رحل عبدالرحمن الأبنودى الذى صاغ فى شعره وأغنياته ذكريات المصريين خلال ستين عاما جسد فيها أحلامهم وأمنياتهم. أحزانهم وهمومهم.لم يكن مجرد شاعر أو مبدع، بل كان مزيجا بين التاريخ الذى صاغته أغنياته منذ ثورة 23يوليو وحتى 30 يونيو، وبين ذكريات الإنسان المصرى البسيط خلال تلك السنين، واستطاع من خلال أغانية الوطنية مع عبدالحليم حافظ أن يكون أحد علامات النضال والكفاح الوطنى وخلق حاله من الوحدة التى جمعت بين قلوب المصريين والعرب، وتبقى قصيدته "عدى النهار" فارقة فى تاريخ الوطن والتى لحنها بليغ حمدى وغناء العندليب عبدالحليم ساهمت فى رفع الروح المعنوية للشعب المصرى بعد الهزيمة عام 1967. عايش الأبنودى كل المتغيرات والتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر، وكانت قصيدتى "الميدان" و"دولة العواجيز" شاهدتين على ثورة 25 يناير ثم "آن الأوان يا مصر" التى كتبها عقب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو على قوى الظلام. رحل الابنودى غير منزعج من فكرة الموت، وارثا أفكار أجداده الفراعنة حيث الموت هو بداية الحياة الحقيقية على "جبل" مريم بالإسماعيلية تم دفن جثمانه، وعلى "جبل" الزمان يقبع شعر الخال. موال مصر.