيدا لما جاء في القرآن والسنة وقوله تعالي وان هذه أمتكم أمة واحدة وتأكيدا للعبادة الخالصة لله والربط بين العقيدة والسلوك الإنساني والتكامل بين أبناء الأمة الإسلامية في كل أمور الحياة الاجتماعية. من جانبه أشاد إحسان قاسم الصالحي ممثل الجانب التركي بالحضور ودور الأزهر وعلمائه في نشر المنهج الإسلامي الوسطي المستنير والعمل علي تحقيق وحدة الأمة الإسلامية. وتختتم اليوم أعمال المؤتمر الذي يشارك في أعماله ممثلون عن40 دولة إسلامية لمناقشة البحوث المقدمة حول عدد من الموضوعات والمحاور.