قضايا ساخنة ومهمة تناولها الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في كلمته أمام المؤتمر الاستثنائي الثاني للبرلمانات الإسلامية المنعقد في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة حيث طلب من المؤتمر أن يخرج برسالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض أو مواربة بأن مسيحيي الشرق حقوقهم مصونة, وأرواحهم أمانة في أعناقنا, ودور عبادتهم تحت رعايتنا نذود عنها بدمائنا, وأن لهم ما للمسلمين من حقوق, وعليهم ما علي المسلمين من التزامات, سواء كان ذلك بحكم تمتعهم بحقوق المواطنة كاملة التي كفلتها لهم المواثيق والأعراف الدولية, وكذلك الدساتير الوطنية والتشريعات المحلية, أو بحكم المبادئ الإسلامية التي نؤمن بها. وقال د. سرور: إن قضية الأعمال الإرهابية التي طالت مسيحيي الشرق في الآونة الأخيرة وما أدت إليه من بروز دعوات لدي بعض الدول الغربية لحمايتهم ومطالبة البعض باستصدار قرار من مجلس الأمن لهذه الغاية, مما يفتح بابا جديدا للتدخل في الشئون الداخلية للدول الإسلامية, مما يفرض علينا نحن ممثلي برلمانات دول العالم الإسلامي النظر فيما يمكن اتخاذه من إجراءات للتعامل مع هذه القضية الملحة. وأضاف أنه لم يكد مسيحيو الشرق يفيقون من هول حادث كنيسة سيدة النجاة في العراق, إلا وفوجئ بالكارثة الجديدة في قلب مدينة الإسكندرية بهجوم إرهابي آثم علي كنيسة القديسين, مؤكدا أنه إذا كانت بشاعة الحادث قد أحيت في نفوس المصريين شعورهم بالوحدة الوطنية والتلاحم, واستدعت في الوقت نفسه استنكارا وإدانة علي مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية والعالمية, إلا أنها في الوقت نفسه دقت ناقوس الخطر بشأن ما يحاك من مخطط خبيث لضرب الاستقرار في الدول العربية والإسلامية من باب إشعال فتيل الفتنة الطائفية فيها, والتفرقة بين مسلميها ومسيحييها. وقال د. سرور: إذا كان الغرب قد فكر أخيرا في ضرورة وأهمية إتاحة مساحة من التصالح مع العالم الإسلامي, مؤكدا أن البرلمان بماله من قاعدة تمثيلية وشعبية يعتبر المؤسسة المؤهلة لتولي مهمة الحوار بين الثقافات والحضارات, وقال: إن برلمانات دولنا الإسلامية مدعوة إلي اتخاذ ما يلزم من خطوات نحو بناء برنامج واضح وقوي ومتكامل للحوار مع برلمانات الدول الغربية, خاصة الكونجرس الأمريكي.وطالب د. سرور بالمزيد من الاهتمام من جانب البرلمانات الإسلامية بإدارة حوار برلماني إسلامي أمريكي نأخذ فيه زمام المبادرة حتي لا تتراجع الأفكار والتصورات التي سبق للرئيس الأمريكي أوباما أن طرحها بشأن الانفتاح علي العالم الإسلامي. ووجه د. سرور انتقادات حادة للغرب تجاه ما يحدث من أعمال إجرامية في فلسطين, وقال: لقد أغمض الغرب أعينهم وأصموا آذانهم عن شرقيين يعانون الأمرين, ويتعرضون للاضطهاد والتنكيل والتشريد والتعذيب دون أن يرمش للعالم الغربي جفن أو يذرف دمعة عليهم, وكأن هؤلاء ليسوا شرقيين كالآخرين, علي الرغم من أن فيهم مسيحيين أيضا, أولئك هم الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية, فضلا عما يعانيه عرب1948 في تأكيد لازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين في تعامل الغرب مع قضايا العالم الإسلامي, فقد أمعن العدو الإسرائيلي في تنكيله بالفلسطينيين حتي وصل حدا لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل, ووصل الأمر إلي التنكيل حتي بالمتضامنين معه من جنسيات أخري, كما تشهد بذلك الجريمة الغادرة في المياه الدولية بحق أسطول الحرية التي راح ضحية لها تسعة من المواطنين الأتراك, ووقف العالم بأسره يتفرج دون أن يحرك ساكنا لمعاقبة إسرائيل في ظل الانحياز الأمريكي الأعمي لها الذي حال دون صدور قرار رادع بحقها علي ما اقترفته من جرم مروع, ووصل الأمر بإجرام الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلي إصدار تشريع عنصري هو التشريع الخاص بقانون الولاء للدولة اليهودية الذي يكرس وضعية إسرائيل كدولة خالصة لليهود, وهو ما يقطع الطريق أمام حق العودة لفلسطيني الشتات, ويعد أداة إضافية للتنكيل بعرب1948 بحجة عدم الالتزام بقسم الولاء لإسرائيل, وأن يصبح طردهم سياسة رسمية الحكومة الصهيونية كجزء من خطتها لإخلاء فلسطين, بحجة نقص ولائهم لها, أو انعدام هذا الولاء.