إذا جاء نصر الله والفتح(1) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا(2) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا(3) سورة النصر . هذه السورة الصغيرة, تحمل البشري لرسول الله صلي الله عليه وسلم بنصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا, كما توجهه صلي الله عليه وسلم حين يتحقق نصر الله وفتحه واجتماع الناس علي دينه إلي التوجه إلي ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار فما النصر إلا من عند الله, وهذا يكشف طبيعة هذه العقيدة وحقيقة هذا المنهج. وقال ابن كثير في التفسير: والمراد بالفتح ها هنا فتح مكة, قولا واحدا, فإن أحياء العرب كانت تتلوم( أي تنتظر) بإسلامها فتح مكة يقولون: إن ظهر علي قومه فهو نبي, فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجا, فلم تمض سنتان حتي استوثقت جزيرة العرب إيمانا, ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام ولله الحمد والمنة. والمعني: إذا أتم الله عليك أيها الرسول الكريم وعلي أصحابك النصر, وصارت لكم الكلمة العليا علي أعدائكم, وفتح لكم مكة, وشاهدت الناس يدخلون في دين الإسلام, جماعات ثم جماعات كثيرة بدون قتال يذكر. إذا علمت ورأيت كل ذلك, فداوم وواظب علي تسبيح ربك, وتنزيهه عن كل ما لا يليق به شكرا علي نعمه, وداوم أيضا علي طلب مغفرته لك وللمؤمنين. إنه عز وجل كان ومازال توابا أي: كثير القبول لتوبة عباده التائبين إليه, كما قال سبحانه: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون نسأل الله تعالي أن يجعلنا من عباده التائبين توبة صادقة نصوحا.