مازالت مشكلة الذهب الأبيض تطارد مزارعي الدقهليةالذينتكبدوا مبالغ طائلة في زراعةالقطنظنا ان الدولة ستشتريه منهم حسب الوعود التي تلقوها من المسئولين بالجمعيات الزراعية. وبني كل فلاح حلما علي الاموال التي سيجنيها من بيع المحصولليعوض خسارته من عدم بيع محصول الارز ولكن موسم الزراعهانتهي وجاء موسم الحصاد ليفاجأ الفلاح بتخلي الحكومة عن وعودها ليقف عاجزا عن فعل أي شيء لإنقاذ محصولهفقدتراكم محصول القطن داخل المنازلوبالشوارع بعد ان رفضت الجمعيات الزراعية استلامه من مزارعي قري مراكز السنبلاوين والمنزلة وأجا وبلقاس. يقول جلال احمد المهديكان سعر قنطار القطن منذ عامين1800 جنيه اما الان فالتاجر يشتريه برخص التراب هذا إن وافق أصلا علي شرائه فقد فوجئتفي اول الحصاد والذي بدأ منذ شهر ونصف ان التاجر اومندوب شركات الغزل يريد الشراء ب1000 جنيهللقنطار ولم اوافق علي بيع محصولي وتركته بالمنزل ظنا مني ان الحكومة ستشتريه حسب وعودها قبل ان تتراجع عنها وماحدث ان التجار عزفوا عن شراء محصولنا من القطن ومن باعفقد خسر كثيرا ولم يحصل علي تكلفة الفدان فقد باع ب880 جنيها للقنطار وللاسف فانناعلي الرغم من زراعتنابذرة جيزة89 وهومن افضل انواع القطن الطويل التيلة وتستخدمه المغازل الا ان الناتج كان اسوأ ما يكون. فالبذور كان بها عيوب ولم تتفتح وهذه مشكله واجهتنا وتابع( انه تم بيع البذور الجيدة للخارج وجابوا لنا بذور سيئة فاللوزة مفتحتش حتي بعد جمع القطن)وهذا تسبب في انخفاض انتاجية الفدان ومن الواضح انه ليس هناك رقابة علي الجمعيات الزراعية ويقول الدكتور زيدان شهاب الدين بمركز البحوث الزراعيةان الفلاحين مهددون بالسجن لعدم استطاعتهم سداد الديون المتراكمة عليهم لبنك التنمية والائتمان الزراعي والجمعيات الزراعية برغمالوعودالتي تلقوها من الدولة بتوريد المحصول اليها بسعر1400 جنيه للقنطار. وبعد ان تكلفت زراعة الفدان قرابة ال4 آلاف جنيه والناتج من الفدان ضعيف جدا فالفدان لم يرم التسعة قناطير التي قالت عنها وزارة الزراعة بعد التجربة في الحقول الارشادية ولكن الفدان انتج4 قناطير فقط وأحيانا خمسة. ويضيفرضا عبد الحليم الليثي مزارع من قرية57 التابعه ل قلابشووزيان بمركز بلقاس في منطقتناالفلاح لا يستطيع زراعةقمح ولا ذرة أوخضار لانها ارض مستصلحة منذعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اي منذخمسين عاما تقريبا ولذا فتعتبر ارضا مستجده. وهذا الموسم زرعناقطن جيزة89 طويل التيله وخسرنا كثير جدافأنا أزرع في أرض بالايجار ثلاثة أفدنة انتجوا قنطارين ونصف وأدفع4 آلاف جنيه إيجارا سنويا للفدان وصرفت علي الفدانتقريبا2500 جنيه والحكومة لم تسعر القطن والتجار يتلاعبون بنا ويريدون شراء القنطارب880 جنيها. فيما تعيش قري جمعية ابوماضي( الحفير)البالغ مساحة الاراضي الزراعية بها15 الف فدان حالة من اليأس بعد أن خسروا محصولهم ولم يجدوا من يشتريه وقام معظم الفلاحين بتقطيع القطن من الارض وحرقه فيما تركه البعض الاخرللمواشي. وبمرارة شديدة أوضح نبيل خطاب فلاح انه قام بزراعه فدانين من القطن وذلك بعد ان سمع وعودا بشراء الدوله للقطن ولكن( طلع كله فشنك). وقال خطاب منذ عشرين عاما ومحصول القطن سعره في النازل وكانت الاول الدولة بتشتريه