رحل عن دنيانا قبل أسابيع بطل رياضي عظيم وفنان قدير كانت له انجازاته الرائعة في المجالين الرياضي والفني أنه بطل القفز من السلم المتحرك في مسابقات الغطس وصاحب الميداليات البحر متوسطية وفنان الرسوم المتحركة بل هو الرائد الأول في فنون هذه الرسوم انه البطل الرياضي الفنان علي مهيب الذي وافته المنية مبكيا عليه من أحبائه وأصدقائه في الوسطين الرياضي والفني. الكثيرون يعرفون الكثير عن علي مهيب فنان الرسوم المتحركة ولكن البعض لايعرف إلا القليل عن علي مهيب بطل القفز في رياضة الغطس بل هو صاحب الميدالية الذهبية الوحيدة في مجال القفز من السلم في منافسات الغطس علي مدي مشاركاتنا في دورات البحر المتوسط اذ لم يقدر لأحد من أبطال هذه الرياضة ان يحقق الميدالية الذهبية إلا واحد فقط هو علي مهيب وكان ذلك في دورة بيروت المتوسطية سنة1959 كان علي مهيب قفازا بارعا من السلمين المتحرك علي ارتفاع ثلاثة امتار والثابت علي ارتفاع عشرة أمتار ولكن تميزه الاكبر كان في السلم المتحرك وفيه حقق مجده الذي لم يتكرر ورياضة القفز في حمامات السباحة رياضة لها تاريخ وجذور في تربة الرياضة المصرية بدءا من الرائد الأول في هذه الرياضة فريد سمبكه الذي احرز الفضية في دورة امستردام الأوليمبية سنة1928 ومرورا بعديد من الابطال مثل رؤوف ابو السعود واسماعيل رمزي ومصطفي حسن ووجيه ورياضة القفز من السلالم تحتاج الي قدرات بدنية عالية وتركيز شديد وإجادة في القيام بحركات رياضية أثناء عملية القفز في الهواء قبل الانسياب في مياه الحمام, وكنا ونحن نشاهد علي مهيب وهو يطير في الهواء من ارتفاع ثلاثة أمتار نشعر بالانبهار وهو يتماوج بجسمه الممشوق في رشاقة وجمال غائصا في مياه الحمام منتزعا التصفيق والإعجاب وقد ظل علي مهيب بطلا لايشق له غبار علي مدي سنوات الخمسينيات وامتلك ناصية التوهج في بيروت سنة1959 عندما أحرز الذهب في مسابقة السلم المتحرك متغلبا علي الايطالي الأسطورة ماريو لامبرتي بطل أوروبا علي مدي السنوات الاخيرة من عقد الخمسينيات, وأذكر أننا كنا نشاهد بعض مباريات المصارعة في بيروت عندما جاء الخبر بأن علي مهيب أحرز الذهب وجرينا بكل طاقتنا نحن اعلاميي مصر الذين يغطون أخبار الدورة ويومها أجريت حوارا إذاعيا مع البطل أذيع في مساء نفس اليوم من اذاعة القاهرة بعد نشرة أخبار الحادية عشرة وظل علي مهيب يمارس هوايته الرياضية حتي وهو في أولي خطواته كفنان للرسوم المتحركة ومع بدايات التليفزيون سنة1960 انضم علي مهيب الي كتائب العاملين فيه الأمر الذي جعله يبتعد بعض الشيء عن مزاولة رياضة القفز وتفرغ تماما للفن الذي كان رائده الاول حتي أصبح من أعظم اساتذته وعلي يديه تخرج الكثيرون وكانت رسوم علي مهيب رشيقة مثل رشاقة حركاته الرياضية وهو يطير في الهواء لينساب في مياه الحمام وأنا لست ناقدا فنيا لأقيم فنون علي مهيب سواء كانت رسوم متحركة أو افلاما أو برامج تليفزيونية ولكني استطيع القول أن علي مهيب لم يشهد عالم السباحة والقفز من السلالم الي حمامات السباحة في مصر مثيلا له ومنذ فوزه بذهبية السلم المتحرك سنة1959 لم يستطع قفاز آخر أن يجلب مثل هذه الميدالية وأذكر آخر مرة التقيت فيها مع علي مهيب وكانت ذلك قبل بضعة اعوام عندما تواجهنا بالمصادفة في أحدي طرقات نادي الجزيرة كان شعره قد اكتسي باللون الابيض والتجاعيد ارتسمت علي وجهه وهذا حالنا جميعا أعادني الموقف الي سنوات بعيدة كنت ألمحه جميلا مملوءا بالشباب وان كانت ضحكاته المجلجلة ودفء مشاعره لم تنقص مثقال ذرة احتضنا بعضنا البعض وجلسنا في جانب من النادي نتذكر أياما جميلة وبطولات عديدة حققها مهيب عالميا ومحليا ويرحل علي مهيب وتبقي ذكراه الرياضية وبطولاته وتبقي فنونه ورسوماته شاهدا علي بطل عظيم وفنان رائع يرحمه الله