اعتاد طارق علي الذهاب بشكل منتظم لمدرسته لتلقي العلم والإصغاء لمعلميه وكان يتمتع بالذكاء الحاد والطباع الهادئة واشتهر بين زملائه ومدرسيه بتلك الصفة وكان طارق يعتمد علي المدرسة بشكل أساسي لتحصيل العلم ولكن والده كان علي عكس ما يكون الأب حيث كان لا يكترث لطريقة نجله في المذاكرة ودائما ما كان يلح عليه ويؤنبه للمكوث طويلا للاستذكار ودائما ما كان والده يتشاجر معه وفي كل مرة كان طارق يغلق عليه حجرته ويبكي لساعات طويلة بسبب أسلوب والده القاسي في معاملته الذي كان يخشي علي مستقبل نجله الصغير. ذات يوم, عاد طارق من مدرسته ودعته والدته لتناول طعام الغداء مع باقي إخوته وإذا بوالده يعنفه بشكل قاس علي عدم مذاكرة دروسه ولكن طارق أكد أنه لا يحتاج للمكوث ساعات للاستذكار وطلب منه أن يذهب للمدرسة ليسأل عن مدي تفوقه ولكن تصاعدت حدة الغضب من والده وقام بضربه. غضب طارق وشعر بحزن شديد وأغلق عليه حجرته ولكن والده شعر بأنه أساء معاملته دون قصد ودخل إليه حجرته وأقنعه أن كل ما يقوم به بدافع الخوف علي مستقبله ليس إلا. تظاهر طارق بأنه لا يشعر بالألم مما فعله به والده ولكنه وضع في قرارة نفسه أن يتخلص من حياته ودبر للانتحار خنقا وفي اليوم التالي أيقظت والده طارق نجلها وأحضرت له طعام الإفطار وأعطته مصروفه اليومي وإذا بأصدقائه يسألون عنه ليذهب بصحبتهم كالمعتاد وأخذوا ينادونه في الصباح استغربت والدته من تكرار النداء عليه دون أن يجيب شعرت الأم بالقلق أخذت تبحث عنه في كل أرجاء المنزل تردد طارق وفجأة توقف نداءها من هول الصدمة فقد عثرت علي طارق جثه هامدة وقد تدلي من أعلي سلم خشبي نقال وسقطت مغشيا عليها. كان اللواء محمد الهلباوي, مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا قد تلقي إخطار من اللواء هشام نصر مدير البحث الجنائي بالعثور علي جثه طفل منتحرا داخل منزله. تبين من تحريات البحث الجنائي أن الجثة لطفل يدعي طارق محمد12 سنة طالب بالصف الأول الأعداد ي ومقيم بقرية بني خلف وأنه عثر عليه منتحرا داخل منزله بسبب خلافات مع والده علي استذكار دروسه. تم تحرير محضر بالواقعة وتولي علاء خضر وكيل نيابة مغاغة التحقيق.