عندما شرعت جماعة الحوثى فى اليمن فى التهام أرضها قطعة وراء قطعة.كتبت وقتها أحث السعودية والعرب أجمعين كدول وشعوب، أن تأخذ حذرها من خطورة سيادة الجماعة هذه، ليس لكونها دموية، فهى ليست أكثر دموية من داعش أو النصرة أو كتائب الشهداء أو غيرهم من مئات، بل آلاف الدمى التى يعبث بها أعداء العرب، ويتخذونها مطية، على لون مجتمعاتنا، لكى يعتلوا ظهورنا، بالتفكيك الهادئ، والتلويث الممنهج للفكر والسلوك، ثم بالسيادة والإقتتال بعد ذلك، ثم أخيرا بالإنهيار والتشرذم. عندما شرعت جماعة الحوثى فى اليمن فى التهام أرضها قطعة وراء قطعة.كتبت وقتها أحث السعودية والعرب أجمعين كدول وشعوب، أن تأخذ حذرها من خطورة سيادة الجماعة هذه، ليس لكونها دموية، فهى ليست أكثر دموية من داعش أو النصرة أو كتائب الشهداء أو غيرهم من مئات، بل آلاف الدمى التى يعبث بها أعداء العرب، ويتخذونها مطية، على لون مجتمعاتنا، لكى يعتلوا ظهورنا، بالتفكيك الهادئ، والتلويث الممنهج للفكر والسلوك، ثم بالسيادة والإقتتال بعد ذلك، ثم أخيرا بالإنهيار والتشرذم. المختلف فى شأن الحوثيين ليس عنفهم، ولكن كونهم مركبة ليست عربية تحمل على متنها آمال المد الشيعى لإيران. وأنا هنا لست معنيا بنقد أو عداء الفكر الشيعي، فهم مسلمون، وحسابهم وحسابنا على الله يوم الحساب. بقدر عنايتى بالحفاظ على جغرافية العرب كما هي، حيث الأمر فى سيادة الشيعة يختلف، لأنهم سوف يحدثون فى المنطقة لونا عقائديا مختلفا. سوف يفضى بالضرورة إلى مزيد من الالتهاب، وانتقاص الوجود السياسى وغيره للسنة، ليس فى اليمن فقط، ولكن سيمتد أثرهم بالضرورة إلى دول الجوار الجغرافى، فى السعودية والكويتوالإمارات، وغيرها من دول العرب المحيطة. المؤلم فى شأن اليمن، أن البيئة السكانية اليمنية شديدة التسطح، ويغيب عنهم، حتى الآن، خطورة السيادة الحوثية على بلادهم. وسقوط اليمن بهذا اليسر وتلك السلاسة فى أيدى إيران سوف يشكل معبرا لا خلاف فى قوته لكى يمتد هذا النفوذ إلى دول الخليج، بشكل أكثر فجاجة وسيطرة، من مجرد التكوين السكانى النسبى للشيعة، ضمن مجمل سكان المنطقة الخليجية تحديدا. ونحن ندرك أن الوجود السكانى الشيعى فى الخليج دائما ما يحاط بالكثير من المحاذير المتعلقة باستقرار تلك المنطقة، التى تقع دائما تحت طائلة المطامع الإيرانية، المعلنة وغير المعلنة. وما حدث ويحدث فى البحرين ما هو إلا نذر يسير مما يمكن أن يحدث فى السعودية أو الكويت أو الإمارات. نحتاج اليوم فى المنطقة إلى رشد العمل السياسى والأمنى الجماعى، لكى يلحق ما قد تبقى من آمال هذه الجزء من العالم العربى، فى الاستقرار المستمر، وليس العيش على صفيح ساخن، من التقسيم العرقى والعقائدى، الذى لن يهدأ، مادامت إيران من ناحية، وتركيا من ناحية أخري، وإسرائيل من ناحية ثالثة. ينفخون فى نيران الفتنة العقائدية. وأهمية إستقرار الخليج العربى لا تخفى على أحد، وعلاقة هذا الإستقرار بإستقرار مصر هى حقيقة لا لبث فيها ولا التواء. فاستقرار الإقليم العربى رهين بتوازن العمل الجماعى العربى اليوم بين شقى التأثير، دول مجلس التعاون الخليجى بثقلها الإقتصادى والسياسى الإقتصادى القوى، ومصر بثقلها السكانى والعسكرى المتوازن والإقتصادى والسياسى المتميز. وكلاهما لا يقدر على العمل المنفرد. لأن التحديات المتعلقة بالاستقرار فى هذه الآونة، أكثر بكثير من مجرد القدرة الاقتصادية أو القدرة السياسية أو السكانية أو العسكرية منفردة. نحتاج اليوم أكثر من أى وقت مضى، لكى تتضافر كل تلك القوى، قبل أن تخرج مفردات اللعبة الإقليمية العربية من أيدينا وإلى الأبد. فى بيتنا العربى قنبلة شديدة الانفجار، متعلقة بالمد الشيعى من ناحية، والمد المتطرف لجماعات داعش وغيرها، والذى ينتشر فى منطقتنا انتشار النار فى الهشيم. نحتاج وبشدة أن ننتظم عربيا فى عمل عربى منظم، يعصم المنطقة من السقوط أكثر، سواء فى أيدى إيران أو أيدى الغرب أو أيدى إسرائيل، أو تركيا. وجميعهم قوى إقليمية ذات شأن. وترنو، وبلا مواربة، إلى بسط سلطانها على مقدرات المنطقة. نعم. فى بيتنا العربى الكبير قنبلة شديدة الانفجار. ديناميتها العقائدية الممزوجة بحماسة الشباب العربى، وغرضها إشباع الطمع الإقليمى والغربى فى مقدرات المنطقة، وشرارتها فتنة الإخوان المسلمين وجماعة داعش وغيرهما من جماعات التفسخ المدعية انتماءها الدينى السني، أو جماعات الشيعة التى تخدم المصالح الإيرانية. وكلاهما يعمل وبلا هوادة لكى تستفيد إسرائيل بمزيد من ضعف وتفتت العرب، وأمريكا بمزيد من خضوع العرب واستكانتهم للنفوذ الغربى إلى الأبد.