غدا.. يمر عام كامل علي حرب أوكرانيا التي اشتعلت شراراتها الأولي عندما استولي انفصاليون موالون لروسيا علي مقر الإدارة الإقليمية لدونيتسك ومقر الاستخبارات في لوجانسك شرق اوكرانيا في بداية تمرد علي كييف تحول الي حرب أودت بحياة أكثر من ستة آلاف شخص. هؤلاء الانفصاليون كانوا معارضين للمتظاهرين الذي خرجوا الي شوارع العاصمة الاوكرانية واسقطوا حكم الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش. وهم معادون للتقارب مع الاتحاد الأوروبي ومع حلف شمال الأطلنطي الذي تطالب به السلطات الجديدة في كييف, ويزعمون ان شرق البلاد الناطق بالروسية مهدد من المجلس العسكري الفاشي التابع لسلطة كييف. بعد ذلك أعلن قادة الانفصاليين عن انشاء جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين, مما استفز السلطة الحاكمة في اوكرانيا وكانت بمثابة رسالة ان الحكم الاوكراني اصبح في خطر التقسيم نتيجة وجود افكار عند البعض الذي يؤيد تقسيم البلاد الي فدراليات, مع حكم ذاتي في اوكرانيا, وآخرون يدعون الي ضم صريح لروسيا, كما حصل مع شبه جزيرة القرم التي اججت الازمة الاكبر بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وبعد سيطرة الانفصاليين علي العديد من المدن في الشرق الاوكراني انتشرت المجموعات المسلحة علي جميع الطرقات. كييف لا تتحرك في مواجهة ذلك وتعطي الانطباع بعدم القدرة علي السيطرة علي الوضع في هذه المنطقة الصناعية إلي أن اجري استفتاء سريعا في11 مايو2014, وكانت النتيجة لصالح الانفصاليين واعتبرت ضربة لكييف والغرب, مما اضطر كييف الي شن عملية عسكرية ضد الانفصاليين لاستعادة الاراضي المفقودة. اطلقت كييف في منتصف أبريل عمليتها العسكرية بحجة الإرهاب حيث احتدمت المعركة الاولي في مايو بمطار دونيتسك, وقبل أسبوعين من السيطرة علي الشرق الأوكراني قال بوتين ان ملايين الروس والموالين لروسيا يعيشون في اوكرانيا وموسكو ستدافع دائما عن حقوقهم. واشتعلت الحرب في الشرق الأوكراني, وبدأ الانفصاليون يسيطرون علي الأراضي في مواجهة جيش اوكرانيا. وفي يوليو2014, أطلقت كييف هجوما بدا وكانه قلب مسار المعركة, وبدا الانفصاليون بالتخلي عن معاقلهم في سلافيانسك, وسيطر الجيش الأوكراني علي ميناء ماريوبول الاستراتيجي علي بحر آزوف. وفي17 يوليو أصيبت طائرة مدنية ماليزية من طراز بوينج بصاروخ فوق منطقة النزاع ما ادي الي سقوطها ومقتل298 شخصا علي متنها, فيما تبادل الجانبان الاتهامات بالمسئولية عن ضربها. وأطلق الانفصاليون عملية مضادة في شهر أغسطس, لتخفيف الحصار علي مدينتي دونيتسك ولوجانسك والسيطرة علي ماريوبول, وألحقوا خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية, وكان السبب الرئيسي للخسارة, طبقا لمحللين هو وجود قوات روسية. بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية غير المثمرة, وقعت كييف والانفصاليون في سبتمبر في مينسك علي اتفاق ينص علي وقف إطلاق النار ويتضمن خطوطا عريضة لتسوية سياسية للصراع, مع حكم ذاتي موسع لمناطق الانفصاليين, الا انه لم يستمر طويلا وتجددت الاشتباكات العنيفة وخصوصا حول مطار دونيتسك الذي سيطر عليه الانفصاليون في أواخر يناير بعد تسعة أشهر من القتال. وفي فبراير2015, تم الاعلان عن وقف جديد إطلاق النار, لكن هذا لم يمنع الانفصاليين من الاستيلاء بعد ايام عدة علي مدينة دبالتسيفي الاستراتيجية بين دونيتسك ولوجانسك, بعد عشرة أيام من القتال. ومنذ ذلك الحين, تم تجميد خط الجبهة واحترام وقف إطلاق النار عموما وسحب الأسلحة الثقيلة.