وكان فيه نظام دورة زراعية كان راحمنا من الطريق المسدود اللي احنا مش عارفين اخره إيه وتابع فين حقوق الفلاح وفين نقابتنا وفين وزير الزراعه والله حرام انا هاولع في المحصول اوفر ليمن تأجير الانفار اللي مش هاعرف اديهم اجرتهم. ورصدت الأهرام المسائي مجموعة من الفلاحين يحيطون بزميل لهم يدعي علاء رمضان وهم يحاولون اثناؤه عن حرق محصوله بينما فاضت عيون الفلاح بالدموع وهويقول طيب هأكل ولادي منين انا عندي اربع عيال هيموتوا من الجوع ولازم احرق القطن عشان ازرع اي حاجه تانيه تجيب لنا حق المعايش وهاستلف فلوس عشان اجيب تكاليف الزراعة يرضي مين ده يا عالم). وقال السيد ابوالشحاتاحد الفلاحين البذرة والتي وزعتها الجمعيات علي خط الحفير باكمله هذا العام كانت سيئة جدا والفلاح لا يجمع محصوله فالنفر يتكلف ثلاثين جنيها بخلاف وجبة الغذاء ولذلك تركنا المحصول في الارض واللي جمعهتركه في البيت ولايجد من يشتريه هناك من باع من عشرة ايام ولم يتقاضي مليما وهناكمندوب لشركات الغزلاخذ المحصول ولم نحصل علي نقود. وأضاف انه في الأعوام السابقة القطن تم بيع القنطار ب1400 جنيهواحيانا1500 جنيه والفدان كان ينتج من خمسة الي ستة قناطير منذ عامين والعام السابقانتجمن3 الي4 قناطير لان البذرة في الاسوا فلقد تم تهجينها وتكلفنا400 جنيه مقاومه بالمبيداتللفدان كمانقوم بشراء مبيدات من الخارجوبذلك نكون صرفنا علي الفدان600جنيه فقط مبيدات. والارض نوعيتها لا تصلح بها زراعة الخضروات فنحن نروي من مياه الصرف من مصرف المحيطوهذا العام ماكينة الرفعالتيتم انشاؤهانروي منهامن مصرف المحيطالممتد منبلقاس لكفر الشيخ ولا نروي منه الا بعد ان تذوقهاونجدها مياه حلوةتصلح للريواحيانا ما تكون المياه مالحه فنتركها ولا نروي بها. فيما أكد رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي لسنا مسئولين عن استلام القطن وعليكم إرسال فاكسات استغاثة للرئيس وجمعية الإصلاح الزراعي تخلت عن الفلاحين بعد أن وفرت البذور والمبيدات ورغم أنها المسئولة عن تسويق القطن. وقالعبد الجواد سويلم عضومجلس محلي سابق ومالك لاراضي زراعية, إن هناك فلاحين باعوا أعواد القطن قبل جنيه للبدوكغذاء للماشية, مشيرا الي أن ارتفاع تكاليف القطن وسوء نوعيته من حيث طول أعواده واللوز أدت إلي قلة الإنتاجية, وأحمل الزراعة مسئولة تدمير القطن في مصر فرؤساء الجمعيات الزراعية يرفضون استلام القطن لعدم ورود أوامر لهم باستلامه, لافتا إلي أن المسئولين في مديرية الزراعة والجمعيات التعاونية طالبونا في بداية الموسم بالتعاقد وتعاقدنا والآن يتهربوا ويرفضوا استلام القطن فالحكومة تجبر الفلاح علي توقيع عقود بزراعة القطن وتوريده ثم ترفض استلامه والفلاح لا يعرف الي من يلجأ, فيما أكد الدكتور حسام الدين امام محافظ الدقهلية انوزير الزراعة تقدم بمذكرة عاجلة إلي مجلس الوزراءمطالبابتوفير مبلغ عاجل, من أجل إنقاذ مزارعي القطن وتعويض خسائرهم, مؤكدا أن كل مزارع سيحصل علي حقه كاملا. مشيراإلي أنه لا يمكن ترك كميات القطن تتعرض للتلف وتعرض أصحابها لخسائر مادية, لافتا إلي أنه جار عقد اجتماعات دورية خلال الفترة المقبلة من أجل القضاء علي المشاكل التي تعاني منها زراعة القطن لمنع تكرارها في الموسم الزراعي الجديد.