جلست وحدها الطفلة حبيبة ابنة السنوات العشر في ركن منعزل داخل منزل والدها بعد عودتها من المدرسة مهمومة كسيرة الخاطر ملامحها لم تحمل براءة الطفولة الجميلة التي تذهب أمامها الأحزان والهموم بل تنذر بعاصفة شديدة من الانكسار الذي يحمل في طياته سرا خطيرا. اكتشف والدها س40 سنة موظف الجريمة عندما حضر من عمله ونظر إلي ابنته ووجدها تجلس في ركن منعزل والدموع محبوسة في عينيها وتطأطيء رأسها الي الارض وعندما سألها عما بها انهمرت في البكاء وصرخت صرخة هزت جدران المنزل وهرولت بسرعة خجلا من والدها وارتمت في حضن امها وهي تبكي بحرقة وظل والدها يهدي من روعها ويطمئنها وامها تحتضنها وتضمها الي صدرها بشدة.. حتي همست الصغيرة بكلمات في أذن أمها بعدها سقطت الأم مغشيا عليها من هول الصدمة الثقيلة بعد أن سمعت بأذنيها من طفلتها بأن الأستاذ شعبان مدرس اللغة العربية تحرش بها واعتدي عليها جنسيا. دارت الدنيا بالأب و ظل يضرب كفا بكف وهو يردد في اسي وحسرة حسبي الله ونعم الوكيل الله استجمع الأب الجريح ما تبقي من قواه التي خارت منه من اثر الصدمة القاسية واصطحب طفلته معه وهو في حالة انهيار وكان يرتعش من هول الصدمة وتوجه الي مكتب اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الذي هدأ من روعه واجلسه أمامه.. ثم بدأ ينصت لكلمات البلاغ المثير ووعده بسرعة ضبط المتهم ورفع سماعة التليفون وطلب من اللواء محمود فاروق مدير الادارة العامة للمباحث الحضور لمكتبه ووجدت الطفلة حبيبة نفسها محاطة بسيل من أسئلة واستفسارات قيادات أمن الجيزة.. بعد ان شدهم البلاغ وهزتهم المأساة فجميعهم اباء ويعرفون حجم هذه الكارثة. وقد اتضح الي اللواء مجدي عبد العال نائب مدير الادارة العامة للمباحث ان المتهم مدرس في مدرسة ابتدائية بمنطقة كفر نصار بالهرم وان المتهم استدرج الطفلة الي حجرة بالمدرسة وجردها من ملابسها الخارجية وبدأ يتحرش بها وشرع في الاعتداء عليها وعندما صرخت بصوت عال تركها وهددها بانها اذا أخبرت أسرتها سيضربها. علي الفور امر العميد علي عامر رئيس مباحث قطاع الغرب باستئذان النيابة العامة وتم عمل عدة أكمنة بقيادة العقيد مدحت فارس مفتش المباحث نجح خلالها الرائدان ابوالقاسم الدهشان ومحمد نوفل معاونا المباحث من ضبط المدرس المتهم وبمواجهته ببلاغ والد الطفلة المجني عليها أنكر ارتكابه الواقعة. تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلي النيابة التي أمرت بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات لحين ورود تحريات رجال المباحث وعرض الطفلة المجني عليها علي الطب الشرعي.