الخطاب الديني يحمل في طياته أمورا متنوعة أهمها: خطاب إسلامي: يعني به: النصوص الشرعية المرتبطة بالوحي الإلهي من القرآن الكريم؟, والسنة النبوية, لا سيما المتصلة في التطبيق العملي فيما يعرف بالتكاليف الشرعية في قسمي الشريعة الرئيسية: العبادات والمعاملات, والمستنبطة من آيات الأحكام القرآنية و أحاديث الأحكام, وما ذكر يأتي في رأس أدلة أو مصادر أو أصول التشريع المتفق عليها. خطاب المسلمين: يراد به فهم آئمة العلم التراثيين للنصوص الشرعية والمتمثل في استنباط أدلة أخري منها ما هو محل اتفاق في الجملة بين المدارس العلمية الفقهية, أو مختلف فيها, وما يستتبع ذلك من أوصاف للأحكام الفقهية من عزيمة ورخصة, وما يتصل بها من القطعية أو الظنية سواء في ورود الدليل أو دلالته. ومنتج ما ذكر من أحكام شرعية وفهم أئمة العلم التراثيين, وإن كان اجتهادا, إلا أن مرور الأزمان جعله مسلمات علمية من وجهة نظر باحثين معاصرين, تأتي أطروحاتهم في هذه الحدود وتلكم المعالم!! ومجموع ما ذكر: الخطاب الديني. من هنا يأتي التشخيص الجاد ومحاولة تلمس حلول لما أصاب الخطاب الديني من عوار في جانبه الثاني( خطاب المسلمين) والذي من ظواهره: الاجتهاد, والعكوف علي رؤي التراث الموروث في الجملة, والانفصال بالكلية عن فقه الواقع و فقه الأولويات, وتذبذب الفهم والطرح والعرض بين ظواهر النص الشرعي فيما يعرف بحرفية النص أو مقاصد النص من الإحاطة بالملابسات من العمومية أو الخصوصية, من الإطلاق أو التقييد, من النسخ وعدمه, من العلل وغيرها, وفي مراحل التشريع الإسلامي ظهرت مدارس مثل: الظاهرية و الرأي و الجمع بين النقل والعقل و السلفية و التجديدية الإصلاحية ولكل مناهجه ومعالمه ورجاله ومقاصده. إلا أن التناول المعاصر تحوطه ضبابية وعشوائية, لأن قضية الخطاب الديني تبرز عند حصول عنف مسلح!, ويتهافت علي الخوض فيها غير متخصصين غير عالميين غالبا بحقائقها, وينبري قياديون في مؤسسات علمية ودعوية وإعلامية للحديث لمجرد استهلاك محلي كرد فعل أو مجرد البراءة من آثار عنف مسلح, وتعقد ندوات ومؤتمرات وتخرج تصريحات هي طواحين هواء بمقولة( أسمع جعجعة ولا أري طحنا)!. وينسحب ما ذكر علي أعمال تعليمية بمراحلها الجامعية وما قبلها, ودعوية في شعائر دينية, وفي إعلام شبه ديني! ولا يتحقق تجديد وربما تبديد!. من هنا فإن قضية التجديد تحتاج لأعمال فقهية في إظهار ضوابط وابتكار حلول وإيضاح وسائل بخطط محكمة جامعة بين أصالة دون انكفاء عليها, و معاصرة دون ذوبان فيها, وما عدا الأعمال الفقهية فإنشائيات وعظية, وآمال خيالية, تضيف المزيد من تعقيد وتراجع وانحسار. هذه التذكرة أثرت الإيجاز وتجنب الإطناب, وأعرضت عن أطروحات فلسفية, وغصت في اللباب تبصرة وذكري لأولي الألباب.