مصالح لا تعترف بصداقات السياسة

الدعوة للفوضي العارمة والخلاقة دهاء ومكر سيء لإكثار الفساد طبقا للقانون الطبيعي والسياسي والفلسفي من لورانس العرب إلي كونداليزا رايس السياسة الأمريكية
تستعين بالقانون اللورانسي في اصطناع واشنطن داعش لنفسها وتتلاعب بأوراق جغرافية ودينية في عقول الحمقي
كل الحروب والمؤامرات تخضع لنموذج فوضوي فريد لا سرية فيه من أحمد عرابي والمؤامرة الشركسية إلي خلع الخديوي عباس ومغادرة صدام حسين قبل مواجهته عسكريا
أمريكا وإسرائيل يبدآن الشرق الأوسط الجديد بتحالفات من لبنان, وتتحول إلي عنف وفوضي وحروب طاحنة تصهر المنطقة يتبعها تحرك ثلاثي لرسم خريطة جديدة للمنطقة
خريطة التآمر الأمريكية لا تعترف تنسف العراق وفلسطين وتكون دولا للشيعة والسنة ولا تتجه لتغيير حدود مصر والخليج ولكن تضع حدودا لحصارها
هناك مقولة بالغة الأثر للورانس العرب في كتابه الأشهر أعمدة الحكمة السبعة, ذلك الاسم المستسقي من الكتاب المقدس( كتاب الأمثال1-9). عندما قرأتها أدركت أن الرجل لا بد أن يكون محيطا وملما بالعلوم الطبيعية مثل ما كان محيطا بالكتاب المقدس وبثقافة العرب وكسب ثقتهم كسبا كاملا. يقول لورانس في صفحة338 من كتابه, الطبعة المنشورة عام1935: واقع الأمر إن إحداث الفوضي العارمة في صفوفهم الأتراك ليست إلا إتزانا لنا.
وصف لورانس حدوث فوضي عارمة في صفوف الأتراك الأغبياء كما وصفهم كثيرا في ذلك الكتاب, نتيجة تخطيطه الإستراتيجي بأنه إتزان لنا وكلمة لنا في سياق الكتاب وظاهر الأمر كانت تعني العرب والذين بلعوا الطعم دائما في معظم فترات التاريخ فانساقوا بحسن نية وراء كثير من أمثاله من المخادعين.
إن كلمة لنا في باطن الأمر لم تكن تعني إلا لنا نحن بريطانيا العظمي في أوج مجدها عندما كانت لا تغرب الشمس عنها.
معارك ومؤامرات
هذه مقولة عبقرية ملهمة تلخص عبر التاريخ معارك وكيد ومؤامرات ومسالك القوي العظمي في كل مكان وزمان والتي تعمل دائما علي صلاح الأمور وإستقرارها في أوطانها ولأوطانها علي حساب إكثار الفساد والفوضي العارمة في بقية أرجاء البشرية. لا يختلف مافعله رسول الشر لورانس العرب المبعوث من قبل بريطانيا العظمي حينها عن الجنرال الأمريكي بترايس الأمريكي في العراق وأفغانستان عندما جند الصحوات لضرب اعداء أمريكا ومنحهم في المقابل المال والإهتمام ولإحداث فوضي عارمة أو كما أطلقت عليها السيدة كاندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية إبان إدارة جورج بوش الإبن فوضي خلاقة. هذا هو الدهاء والمكر السييء لإكثار الفساد طبقا للقانون الطبيعي والسياسي والفلسفي.
عندما قرأت مقولة لورانس أعلاه ظننت أن خلفيته لا بد أن تكون علمية لأن الجملة صيغة من صيغ أهم قانون طبيعي هو القانون الثاني للديناميكا الحرارية. ظللت أبحث وأنقب لأكتشف أنه لم يكن كذلك وأنه وربما إستعان بمصدرين أساسيين لصياغة مقولته الخطيرة أعلاه هما:
كتيب هنري أدمز خطاب إلي القائمين بتدريس التاريخ نشره عام1910 ووزعه علي أساتذة التاريخ والمكتبات واقترح فيه نظرية لتفسير التاريخ مبنية علي أساس القانون الثاني للديناميكا الحرارية.
