فيما تصر وزارة التربية والتعليم علي تطبيق قرار العشر درجات للسلوك والغياب بالمدارس علي طلاب الثانوية العامة, لجأ الطلاب بل والمدرسون أيضا لحيل عديدة للالتفاف علي القرار بما يؤدي لتطبيقه بشكل وهمي دون تواجد حقيقي في اليوم الدراسي. يأتي ذلك فيما دعا عدد كبير من الطلاب لتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم اليوم مع التهديد بالاعتصام في حال تجاهل الوزير لمطلبهم بإلغاء القرار. بعد أسبوع واحد من بداية العام الدراسي الجديد وتطبيق قرار العشر درجات للسلوك والغياب بالمدارس لجأ الطلاب إلي أساليب جديدة للخروج من المدرسة والتوجه إلي مراكز الدروس الخصوصية التي بدأت الحكومة في مواجهتها بحزم وبدأ المعلمون وأصحاب المراكز يلجأون إلي أساليب جديدة من ضمنها اللجوء إلي المجموعات المصغرة داخل البيوت أو إلي السناتر المتنقلة حيث يستبدل المركز المغلق بمركز بديل في نفس المنطقة وإبلاغ الطلاب بالعنوان الجديد ليلتقوا فيه ورفع الإعلانات من علي الحوائط والعمل بعد الثالثة عصرا بعد عودة موظفي الضرائب والمحليات إلي منازلهم ومنهم من اتفق مع بعض العناصر لإبلاغه بوصول اللجنة فيقوم بإخلاء المكان وإغلاقه. وقال أحد المعلمين بمدرسة ثانوية بالجيزة, رفض ذكر اسمه, إن الغياب يتم أخذه من خلال معلم الفصل الذي يقوم بتسليمه إلي مشرف الدور لتسليمه إلي شئون الطلبة لإبلاغه إلكترونيا وبمجرد وصول خبر تبليغ الغياب للوزارة يقوم الطلاب بترك المدرسة متوجهين إلي السناتر وأنا واحد منهم أعمل في السناتر في الفترة الصباحية وبعلم الناظر وأن نسبة الحضور الحقيقية لا تتعدي20% أما المبلغة إلكترونيا للوزارة فوق85% وأن ال10 درجات أعادت الهروب من علي الأسوار والتي اختفت باختفاء طالب الثانوية من المدرسة وأن المديرين هم من يقع عليهم العبء الأكبر من التنفيذ ولكن المديرين الضعاف أو من لهم مآرب أخري وراء عمليات غياب الطلاب وهروبهم. وقال أحد المسئولين بمديرية تعليمية إن المسئولين مهما تكن مسئوليتهم لن يستطيعوا أن يتابعوا كل المدارس طوال اليوم, ولا توجد آلية لمتابعة المدارس خاصة وأن المتابعين أنفسهم علي اتصال بالميدان ويتم ضبط كل شيء في الوقت المناسب وأن ذلك مسئولية مدير المدرسة وأن الحل لو أرادت الدولة ضبط هذه المشكلة شراء أجهزة البصمة للطلاب للحضور والانصراف وليس الحضور فقط وأن ثمنها لا يمثل عائقا أمام وزارة التربية والتعليم وكأنهم مجموعة من أجهزة التابليت التي كلفت الدولة مئات الملايين ولم يستفد منها الطالب. وأوضح محمد عبد السلام, ولي أمر طالب بإحدي مدارس الجيزة الثانوية, أن ابني عاد إلي المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي أول أمس وهو ثائر علي ضياع اليوم الدراسي حيث إن الفصل به أربعة طلاب فقط, متسائلا: أين حقيقة التقارير التي يتم إبلاغ الوزارة بها من أن نسبة الحضور فوق85% و95% عكس الواقع؟. في الوقت الذي طلب فيه الدكتور الهلالي الشربيني, وزير التربية والتعليم, تقديم تقرير رقمي دقيق حول نسب الحضور في2000 مدرسة ثانوية منتشرة علي مستوي الجمهورية ومشاكل ومعوقات التنفيذ وبدائل إغلاق أساليب التهرب من المدرسة علي أن يكون التقرير علي مستوي كل إدارة وكل مديرية ثم نسبة عامة للتقرير علي مستوي الجمهورية. يأتي ذلك فيما دعا عدد من الطلاب لتنظيم وقفة ضد القرار أمام وزارة التربية والتعليم اليوم وقال أحد الطلبة المشاركين بالوقفة الاحتجاجية إن عددا منهم قرروا في حال عدم تعامل الوزارة بشكل إيجابي مع المطالب الدخول في اعتصام حتي تنفيذ مطالبهم. وأضاف الطالب الذي رفض ذكر اسمه أن الوقفة ستنعقد عصر اليوم الخميس وليس عقب صلاة الجمعة بعد غد كما يشاع, مشيرا إلي أن القرار تسبب في غضب كبير بين الطلبة علي مستوي الجمهورية. ونفي محمد النقيب أمين اتحاد طلاب مدارس مصر اشتراك الاتحاد بشكل رسمي في هذه الوقفة, إلا أنه أكد في تصريح خاص لالأهرام المسائي تضامن الاتحاد بشكل كامل مع الطلبة في مطالبهم وضرورة أن يجلس معهم مسئولو الوزارة ويستجيبون لهم. وأضاف النقيب أن الاتحاد يناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لحل الأزمة قائلا نوجه مع المناشدة رسالة للرئيس نذكره فيها بما قاله عمر بن الخطاب خليفة المسلمين لعمرو بن العاص عند فتح مصر سائلا إياه عما سيفعل في السارق فقال عمرو سأقطع يده فقال له بن الخطاب لو جاءني منهم جائع سأقطع يدك أنت, مشيرا إلي أنه كان علي الوزارة دراسة القرار جيدا وتوفير جميع العوامل المساعدة لتنفيذه قبل إقراره حتي لا يحدث كل هذا الغضب من الطلبة تجاه الأمر. من جانبها قالت ساجدة أبو العينين عضو الاتحاد إنه فيما يتعلق بالاتحاد فإن الوقفة الاحتجاجية له ستقتصر علي كونها وقفة إلكترونية حتي الآن ولم نتخذ قرارا بالنزول للشارع حتي الآن, لكننا متضامنون مع أي طالب يتظاهر لتحقيق مطالبه.