هل سكان مصر نعمة أم نقمة؟ بعبارة أخرى هل السكان البالغ عددهم الآن ما يزيد على 90 مليونا يعدون عبئا ام ثروة؟ مبدئيا يعتبر السكان واحدا من العناصر الأساسية فى العملية الإنتاجيه فلا يوجد إنتاج إلا من خلال البشر أو الأيدى العاملة ومن ثم تبرز أهمية العنصر البشرى أو السكان. هل سكان مصر نعمة أم نقمة؟ بعبارة أخرى هل السكان البالغ عددهم الآن ما يزيد على 90 مليونا يعدون عبئا ام ثروة؟ مبدئيا يعتبر السكان واحدا من العناصر الأساسية فى العملية الإنتاجيه فلا يوجد إنتاج إلا من خلال البشر أو الأيدى العاملة ومن ثم تبرز أهمية العنصر البشرى أو السكان، ولا يتوقف الأمر عند هذه الحدود فحسب ولكن لأهمية عنصر السكان يميز علماء الإقتصاد بين حالات ثلاث فى المسألة السكانية هى الدول التى تعانى من الزيادة السكانية مثل حالة مصر والهند والصين ودول أخرى تعانى من نقص السكان كالدول الخليجية والدول الأوروبية ودول تتعادل فيها المعادلة السكانية وتتوازن. ولهذا يثور التساؤل عما يمكن القيام به لمواجهة المشكلة السكانية سواء فى حالة الزيادة أو النقص، وبالإضافة إلى ذلك فمن الملاحظ ان الإنسان هو صانع التقدم وهو أيضا مسئول عن التخلف ذلك أن الدول المتقدمة ما كان يمكن أن يكون لها هذا التقدم إلا بالبشر وكذلك فإن التفسير الوحيد للتخلف هو ما يأتى ضمن مسئولية البشر فهم صانعو هذا التخلف وفى مصر هناك زيادة سكانية رهيبة تناولتها الكتب والدراسات والأبحاث والمؤتمرات بل وزارة للسكان وبعد ان كانت الزيادة السكانية تتم بمعدل مولود كل 28 ثانية أصبحت الآن مولود كل 15 ثانية وبالتالى فقد دخلت مصر دائرة الزيادة الكبرى فى معدل السكان دون أن تكون هناك أية بادرة لمواجهة هذا الموقف الذى أصبح يشكل عبئا خياليا على موارد الدولة وهى محدودة بطبيعة الحال أمام هذه الزيادات كما أنها اى زيادة السكان هى المسئولة عن كل مظاهر التسيب والزحام التى نعانى منها بل وأخلاق الزحام تأتى تخالف أعرافنا وسلوكياتنا المعتادة، ونحن هنا نقصد بالمواجهة ان يتكرر الحديث عن تحديد النسل او تنظيم النسل او نقل خبرات دول أخرى ولكن من المؤكد أن هناك أفكارا أخرى من الممكن أن تساعد فى مواجهة هذه الزيادات فى السكان. نبدأ الحديث فى هذا المحور بطرح سؤال يتعلق بوضع التوزيع السكانى فى مصر حيث يتميز او يتسم بتركز سكانى رهيب فى عواصم المدن وعلى الأخص العاصمة القاهرة وكذلك الإسكندرية ويشغل السكان نحو 8% من ارض مصر بينما الباقى عبارة عن صحراء أو أرض متروكة بغير أى استخدام ولهذا فإن واحدا من اهم الحلول الضرورية لازمة الزيادة السكانية هو إعادة توزيع السكان على أرض مصر وبناء المدن المتكاملة الجديدة حتى يستقر السكان بها وأمامنا على الفور عدة مناطق تحقق هذا الغرض منها على سبيل المثال الوادى الجديد وسيناء وتوشكى، إننا يجب ان نخرج بالسكان من الوادى الضيق إلى آفاق أخرى رحبة ترحب بهم ارض مصر العطشى للسكان والأيدى العاملة الشابة بدلا من هجرتهم إلى المجهول فى عرض البحر بهجرة غير شرعية أو عبور الحدود إلى دول مجاورة محفوفة بالمخاطر بعدما ضاقت عليهم سبل العيش والحياة الكريمة فى وطنهم. لا يتوقف الأمر عند هذه الحدود ذلك إن هذه الثروة البشرية الهائلة التى نملكها نهدرها ونتركها فريسة للمخدرات وكل أشكال الإنحراف كما أن قدراتها وكفاءتها الإنتاجية قد إتسمت بالإنخفاض وأصبح من الصعب العثور على أيد عاملة ماهرة ولذلك ينبغى الاهتمام بالتعليم والتدريب وإذا كان التعليم يعتبر عملية مكلفة وطويلة المدى فإن التدريب التحويلى يكون هو الملجأ لرفع كفاءة الأيدى العاملة المصرية حتى تجد فرص العمل المناسبة بالداخل والخارج. إن مصر مليئة بالإمكانيات وعلينا اكتشاف الطريق إلى الاستفادة منها واستثمارها وأن نحول العبء إلى ثروة.