كتاب أرثر إدينجتون كينونة العالم الطبيعي والمنشور عام1923 والذي اقترح فيه دراسة التاريخ ونمذجته من خلال قوانين الطبيعة.
مات لورانس وغربت الشمس علي الإمبراطورية البريطانية وبقيت آثاره إرثا للقوة الغربية المهيمنة في زمننا وهي الولايات المتحدة الأمريكية. بقيت صناعة الفوضي والنموذج اللورنسي حيا في الذاكرة الإمبريالية ليطبق بحذافيره أو معدلا.
قضايا ساخنة
هو الذي جعل أمريكا تصنع داعش وتصطنعها لنفسها لأنها ستلهي الجميع عن كل القضايا الساخنة في المنطقة.
هو الذي يجعل أمريكا تقاتلجنبا الي جنب مع إيران في العراق ويجعل إيران التي فلقتنا وصدعتنا بالشيطان الأكبر تواعد الشيطان الأكبر في السر والعلن إبتغاء مصالحها الضيقة وظنا منها أن الشيطان الأكبر قد تاب!!!
هو الذي يجعل أمريكا صاحبة المصالح تمد غطاء جويا للحرب علي المناطق السنية وتسمح بوجود إيران أصلا هناك وتمدها بالمعلومات الإستخبارية هي والمليشيات الشيعية المتربصة بالمناطق السنية لتعذب أهلها وتخرجهم من ديارهم وتسومهم سوء العذاب؟ ثم بلا حياء أو حمرة خجل تقول في نفس الوقت لحلفائها السنية أنها مع القوي السنية التي بدأت تعتمد علي نفسها في مواجهة الأخطار المحدقة بها في اليمن ووعيت حجم التآمر الخفي والغير خفي الذي تقوم به أمريكا في بقية أراضي الأمة بالتعاون مع إيران؟
البعض يقول أن أمريكا تتخبط بإتباع تلك السياسة الخرقاء وأنها لا تفهم المنطقة وتعقيداتها وأن ساستها مجموعة من الحمقي!!!. أمريكا ليست خرقاء أو حمقاء, أمريكا تعلم علم اليقين أن نشر الفوضي عندنا سيعود عليها بالإتزان والخير الكثير مثلما قال لورانس.
السياسة الأمريكية ليست خرقاء كما يبدو للعيان ولكنها مكر متقدم يستعصي علي فهم العوام مثلنا.
أمريكا تريدها عوجا في الشرق الأوسط وتريد نظاما جديدا يخدم مصالحها علي المدي البعيد ولا يهم ما يحدث للمنطقة من خراب ودمار طالما بقيت مصالحها ومصالح إسرائيل في أمان.
إنه مكر السيء المتمثل في نشر الفوضي بغية تحقيق تلك المصالح والأهداف.
الفوضي علوم وفن وإستراتيجيات من لا يعيها في كل عصريندثر. هي مؤامرة كبري وخليط من علم وسياسة وفلسفة وبالتالي لهاأساتذة وصناع ومرجفون في كل مدينة تدسهم وتجندهم القوي العظمي لتنفيذ مخططاتها كما سنري.
دليل سري
المتأمل لمسالك القوي العظمي يعلم وكأن هناك دليل سري لكل العصور يضاف إليه بين الحين والحين ما يجعله أكثر فاعلية وشرا وتقنية لا يختلف في ذلك مسلك الروم والفرس عندما كانتا القوتين العظمتين في زمانهما أو بريطانيا وفرنسا أو الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أو الولايات المتحدة كقطب واحد في زمننا هذا, فأجهزتهم الإسخبارية خبيرة في إشعال نار الفتن في رحم الفساد بمفهومه العلمي والفلسفي والسياسي وفي تجنيد المرجفين في كل مدينةلنشر الفوضي العارمة حيثما أرادوا لخلق التبريرات اللازمة لغزو البلدان وتدميرها وإحتلالها أحيانا وإعادة تشكيل جغرافيتها إن إستطاعت الي ذلك سبيلا, وكله طبقا للقانون والأخلاق وبموافقة مجلس الأمن.
