هو شقيق عبدالله الحوثى، وممثل الجماعة الشيعية اليمنية، التى تخوض حربا ضروسا مع الجيش اليمنى، فى أوروبا. من مقر إقامته الحالية فى ألمانيا، أكد الحوثى ل"المصرى اليوم" فى اتصال هاتفى، أن جماعته لا تريد الانفصال عن اليمن وأن ما يسعون له هو تحقيق العدل والمساواة بين أبناء اليمن، وأن جماعته على استعداد للدخول فى مباحثات مع الحكومة على أن تكون هناك ضمانات من دول عربية بينها مصر. واتهم الحكومة اليمنية بتنفيذ مخطط أجنبى يهدف إلى إضعاف اليمن والدول العربية كى لا يكون للعرب منافذ على البحر الأحمر لإعطاء إسرائيل حرية الحركة والمساهمة فى حماية أمنها، كما اتهم الجيش بالاستعانة بعناصر إرهابية، بينها تنظم القاعدة والسلفيون.. وإلى نص الحوار: ■ ما أسباب انهيار الهدنة بعد 24 ساعة فقط؟ - الجيش اليمنى هو الذى انتهك الهدنة، وقام بقصف القرى والمدنيين فى رمضان بالطائرات والمدافع دون مراعاة لحرمة شهر الصيام، ومع كل أسف قصف الأسواق والمدنيين وليس المقاتلين، وهو أمر يستوجب وقفة مع الرئيس اليمنى، وأنأ أعتقد أنه يعمل على تنفيذ مخططات أجنبية تهدف إلى إضعاف اليمن وتقطيع أوصاله لكى يصبح مثل الصومال، وهو ما لا يقبله أى يمنى وعربى عن وطنه، وأتصور أن من يملون شروطهم على الرئيس اليمنى هم من طالبوه بشن الحرب مرة أخرى، وعدم الالتزام بالهدنة التى أُعلنت، السلطة تحاول أن تراوغ العالم وتخدع الشعب اليمنى، وهى لم تلتزم بما أعلنته، الحكومة هى من خرقت وقف الحرب التى تدور فى قرانا، ونحن أكثر حرصا على الاستقرار. ■ تتحدثون عن مخططات أجنبية ينفذها الرئيس على عبدالله صالح، هل من الممكن أن نتعرف على هذه المخططات ومن وراءها؟ - منذ حرب 1973، وبعد سماح اليمن والصومال للجيش المصرى بإغلاق مضيق باب المندب فى وجه السفن الإسرائيلية، والدول الغربية تعمل من أجل عدم السماح للعرب بالسيطرة على هذه المنطقة، وهو ما جعلهم يقطعون أوصال الدولة الصومالية إلى قطع يسيطر عليها أمراء الحرب، وهناك مخطط لإضعاف اليمن وتقطيع أوصاله مثل الصومال، ومع كل أسف لا يجد الغرب ومن وراءه سوى أمثال سياد برى فى الصومال، والعسكرى على عبدالله صالح لتنفيذ هذه المخططات القديمة الجديدة، فهى لم تتوقف منذ سبعينيات القرن الماضى، وعادت مرة أخرى للظهور فى عهد الرئيس الأمريكى جورج بوش وبعض الدول التى تسانده فى المنطقة، ومن بينها السعودية ■ ألا ترون أن حربكم مع الجيش اليمنى هى جزء من المخطط الهادف إلى تقسيم اليمن على غرار الصومال، وقد تكونون من المساهمين فى ذلك من خلال الحصول على دعم إيرانى كما يتردد؟ - لا لا، نحن لا نريد تقسيم اليمن ولا تقطيع أوصاله، بل على العكس نحن نريد يمنا موحدا قادرا على مواجهة التحديات ومحاربة الفقر والبطالة، ويستطيع فيه جميع أبناء اليمن أن يعيشوا فى مساواة بصرف النظر عن هوياتهم القبلية والدينية، لا نريد الانفصال عن الدولة بل نريد العدالة والمساواة، نحن يمنيون لكننا نريد أن نعيش بنفس المستوى ونحصل على نفس الخدمات، وأن يكون قرار اليمن فى يد أبنائه وليس فى يد قوى خارجية مثل السعودية، وهى تدير الحرب ضدنا، أما عن صلتنا بإيران واتهامكم بأننا ندير حربا شيعية- سنية لصالح طهران، فهذا غير صحيح وليست لنا علاقة بطهران، ولم نتلق منها أى دعم عسكرى أو معنوى أو مادى، لأننا لسنا دعاة انفصال، نحن نريد الوحدة، وكل هذه الادعاءات هدفها الجوهرى التغطية على التدخل السعودى فى إشعال هذه الحرب.. فالرياض متورطة فى القتال ضدنا، فقد عثرنا على سلاح سعودى، وقاذفات هاون سعودية، وسيارات تحمل أرقاما سعودية، وأتحدى من يثبت أننا نحصل على دعم عسكرى من طهران، والسلاح الذى بحوزتنا هو من غنائم الحرب مع الجيش اليمنى، وهو سلاح روسى وفرنسى وبريطانى. ■ لماذا تتهمكم صنعاء بالحرب لمصلحة إيران، وتصور الحرب على أنها شيعية -سنية؟ - هناك أسباب لذلك ولدينا الدليل عليها، على عبدالله صالح يريد أن يصور الحرب على أنها عقائدية لكى يشحن الجميع ضدنا، وهو بذلك يصور الأمر على أنه قتال بين السنة والشيعة من أجل كسب العناصر المتطرفة والإرهابية فى المواجهة ضدنا بعد عجز الجيش اليمنى بعد ما يقرب من شهر عن تحقيق أى هدف، ونحن فى جماعة الحوثى لدينا الدليل على تورط عناصر سلفية وأخرى تابعة لتنظيم القاعدة من الصومال، والسعودية وبعض الدول الإسلامية والعربية تحارب مع الجيش اليمين غير القادر على مواجهة مجاهدى الحوثيين، ويقصف القرى والمدن، ويصور ذلك على أنه انتصار، وأستطيع القول بالدليل إن هناك جماعات إرهابية متطرفة تابعة لتنظيم القاعدة من الصومال وإريتريا والسعودية تحارب مع الجيش اليمنى، وكذلك عناصر سلفية ووهابية. ■ كيف ترون الخروج من الأزمة، هل بتقسيم اليمن وإقامة دولة لكم أم ماذا؟ - لا نريد إقامة دولة لنا وتقسيم اليمن كما يتردد، وأننا نريد منفذا لطهران على البحر الأحمر، كما تردد بعض وسائل الإعلام، نحن نريد نظاما ديمقراطيا يسمح بتداول السلطة، هذا هو مطلبنا الأساسى، ولا يوجد لدينا أى مشروع لإقامة دولة أو ما شابه، فنحن جزء من اليمن ومطالبنا هى مطالب الشعب العادية، ونحن لم نحارب من أجل مطلب سياسى، بل من أجل الدفاع عن النفس. ونحن نرحب بأى أفكار عربية ومصرية من أجل حل الخلاف بشكل سياسى يساوى بين أبناء اليمن، كما أننا نريد ضمانات من دول عربية، بينها مصر، لكى تكون شاهدة على الاتفاق، لكن الرئيس اليمنى رفض هذه الفكرة لأنه يعلم أن من يريدون تحويل اليمن إلى "صومال جديد" يرفضون التوصل لحل يحقق السلام من أجل إضعاف اليمن، ونحن نرحب بأى أفكار من أجل تحقيق السلام.