جمعتني جلسة تجمع فيها مجموعة من قدامي الرياضيين ممن كانت لهم بصمتهم الواضحة في صفحة الرياضة المصرية وممن كتبوا سطورا ناصعة في سجل التاريخ الرياضي المصري ومن بين المجموعة فوجئت بالبطل الرياضي صاحب الامجاد في رياضة الغطس القفاز وجيه ابوالسعود الذي قد لايعرف الكثيرون انه توج بطلا للقفز من السلم الثابت والسلم المتحرك وهو بعد لم يكمل من العمر خمس عشرة سنة فهو يعتبر اصغر بطل في هذه الرياضة ولم يصل وجيه ابو السعود لبطولاته هذه من فراغ فهو قد تربي في بيت يعشق رياضة القفز حيث كان والده القفاز البطل رءوف ابوالسعود بطلا للقفز علي الصعيد المحلي وبطلا للجامعات المصرية والعالمية كان رءوف ابوالسعود ضابطا في سلك الشرطة وهوي رياضة القفز وهو يعد طالبا في المدارس الثانوية ثم تفوق فيها وحصل علي بطولة الجامعات العالمية سنة1939 ومن ثم علم ابنه وجيه هذه الرياضة إذن فإبن الوز عوام كما يقولون وبالمناسبة اذكر ان رءوف ابو السعود لم يكن يوالي عمله الشرطي بانتظام حيث كان التدريب علي القفز يأخذ كل وقته وجوزي علي ذلك بالنقل الي مديرية قنا وكان ذلك في مطالع الاربعينيات وجاءوا به ضابطا لنقطة بوليس قريتي التابعة لمركز نجع حمادي في مديرية قنا وكنت اياميها طالبا بالمرحلة الثانوية ونشأت بينه وبين اسرتنا في القرية صداقة متينة ظلت حبالها متينة الي سنوات بعيدة وتوثقت الصداقة عندما قدمت البرامج الرياضية في الاذاعة والتقيت به في بطولات السباحة والقفز واستعدنا ذكريات عمله في قريتنا وظللت علي صلة به خاصة انه كان يقوم بتدريب المنتخب المصري في مجال الغطس وتخرج علي يديه الكثيرون مثل مصطفي حسن وعلي مهيب وابنه وجيه واذكر ايضا انه كان علي علاقة قديمة بالرئيس الراحل انور السادات الذي أعاد اليه حقه المسلوب ذلك أن رءوف ابوالسعود أحيل الي التقاعد وهو برتبة اليوزباشي وجاء الرئيس السادات ليصدر القرار بمنحه معاش اللواء, ونعود الي البطل وجيه ابو السعود الذي مثلنا في دورة بيروت سنة1959 وهو بعد لم يكمل الخامسة عشرة من عمره وفي الدورة لم يحرز مركزا يتيح له الفوز بميدالية ولو برونزية وان كان قد جاء بالمركز الخامس في السلمين الثابت والمتحرك, وظل وجيه ابو السعود يوالي المران تحت اشراف والده الي ان حانت له الفرصة في دورة ألعاب البحر المتوسط في نابولي سنة1963 واستطاع وجيه ابوالسعود ان يحرز ميداليتين برونزيتيين واحدة في السلم الثابت والأخري في السلم المتحرك وشارك وجيه ابو السعود في بطولات العالم العسكرية وكان بطلا للسلمين في دورتي الالعاب العسكريتين سنة1970, سنة1971 حيث أحرز في كل منهما الميدالية الذهبية كما أحرز الفضية سنة1972 وفي دورة أزمير لالعاب البحر المتوسط احرز وجيه الميدالية البرونزية في السلم الثابت بعدها سافر الي الكويت مدربا للقفز هناك و,استطاع ان يكون جيلا من القفازين وجاءت دورة البحرالمتوسط سنة1975 في الجزائر فاستدعاه اتحاد السباحة لكن يمثل مصر فيهاوبخبرته ولياقته استطاع وجيه ابو السعود ان يحرز أيضا الميدالية البرونزية أي انه البطل الوحيد في رياضة القفز من السلم وحيث استطاع احراز أربع ميداليات برونزية خلال مسيرته, واعجب من اتحاد السباجة الذي لايستفيد من خبرات مدرب عالي القامة مثل وجيه ابو السعود خاصة ان حقل رياضة القفز من السلالم أصبح مجدبا فنحن لانسمع الآن عن بطل مصري في هذا المجال ولم يقدم لنا الجهابذة الذين يديرون رياضة السباحة أي إرهاصة تدل علي اهتمام بهذه الرياضة التي لها جذور عميقة في تربة الرياضة المصرية..يكفي اننا احرزنا فيها فضية وبرونزية علي يد قفاز رائع قبل ثمانين عاما وكان ذلك عندما فاز فريد سميكة بهاتين الميداليتين في دورة امستردام الاولمبية سنة1928.