والمتأمل لكل الحروب والمؤامرات الإستعمارية يمكن أن يخضعها لنموذج فوضي فريد لا سرية فيه وفي العيان. علي سبيل المثال لا الحصر تأمل الإنذار البريطاني النهائي لمصر في السادس والعشرين من مايو1882 وإتهام أحمد عرابي ومن معه باضطهاد الأجانب وعدم محاربة العبودية وإحداث فوضي تعرض المصالح الغربية للخطرعلما بأن هذه القلاقل قام بها الموالون للخديوي ضد أحمد عرابي وهو ما يعرف بالمؤامرة الشركسية والذين ثبت تاريخيا أن بريطانيا كانت المحرك لهم وعلما بأن العبودية ألغيت من خلال مفاوضات وعلما بأن مصر إستجابت لكل المتطلبات البريطانية أثناء فترة التفاوض التي كانت جارية لمنع نشوب الحرب, لكن بريطانيا كانت عاقدة العزم علي غزو مصر وأن كل هذه المفاوضات لم تكن إلا تضيع وقت وذرا للرماد في العيون وتمحيكا لوجود أسباب واهية لتبرير الغزو. وبناء علي هذه الأسباب الواهية قررت بريطانيا غزو مصر وتوجيه إنذار لها: تم توجيه إنذار للحكومة المصرية بضرورة إرجاع سلطة الخديوي عباس المخلوع حينها وضرورة نفي أحمد عرابي. بالطبع تم رفض هذا الإنذار المهين والذي تمت صياغته هكذا ليرفض من قبل مصر في السابع والعشرين من مايو1882 أي بعد توجيهه بيوم واحد فقط لما يحتويه من مهانة مقصودة. الإنذار النهائي هنا ليس إلا ضرب كرسي في الكلوب يشبه بالضبط الإنذار النهائي الذي وجه لصدام حسين من قبل الولايات المتحدة في حرب الخليج الأخيرة في خطاب للرئيس الأمريكي جورج بوش للشعب الأمريكي في الثامن عشر من مارس عام2003 والذي قال فيه:
يتعين علي صدام حسين وأولاه ضرورة مغادرة العراق خلال ثمان وأربعين ساعة وإن لم يفعلوا ذلك فإن مواجهة عسكرية ستحدث في أي وقت نختاره.
نموذج فريد للفوضي
وبالطبع تم رفض هذا الإنذار المهين أيضا من قبل صدام حسين في نفس اليوم مثلما فعلت مصر عام.1882
كل هذا من النموذج الفريد لنشرالفوضي خلال المائة سنة الماضية تتبعه القوي الغربية الكبري وتنفذه بدقة متناهية في منطقة الشرق الأوسط بداية من بريطانيا العظمي وحتي كاندليسا رايس.
هذا النموذج هو الذي إتبعته بريطانيا في منطقتنا إبان قمة عنف إمبراطوريتها التي لم تكن تغرب عنها الشمس وقام به لورانس العرب كما ذكرت أعلاه.
للمقارنة هنا يجب أن أنوه لنموذج كاندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس جورج بوشوالذين أتوا من بعدها مثل الجنرال بيترايس من صناع الفوضي ومنظريهاومن قبلها الذين سبقوها بالتآمر والشر والتخطيط مثل لورانس العرب وسنجد أنه لا تفاوت في طرق المتآمرين وفي أساليب تنفيذها وإن كان هناك تفاوت في المسميات.
في محاضرة شهيرة في تل أبيب في أوائل يونيو2006 وفي زمن الغطرسة الأمريكية الأكبر تحدثت كاندليزا رايس عن مفهوم الفوضي الخلاقة ثم أدخلت للمرة الأولي مفهوم الشرق الأوسط الجديد. ذلك المفهوم الذي كان ميلاد نموذجه في تل أبيب وبجوارها إيهود أولمربت رئيس وزراء إسرائيل حينها بقصد إعادة رسمالشرق الأوسط القديم وإستبداله بالشرق الأوسط الجديد أو الشرق الأوسط الكبير. كانت الخطة الأمريكية الإسرائيلية تهدف لخلق فوضي وعنف في منطقة تمتد من لبنان وفلسطين وسوريا والعراق ومنطقة الخليج العربي وإيران حتي الحدود المتاخمة لأفغانستان.
