لا أحد يقر سوء السلوك ولا الخروج علي النص ولا إفشاء جو من التعصب في ملاعب كرة القدم, ومن باب أولي ردود الأفعال المسيئة كرفع حذاء أو استخدام إشارات الأصابع والأيدي.. وليس من الإدارة في شيء أن يتم تغييب اللوائح والقوانين أو اللجوء للحلول الودية أو لوسائل الترضية أو الخضوع لتهديدات من هنا أو هناك من أجل تسويف العقاب وتمييعه! وليس من صالح لاعب في موهبة ومهارة محمود عبدالرازق' شيكابالا' أن يعتزل اللعب الدولي وهو لم يلعب بعد مع المنتخب الوطني بالصورة التي تتناسب وحجمه كلاعب له وزنه في زمن خفت فيه أوزان اللاعبين علي المستطيل الأخضر وثقلت جيوبهم وكثرت شيكاتهم علي ترابيزات المفاوضات وتوقيع العقود.. كما أنه خسارة كبيرة للكرة المصرية ألا تستفيد من لاعب يمكن أن يعطي الكثير ويحترف في أكبر الأندية الأوروبية بصرف النظر عن كلام الاعتزال الذي ما هو إلا انفعال موقف بعد لقاء القمة! واللاعب لا يحتاج إلي أن يرسل خطابا رسميا إلي اتحاد كرة القدم يعلن فيه اعتزاله لأنه ليس موظفا ولا مدربا ولا إداريا حتي تكون مشكلتنا هل وصل الفاكس أم لا.. قد يقولها في وسائل الإعلام تحت ضغوط جماهيرية, ولكن الذي يحرم اللاعب من تمثيل بلاده هو المدير الفني بوصفه صاحب القرار الذي يحدد مدي الحاجة إليه وفي أية مرحلة, وخلاف ذلك لا يمكن للاعب أن يحول بين نفسه وبين شرف تمثيل بلاده, ومن هنا وجب البحث عن الأسباب التي تصل بلاعب إلي هذه الحالة التي نادرا ما نراها في ملاعب العالم! هناك من يطالب بتوقيع أقصي عقوبة علي شيكابالا لأنه رفع حذاءه خاصة وأنها ليست المرة الأولي التي يفعل فيها هذا, وهو شيء طبيعي وسيحدث, ولكن قبل أن نجني علي شيكابالا.. أين حقه في أن يلعب مبارياته في ظروف طبيعية دون أن تنال منه الهتافات البذيئة التي لا تمت للروح الرياضية بصلة.. ما ذنبه وما ذنب غيره من اللاعبين والمدربين الذين يقعون تحت طائلة المأجورين والمتعصبين الذين يتطاولون عليهم بألفاظ أشد ضررا من رفع الحذاء.. أعرف أن شيكابالا سيدفع الثمن والأندية ستدفع الغرامات بينما المشاغبون من الجماهير ليس بمقدور أحد حرمانهم من حضور المباريات لأن الجبلاية ليست في جرأة اتحاد السلة!