تنهار الجماعات الإرهابية بسرعة فاقت جميع التوقعات ، وتنحسر كل يوم مساحة الأراضى التى كانت قد سيطرت عليها فى كل من سيناء وليبيا والعراقوسوريا، وصولا إلى شمال نيجيريا. وجاء هذا الانهيار المفاجئ للجماعات الإرهابية نتيجة عدد من العوامل، فى مقدمتها أنها لم تحقق الأهداف المرجوة للدول الداعمة لها، وفقدت تعاطف السكان فى المناطق التى احتلوها، بل ظهر غضب وتمرد السكان عليهم، وأصبحوا يعملون على التخلص منهم، بعد أن أدركوا أنهم من يدفع الثمن الأكبر والفادح جراء وجود هذه الجماعات على أراضيهم، فهم يعانون من تنهار الجماعات الإرهابية بسرعة فاقت جميع التوقعات ، وتنحسر كل يوم مساحة الأراضى التى كانت قد سيطرت عليها فى كل من سيناء وليبيا والعراقوسوريا، وصولا إلى شمال نيجيريا. وجاء هذا الانهيار المفاجئ للجماعات الإرهابية نتيجة عدد من العوامل، فى مقدمتها أنها لم تحقق الأهداف المرجوة للدول الداعمة لها، وفقدت تعاطف السكان فى المناطق التى احتلوها، بل ظهر غضب وتمرد السكان عليهم، وأصبحوا يعملون على التخلص منهم، بعد أن أدركوا أنهم من يدفع الثمن الأكبر والفادح جراء وجود هذه الجماعات على أراضيهم، فهم يعانون من التطبيق الفظ لما تسميه هذه الجماعات ب "الشريعة الإسلامية"، وتحولوا إلى دروع بشرية أحيانا، وأسرى فى أحيان أخري، ويجرى وضعهم فى الصفوف الأولى خلال المعارك، ليكونوا أول وأكبر الضحايا. المجموعات الإرهابية فى سيناء تبحث عن ملاذ، ولا تجد سبيلا للهروب من الطوق المفروض عليها من جميع الاتجاهات، ولجأت إلى محاولات بائسة لكسر الحصار عن طريق العمليات الانتحارية دون جدوي، فى وقت تقلصت فيه الإمدادات، من سلاح وذخيرة ومقاتلين جدد، لتعويض بعض ما لحق بها من خسائر. وفى العراق، فقد تنظيم "داعش" نحو 60% من الأراضى التى كان يسيطر عليها، وتسقط مواقعه بسرعة فى محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوي، فى وسط وغرب العراق، رغم التوقف شبه الكامل لطائرات التحالف الدولى "بقيادة أمريكا" على مواقع التنظيم، حتى أن مسئولين عراقيين اتهموا قوات التحالف بأنها متواطئة مع الإرهابيين، بل قالوا إنها نقلت إمدادات إلي "داعش"، وشنت غارات على القوات العراقية، وكبدتها خسائر كبيرة، وادعت أنها بالخطأ" وكان القادة العسكريون الأمريكيون يروجون لأن الجيش العراقى غير قادر على محاربة داعش قبل سنوات من التدريب، وجاء التقدم السريع للجيش العراقى ليكشف زيف الادعاءات الأمريكية، ويفضح دورها فى محاولة إبطاء وتعطيل أى عمليات كبيرة ضد داعش. خروج سكان تكريت لاستقبال القوات العراقية بالزغاريد والأعلام كشف مدى كراهية السكان لتنظيم داعش، وأسقط مخطط إشعال الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة فى العراق، وهو الرهان الأخير للجماعات الإرهابية وداعميها. وفى سوريا، تمكن الجيش من تحرير مساحات واسعة من الأراضي، سواء فى الشمال قرب الحدود مع تركيا، أو فى الجنوب قرب الحدود مع إسرائيل والأردن، وشهدت مناطق يسيطر عليها تنظيم "جبهة النصرة" مظاهرات تطالب التنظيم بالرحيل، ورغم سقوط ضحايا، إستمرت المظاهرات، لتشكل ضغطا كبيرا على الإرهابيين، الذين باتوا محاصرين ومعزولين. هذه الأوضاع فرضت على داعمى الجماعات الإرهابية تغيير خططهم، والبدء سريعا فى نفض أيديها من هذ التنظيمات، حتى أن تركيا، التى تعد المعبر الرئيسى للإرهابيين، بدأت فى تغيير توجهاتها، ومن المتوقع أن تسعى الدول الداعمة للجماعات الإرهابية إلى التخلص من قيادات هذه الجماعات، لسببين، هو الأول الخوف من أن توجه هذه الجماعات بنادقها وقنابلها إلى الدول التى تخلت عن دعمها، انتقاما من خيانتها، والثانى هو محاولة الاستفادة من جسد الجماعات الإرهابية، بتشكيل تنظيم جديد، يتبنى توجهات أقل عدوانية وشراسة، ويتم الاعتماد عليه فى أى تسوية مقبلة تحتاج أمريكا إلى اعضاء داعش، ليرتدوا ملابس جديدة، ويحملوا اسما جديدا، ليصبحوا مؤهلين لدور "الإرهاب المعتدل"، ويكفوا عن عمليات الحرق والذبح والسبى وتفجير المساجد والكنائس والأضرحة والمتاحف، ليتزعموا حركة إنشاء دولة سنية جديدة، تمتد من غرب العراق إلى شرق سوريا، وهى الغاية الرئيسية للدول الداعمة للإرهاب، والتى فشل تنظيم "داعش" فى إنجازها.