قامت أمريكا وإسرائيل بالإعلان عن المشروع علنا علي أساس أن تكون لبنان نقطة الإستقطاب والضغط الني تبدأ منها التحالفات والاصطفاف والتي ستبدأ منها الفوضي الخلاقة كما نظرت وزيرة الخارجية الأمريكية. لم تستشر أمريكا أحدا من حلفائها العرب وهي علي وشك ترسيم الحدود بطريقة أقسي من إتفاقية سايكس- بيكو.وقد أوضحت السيدة كاندليزا ذلك وفسرت مقاصدها بعدها بمدة قصيرة في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ21 يوليو2006 قالت فيه: آلام لبنان هي مخاض ميلاد الشرق الأوسط الجديد, من أجل الفوضي الخلاقة لابد أن تسيل الدماء التي سيعقبها ترتيب جديد للمنطقة. إسالة الدماء وإراقتها لا تهم. المهم هو المصلحة الأمريكية والمصلحة الإسرائيلية!
جدول زمني دقيق
كانت الفوضي الخلاقة تلك تهدف في حقيقة أمرها الي عنف وفوضي وحروب طاحنة تصهر المنطقة بنيرها يتبعها أن تقوم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل برسم خريطة جديدة للمنطقة. وكان هناك بالفعل خريطة جاهزة لم تكن معروفة من قبل أعدتها القوات المسلحة الأمريكيةتم توزيعها لجهات معينة بذاتها. والمتأمل فيها يجد أنها منذ ذلك الحين تنفذ بدقة متناهية وأنها تنفذ طبقا لجدول زمني دقيق. هذه الخريطة لا تذكر شيئا إسمه فلسطين ولا دولة إسمها العراق. فلسطين فيها ضمت الي الأردن الكبير وإسرائيل, والعراق تم إلغاؤه نهائيا وإستبدل بثلاث دويلات صغيرة أي تم تقسيمه إلي منطقة يسكنها الشيعة العرب متاخمة للحدود الإيرانية ومنطقة للسنة ومنطقة ثالثة للأكراد. وطبقا للخريطة فإن دول الخليج لن تتغير جغرافيتها وكذلك مصر وإيران وإن كان سيتغير الحصار حولها.. قام برسم هذه الخريطة الكولونيل رالف بيترز وتم نشرها في مجلة القوات المسلحة الأمريكية في عدد يونيو2006 تزامنا مع إعلان الدكتورة رايس عن مشروعها وفوضاها.
ما تجدر ملاحظته هنا أن نموذج الفوضي ليس وليد صدفة عند صناع القرار في أمريكا ولكنه شيء مستدام يدخل عليه بعض التحسينات والتعديلات بين الحين والآخر.
خذ علي سبيل المثال ماقاله الدكتور زيبجينيو برززنكسي عندما كان مستشارا للأمن القومي في إدارة الرئيس جيمي كارتر: الهيمنة قديمة قدم الجنس البشري
هيمنة أمريكية
المتأمل لتلك الهيمنة الأمريكيةوهي جملة برزنكسي وتلك البنود وما قالته رايس بعدهاأثناء توليها وزارة الخارجية الأمريكية يدرك أن كل فرقة منهم تكمل التي تليها وتجري تعديلات علي النموذج المطبق والمنفذ بدقة الجراح علينا.
مايحدث حاليا هو نفس النوذج مع إدخال تعديلات طفيفة لتعادل بعض الأمور الغير متوقعة مثل الربيع العربي مثلا.
ظهور داعش وخلقها كالفيروس وسقوط الإخوان الغير متوقع والذي كان ينتظر له ثمانون سنة حسب التوقعات الامريكيةكل هذا ليس إلا مجرد تعديلات.
