نشأ طارق في كنف أسرة بسيطة لم ينل حظه من التعليم وخرج مبكرا يبحث عن مصدر للرزق ليخفف العبء علي والديه وتنقل من مكان لآخر دون أن يتعلم حرفة بعينها حتي سقط بين يدي أصدقاء السوء الذين ساهموا في انحرافه بعد أن أدمن المواد المخدرة بمختلف أصنافها وأصبح أسيرا لها لا يقوي الإقلاع عن تعاطيها بالشم والحقن وتدهورت حالته الصحية وهو في ريعان شبابه وراح يسير في طريق الحرام وانضم لإحدي عصابات السطو المسلح التي تستولي علي سيارات الملاكي والأجرة والنقل وانتفخت جيوبه بالمال الذي أنفقه علي ملذاته الشخصية وادخر منه جزءا في البنوك بأسماء المقربين إليه وبالرغم من سقوطه في قبضة الأجهزة الأمنية متهما في عدة قضايا أمضي في البعض منها السجن خلف القضبان الحديدية لم يعلن توبته ويعد لرشده ويهتم بأولاده الصغار حيث فتح قنوات اتصال مع المصادر السرية التي تجلب البانجو من محافظتي شمال وجنوب سيناء بتهريبه بوسائل يتبعونها عبر المجري الملاحي لقناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي وحقق أرباحا مالية اضطرته للتخلي عن السرقة بالإكراه لصعوبة تنفيذها في الوقت الراهن عقب تشديد الرقابة علي الطرق الزراعية والصحراوية وفتح سوقا لبيع النبات المخدر يستقبل من خلاله زبائنه الذين يترددون عليه من أماكن متعددة لشراء احتياجاتهم. وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بور إجرامية يزاول من خلالها نشاط الاتجار بالمواد المخدرة علي نطاق واسع وكيفية ملاحقة من بداخلها للقضاء عليهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة لاسيما أنهم وراء إدمان الشباب ومخالفته للقانون في شتي مناحي حياتهم من قتل وسرقة واغتصاب. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل ومعاونيه النقباء محمود حسن وسليمان عيسي وإبراهيم ناجي ورامي الطحاوي. ودلت التحريات أن طارق40 سنة-عاطل له سجل جنائي مليء بقضايا السرقة بالإكراه والسلاح والمخدرات وأنه خرج قبل ثلاثة أشهر من السجن وبدلا من إعلان توبته والكف عن نشاطه الإجرامي وأن يبحث عن عمل شريف إذا به يعود لانحرافه ويتواصل مع المصادر السرية التي تجلب له البانجو لكي يعيد بيعه لزبائنه الذين سبق وتعامل معهم. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة للإمساك به اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين في المناطق التي يقصدها بين الحين والآخر وعندما حانت ساعة الصفر شوهد داخل سيارته التي تحمل رقم28449 ملاكي الإسماعيلية وتم استيقافه وبتفتيشه وجد معه لفافات كبيرة من البانجو تزن20 كيلو جراما وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات.