حلق طائر الحزن فوق حي المياني بمدينة بني سويف بعد أن تجمع المئات من الأهالي حيث كان يسكن المجند عمرو محمد سيد عبد الرحيم والذي راح ضحية الإرهابالغاشم بسيناء أمس بعد أن قام العناصر الإرهابية بتفجير المدرعة التي كان يجوب بها طرقات الوطن لتأمينه مع زملائه في سيناء أمس. ومع دقات ساعات الليل خيم الحزن والظلام علي أجواء المنطقة خاصة بعد أن تعالت صرخات النساء في الحي وأمتطي الحزن رءوس الرجال وتخللت الآيات القرآنية كالموج وسط القلوب المؤمنة لنسمع دوي إن لله وإن إليه راجعون ليستسلم الجميع لقضاء الله واختياره لأحد زويهم لينال مرتبة الشهيد. وفي زيارة لأهالي الشهيد كان للأهرام المسائي لقاء مع أسرته كان في مقدمتهم عم الشهيد ويدعي محمود عبد الرحيم رجل عمال والذي أكد أن نجل شقيقه الشهيد عمرو كان يستعد لإنهاء خدمته مع نهاية الشهر القادم وأنه أصيب قبل نزوله الشهر الماضي بأجازته الدورية في إحدي العمليات ضد الإرهاب بكتفه وكان دائما يتمني الشهادة. وأضاف عم الشهيد أنه وزملاءه أمس كانوا يركبون مدرعتهم وأثناء تأمين الطرق بالعريش تعرضوا لانفجار عبوة ناسفه قامت بحرق ثلاثة من زملاءه في مقدمة المدرعة وأصيب الثلاثة الموجودين خلف المدرعة ليختار الله عمرو ليسكن الفردوس الأعلي مع الأنبياء والصديقين ضمن زملائه الشهداء. فيما قالت عائشة عبد الرحيم عمة الشهيد عمرو أخ أكبر لشقيقين هما إسلام حاصل علي الدبلوم كانا بمثابة التوأمان سويا, وفاطمة تدرس بكلية تجارةوالشهيد كان دمث الخلق وقريب إلي الله ومحترم وأنه متزوج منذ عام ونصف ولديه طفل حديث الولادة قارب علي سنه وأسمه علي اسم جده نظرا لتعلق الشهيد بوالديه. وأضافت عائشة إن الشهيد حضر إلي بني سويف آخر زيارة كانت منذ40 يوما, وأشارت إلي أن كل إجازة ينزلها كان يحدث انفجار وكان يتمني أن ينال الشهادة مع زملائه وكنت أتحدث معه منذ يومين, وقال لي أنا هنا أشعر بخدمتي لوطني والجنة تحيط بكل من يعملون هنا. بينما أكد زياد نجل عم الشهيد بأنه كان يتحدث إلي عمرو يوميا قبل وفاته بأسبوع لكي يطمئن والدته عليه لأن قلبها كان شغوفا لمعرفة أخباره وكأنها تشعر بدنو أجل قرة عينها. وفي منظر مهيب أمسكت جدة عمرو بصور الشهيد حيث كان أول حفيد لها وتربطهما صلة أعز الولد ودخلت السيدة المسنة في إغماء بعد أن قالت هي دي هديتك لي يا عمرو في عيد الأم. وأثناء تجاذب أطراف الحديث معنا مرة أخري قال عم الشهيد: حارب والد الشهيد ليأتي بنجله جندي في الجيش بدلا من ضباط الاحتياط ليقضي عاما في الجيش فقط بدلا من ثلاث سنوات لأن الشهيد حاصل علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وكأنه سعي في النهاية لينال نجله جنة الخلد وأضاف بأن والده ووالدته لم يعلما بخبر وفاته إلا من خلال حديث القلب حيث أخذا يتصلان بي وبأقاربه وبزملائه بشكل ملفت للنظر للاطمئنان علي نجلهما وعندها قررنا إدخال الخبر عليهما عبر كبار العائلة وشيوخ الحي لامتصاص صدمة الخبر من علي قلوبهم. وأشار كل من محمد حامد محمد زوج عمة الشهيد وأشرف السيد محمد وأم كريم جيرانه أن أخلاق الشهيد عمرو وهدوءه وسعيه للخير كانت كلها صفات شاهدة له عند الناس حيث كان الشهيد مسالما رغم أن الحي شعبي و مليء بالأشقياء وكان والده يجهز له محلا تجاريا ليجد فرصة عمل عقب خروجه من الجيش وكان يريد أن يتحمل أعباء الحياة معه. حاولنا بعدها تكرارا مقابلة الأب المسجي علي السرير بجانب والدته فلم نجد سوي تمتمة أفواههم بالدعاء والصبر علي ما أصابهم الله بكلماته فأخذنا ندعو مثلهم بأن يمن الله عليه بصبره وسلوانه.