ما تفعله أمريكا الآن هو إستدامة صلاحية نوموذج رايس لإشعال النار في كل المناطق المحددة في طرحها الأول عام.2006 خذ علي سبيل المثال ما نشرته مجلة الفورين بوليسي السياسة الخارجية بناريخ28 مارس2015 وهو أن أمريكا تقوم بالغطاء الجوي للمليشيات الشيعية والذين لا يختلفون بتاتا عن داعش وأنهم يقومون بعمليات إجرامية في الأراضي السنية ويهجرون أهلها. هذا بالضبط ما خططت له رايس والذين معها بهدف إشعال نار الفتنة والتي ستخلق الفوضي والتي ستعقبها عملية التشكيل والنظام الذي تريده أمريكا والخلق الجديد المريح ولترسم خريطة الشرق الأوسط الجديد وكلها طبقا لإستراتيجيتهم أمور تسير طبق الجدول الموضوع.
تفسير فلسفي
يبلغك القانون الثاني للديناميكا الحرارية الكثير عن تأثير الزمن علي حياتك وعلي المجتمعات والدنيا بأسرها. علي سبيل المثال أمنية عودة الشباب للإنسانيوما لن تتحقق مثلما طلبها الشاعر, بينما فعلة المشيب الواضحة ستزدادا أثرا:
الا ليت الشباب يعود يوما.. فأخبره بما فعل المشيب
الزمان لن يرجع ولن يستطيع الحبيب أن يحضر قلبا لم يحب ولم ينجرح ولم ير حرمانا!!
مرحلة الشباب لن تعود للإنسان لأن الأمور تسير في إتجاه واحد غير قابل للعكس, هذا هو القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي ينص علي أن كل العمليات في الكون غير قابلة للعكس وأن الفوضي في إزدياد, وعليه فإن الإنسان كمنظومة بيلوجية تخضع لهذا القانون ومن ثم فإن الشباب لن يعود, وستضمحل طاقة الإنسان رويدا رويدا ويهن عظمه ويصيبه الكبر مثل الإصابة بقطار سريعيأتي من كل اتجاه.
إن الحياة تفسد وتفسد وكأنها طعام خارج الثلاجة وأن الفساد أو الفوضي يتراكم وفي إزدياد في كل منظومة نتيجة أفعال الناس وحسب القانون. ومن هنا يتضح لنا أن علم الأولين يشبه علم الآخرين, فرغم أنهم لم يسمونه القانون الثاني للديناميكا الحرارية فإنهم ومن خلال ملاحظاتهم للزمن كانوا يتحدثون عنه بدقة متناهية مثلما يتحدث أحد فلاسفة الإسلام أبي الحسن علي ابن سهل ربن الطبري في كتابه فردوس الحكمة المنشور في برلين عام1928:
يتضح لنا أن ماقالته كاندليزا رايس كان محاولة مسخ لنموذج لورانس وأنها لم تأت بجديد وأن ما قالته يحوي خطأ ضد العلم وضد السياسة وضد الفلسفة, لأن الفوضي لن تخلق نظاما يعقبها مثلما قالت. الفوضي تخلق دمارا شاملا مثلما نري في العراق وأفغانستان وأننا لم نر نظاما متبلورا يعقب صهر النيران والدماء التي سكبت وتسكب كل يوم.حقيقة أن الخريطة تمشي في إتجاه تحقيق رسمها وأن العراق علي وشك الإندثار وليحل محله الثلاث دويلات التي حددتها سياسات المحافظين الجدد ويكملها الرئيس اللبرالي الديمقراطي أوباما لا فرق بينه وبين بوش ورجاله من المحافظين الجدد.
نحن دافعو الفاتورة الباهظة للمكر السييء لكل وللتخطيط الشيطاني ضدنا من قوي الهيمنة سواء أكانت بريطانيا العظمي أو أمريكا ولا بد أن نستمر فيما بدأ من وعي. إنشاء قوة عربية شيء جيد ويمنع أمريكا وإيران من استكمال أجندتهما. نحن لاعبون أساسيون في مبارة التنس التي تجري علي أراضينا, ولن نرضي بلم الكور الذي تريد أمريكا وإيران إسناده لنا. نحن الأساس وأصحاب الأمر والأرض.
لا بد أن نفهم لغة القوم لنأمن مكرهم: من علم لغة قوم أمن مكرهم كما قال النبي عليه السلام.
أستاذ هندسة المواد
الجامعة البريطانية في مصر