انطلق المؤتمر الاقتصادى الدولى فى موعده بشرم الشيخ بحضور 89 دولة، اكثر من 20 منظمة دولية وعربية وعرضت فيه مصر حزمة من المشروعات تزيد استثماراتها على 60 مليار دولار مع تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين لعل أهمها اصدار قانون الاستثمار الموحد الجديد الذى قضى على جميع المشاكل والعقبات التى كانت تعوق الاستثمار فى مصر وبعيدا عن الجانب الاقتصادى يعتبر تنظيم المؤتمر بهذا المستوى الدولى الرائع وهذا الكم الكبير من الدول المشاركة من كل قارات العالم بمثابة نجاح سياسى كبير وانفتاح على كل دول العالم وفرصة لتعريف العالم كله بحقيقة ما حدث فى مصر منذ 30 يونيو بعد أن سعت جماعة الاخوان الارهابية وتنظيمها الدولى لترويج صورة مسيئة وكاذبة عما حدث فى مصر من ارادة شعبية حقيقية أطاحت بالمعزول مرسى العياط وأنهت مشروع الاخوان التآمرى من المنطقة بالكامل. للأسف لقد انساقت دول مثل الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية وراء ما روجته جماعة الاخوان الارهابية من أكاذيب ووصف لثورة 30يونيو بالانقلاب العسكرى الذى يزعمون أنه حدث فى مصر وتجاهلوا - بسوء قصد - الملايين التى خرجت فى أكبر تجمع عرفته البشرية لتقول لا لحكم محمد مرسى وجماعته ولكن بمرور الوقت بدأت الرسالة الصحيحة تصل للجميع. والمؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ هو أكبر فرصة سياسية لايصال رسالة مصر وشعبها الى جميع دول العالم بأن ما حدث فى مصر ثورة شعبية تمت بارادة المصريين وتدخلت القوات المسلحة لمنع حرب أهلية كانت واقعة لا محالة وكان من شأنها أن تقضى على الأخضر واليابس وتحول مصر الى النموذج السورى حضور هذا العدد من الدول - أيا كان مستوى تمثيلها فى المؤتمر - هواعتراف صريح بالواقع الذى فرضته ارادة المصريين فى 30 يونيو وتأكيد أن مصر هى مركز للاستقرار السياسى والأمنى والسياسى والاقتصادى وسط المنطقة التى تموج بمختلف مظاهر عدم الاستقرار وهو ما يجعل من مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة المؤهلة لجذب السياحة والاستثمارات الدولية أيضا ويقينى أن المردود السياسى للمؤتمر لن يقل أهمية أن لم يزد على العائد الاقتصادى المنتظر وسوف تحدث انفراجة سياسية تعقبها انفراجة اقتصادية تعوض السنوات الأربع العجاف التى تعرضت مصر خلالها لهزة اقتصادية نتيجة الأوضاع وعدم الاستقرار الذى شهدته البلاد منذ 25 يناير 2011. ولا شك أن نجاح المؤتمر فى تحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية سوف يزيد من عزلة تنظيم الاخوان الارهابى دوليا وقد يؤدى لتكثيف عملياتهم الارهابية الخسيسة وسط المواطنين وأمام المنشآت العامة كمحاولة للضغط على الدولة من ناحية ولاظهار مصر أمام العالم بأنها تعانى من عدم استقرار أمنى من ناحية ثانية ولعل انعقاد المؤتمر فى شرم الشيخ وهى جزء من سيناء التى تخوض فيها قواتنا المسلحة حربا ضد الارهاب الأسود خير دليل على أن مصر تنعم باستقرار أمنى وأن العمليات الارهابية الدنيئة فى جزء من شمال سيناء لا تهدد استقرار الدولة ولا حتى استقرار سيناء وعلى الحكومة أن تعلم أن عقد المؤتمر فى حد ذاته هو خطوة على طريق الألف ميل وأن متابعة ما أسفر عنه المؤتمر وما تم الترويج له من استثمارات لا يقل أهمية عن عقد المؤتمر نفسه ولابد أن تشمل المتابعة تنظيم زيارات خاصة لمستثمرى هذه الدول لشرح تفاصيل المشروعات على الطبيعة وتوضيح أى استفسارات لأن عقد الاتفاقيات والصفقات لا يتم بين يوم وليلة أو فى مؤتمر مدته ثلاثة أيام.