الاحاديث علي مقاهي المثقفين صارت لا تحمل من الثقافة الا اسمها بهذه الجملة أجاب اسامة جادالله عضوا جماعة لمة عن سؤال الاهرام المسائي حول اسباب تأسيسه واصدقائه لجماعتهم الثقافية المستقلة لمة التي تجتمع مساء السبت من كل أسبوع في مكتبة ألف بالزمالك. ولم يكن خواء احاديث المثقفين وحده سببا في انشاء هذه الجماعة المستقلة فيضاف اليه كراهية اعضائها لما يرونه ثرثرة وجدلا لا يقدم إثراء ثقافيا حقيقيا فتركوا الكلام وقرروا البدء في العمل فورا اللمة هو مشروعهم الثقافي لزيادة معارفهم وتوسيع مداركهم بثقافة حقيقية منظمة بالاضافة لمشاركة غيرهم حلمهم أن يكونوا مثقفين كما ينبغي للمثقف الحقيقي أن يكون. بنظام وقتي حازم يديرون جلساتهم فتخصص الساعة الأولي للأدب والثانية للحوار المفتوح في موضوع سبق اختياره والثالثة للفن أو التاريخ بالتبادل.. هم أربعة شباب في العشرينيات بدأوا الفكرة باقتراح من أحمد عبدالمجيد واستجاب له اصدقاؤه أحمد ابراهيم واسامة جادالله ومحمد طلعت ليكونوا نواة الجماعة الثقافية لمة. يقول صاحب الفكرة: بدأت الفكرة من افتقادنا للتوجيه في عملية القراءة التي نحبها فنحن لا نعرف عن ماذا نقرأ ولم نجد من ينصحنا ثم حين نقرأ نشعر بالحاجة للنقاش فيما قرأناه أريد أن أنصح غيري بكتاب مهم قرأته وأن ينصحني كذلك وأن نطرح علي بعضنا رؤيتنا له فأساس فكرتنا أن نتناقش في الكتب بمختلف تخصصاتها الأدب أولا والتاريخ والفنون الادائية بأشكالها لما ندركه من تأثيرها وأهميتها في الوصول الي الناس ويضيف أحمد عبدالمجيد في البداية تكلمنا بلا نظام كأصدقاء يتحدثون بينهم كل منا يتكلم عن كتاب قرأه ثم بدأنا نتجه للتنظيم لأن عدم وجود فكرة ونظام محدد لم يجعل الأمر مثمرا كما كنا نرجو. النظام المتبع بدقة هو تحديد موضوع النقاش الذي يختاره الحضور بالتصويت والأشخاص الذين سيقومون بالبحث وجمع المعلومات عنه ليقوموا في المرة القادمة بعرضه علي الجميع مع ذكر مصادرهم ورفعها علي حسابهم علي الفيس بوك بعد الاجتماع ليستزيد منها من يشاء مع محاولة المتحدث تكثيف معلوماته لتصبح كلمته علي حد قولهم أكاديمية أما معيارهم في اقتراح المواضيع للتصويت فهو أن يكون الموضوع ثريا بمايكفي لعمل بحث من خمس ورقات بصرف النظر عن عمله بالفعل وعلي هذا تناولوا بالبحث والنقاش خلال7 مرات هي عدد مرات اجتماعهم: أعمال الأديب علاء الأسواني والشاعر بيرم التونسي والمخرج داود عبدالسيد وفكرة التحرر وعليه أيضا ستشمل نقاشاتهم القادمة فكرة الهوس الديني ومعرفة الناس بحقوقهم الدستورية والشاعرين: أمل دنقل ومحمود درويش وشخصيات تاريخية مثل أتاتورك ومانديللا وسينما عاطف الطيب. الطابع الحميمي لاجتماعهم من أهم مايحرصون عليه ومنه أتي اختيار أحمد إبراهيم لاسم اللمة. يقول أسامة جاد الله استخدمنا معرفتنا ببعضنا كأصدقاء لكي يكون الجميع علي سجيته, الأسطورة المتخيلة عند العوام عن المثقفين أنهم يجلسون مثلا علي مقاهي المثقفين يتكلمون كلاما معقدا وعميقا عن الاقتصاد مثلا والنظريات العلمية وغيرهما, لكني حين جلست هذه الجلسات وجدت أن الأمر مختلف وأن الكلام لا يخرج عما يدور بين أي أشخاص عاديين بلا وجود لاثراء حقيقي للفكر أو الحياة ويقول: نحن نقاوم مانراه من حالة الانعدام الفكري التي انتقلت من البسطاء الي من يفترض فيهم كونهم مثقفين هذا الانعدام الذي يعني أن تفكيره لا ينشغل سوي بضروريات الحياة الأساسية الأكل والشرب والمعيشة ونحن ضد هذه البلادة. يحرصون علي هذا الطابع رافضين أن تأخذ جلساتهم هيئة المحاضرة أو الندوة لأنهم أولا يريدون مشاركة وتفاعلا بين الجميع فلا يتحول الأمر لملق ومستمع سلبي ولأنهم يراعون أنهم يتحدثون الي مجموعة من الناس يملكون حصيلة معرفية تتفاوت بين الجهل التام بموضوع النقاش او الالمام به ولنفس السبب كان اختيارهم مكتبة ألف بالزمالك لاجتماعهم ويضيف عبدالمجيد سببا آخر هو أن وجودهم بين الكتب يحفز الكثيرين لشرائها والبدء في القراءة لمن يبدأ بعد.وعن اشتراط المشاركة من الحضور يقول أسامة: لا نشترط ان يشارك كل فرد من الحضور لكننا من خلال اشتراكه في التصويت علي اختيار المواضيع من خلال إشعاره أنه بين أصدقائه وبساطة الأمر وإزالة رهبته فإن الجميع مع الوقت سيندمجون ويشاركون ومن اللافت للنظر حرصهم علي الكلام باللغة العربية والتنبيه علي عدم استخدام غيرها أثناء عرض البحث أو المداخلات. يطمحون أن تكون اللمة نواة لحركة تثقيفية للمجتمع كله نحاول أن نحضر في كل مرة واحدا جديدا من البسطاء الذين لا يقرأون ولا يهتمون بالثقافة ونفعل كمن يضع الدواء في العسل كما يرغبون في زيادة مدة اللقاء الي4 ساعات يوجهون الدعوة الي أديب أو مفكر ليشاركهم لمتهم.