منذ6 سنوات ركزت علي ظاهرة التقليل من انسانية الرجال المسلمين في الغرب وأرادت التركيز علي موضوع صورة المسلمين في الغرب المؤلفة صوفيا أرجانا من خلال كتابها الجريء( المسلمون في تصور الغرب) تسأل سؤالا حرجا: كيف وصلنا الي منع الحجاب في الغرب, ومنع المآذن في بعض دول أوروبا كحرب سرية ضد عدو نخشاه, وما الذي أدي الي اقدام واشنطن علي تعذيب المسلمين في سجن أبو غريب بالعراق وجوانتانامو في كوبا تعود المؤلفة لتقول: هذا ليس نتيجة مباشرة لهجمات11 سبتمبر علي أمريكا عام2001 ومدريد2004 ولندن2005, وليس أيضا نتيجة للاحداث في العقد أو القرن الماضي. الهجمات الارهابية, الحروب في العراقوأفغانستان, زيادة حركات الهجرة من جانب المسلمين الي شمال وغرب أوروبا وكيف وصلنا الي مشكلة نطلق عليه( مشكلة الاسلام) في الغرب. تقول المؤلفة هذه المخاوف ترجع الي قلق قديم في الغرب نستطيع أن نلمسه في الدراما الكبري والشعر وأفلام الخيال العلمي ومفكرات السفر للمواطنين الغربيين ووثائق الحكومات وعلي شاشات السينما والمسارح في أوروبا وأمريكا. تقول المؤلفة: لإيجاد الاجابة عن هذا السؤال اتلد أن ننظر الي المجالات الهائلة من الانتاج الثقافي في الغرب وهناك سنجد صورة الاسلام, وسنجد في النهاية أن الامر شائع في جميع هذه الاشياء السابقة وهو تصوير المسلمين كوحوش. وتؤكد المرلفي أن هذا المفهوم الذي يطلق علي المسلمين ادي الي الحد من خيال المفكرين في الغرب لبناء صورة حول المسلمين ولم يفعلوا ذلك ولديهم صورة جاهزة يفرضها عليخم الاعلام والكتب والدراما في الغرب. وتشير المؤلفة الي ان هذه الصورة تشبه المخلوقات الاكلة للحوم البشر ومصاصي الدماء( الزومبي). وتسير المؤلفة الي ان المسلم( الارهابي) أصبح صورة لا تتغير في وسائل الاعلام المطبوعة في الغرب وفي التليفزيون والافلام الي جانب الصورة المرعبة مثل المقابر الجماعية وحالات الاعدام الجماعي وكأن المسلمين ليسوا بشرا أو عديمي الانسانية. وتعترف المؤلفة بأن هناك تمييز ضد المسلمين, كما يطلق عليها الغرب( الاسلاموفوبيا) والاتجاهات المحددة ازاء المسلمين أو كما يصفه المفكرون في الغرب( القلق) من الاسلام. هذا القلق من الاسلام دعمته هجمات سبتمبر والحرب علي الارهاب, حتي انه تم تصوير أي معارضة للعسكرية الامريكية والاتجاه الامريكي الدائم نحو الحروب بانه دعم للعدو المتمثل لدي الغرب في المسلمين. تقول المؤلفة: أود أن أعرب عن قلقي من تصوير الغرب للاسلام, خاصة فيما يتعلق بأن المسلمين امر مخيف وانهم عدو خارجي لا ينتمي للحداثة والذي ينبغي أن يتم ابعاده نهائيا عن الاراضي الاوروبية والامريكية. الاسلاموفوبيا السياسية, وما يمثلها في صورة الحجاب ونقاب النساء وما يترتب علي ذلك من اعتبار المسلمين غير متحضرين أو شديدي التعطش للعنف. تقول المؤلفة أن اعتبار الغرب المسلمين ككائنات غير بشرية نستطيع ان نلمسه في حكايات القرون الوسطي, ولوحات عصر النهضة ومسرحيات شكسبير وروايات الرعب وأفلام هوليوود وهي تسهم بلاشك في ثقافة العنف سواء اللفظية او الجسدية ضد المسلمين. الخوف من الاسلام هو( علم الامراض) الذي انتشر علي مستوي واسع في عصرنا مرتبطا بهجمات سبتمبر لانها استمرت في الازدهار خلال الحروب التي شنتها الولاياتالمتحدة وحلفاءها في جميع أنحاء منطقة الشرق الاوسط. هذه الصور السيئة حول المسلمين جعلت الممارسات اللانسانية في جوانتانامو او قاعدة باجرام في أفغانستان أو سجن أبوغريب في العراق وأماكن أخري في العالم أمرا ممكنا. المؤلفة حاصلة علي درجة الماجيستير من جامعة ايموري والدكتوراة من جامعة دنفر وباحثة في التصوير الوهمي للمسلمين كوحوش, ولها مقالات عن الاتجاهات العنصرية للغرب ضد المسلمين, ولها كتب حول عالم الاجتماع الايراني علي شريعتي وتكتب كتابا حول الائمة الاناث في الولاياتالمتحدةالامريكية. تشير المؤلفة في كتابها الي القلق الخطير من العلاقة بين تخيل الشخصيات الوحشية للمسلمين وبين ترجمة ذلك علي المسلمين في الواقع. وتقول المؤلفة: ومن ثم كان التعذيب الجسدي والجنسي للمسلمين في ابوغريب مرتبطا في مخيلة الغرب بالوحوش وليس بالبشر! هذا التصوير للمسلمين بانهم بعيدا عن البشرية يترجم في الاحاديت والتصريحات الصحفية للمسئولين السياسيين في الغرب ثم يترجم الي حرق المساجد والهجوم اللفظي والجسدي علي المحجبات وجرائم الكراهية الاخري. تقول المرلفة عندما ترتكب الحكومات الفظائع ضد المسلمين فان هذا يعطي تشجيعا ودفعة للانتهاكات التي ترتكب ضد المسلمين خلال حياتهم اليومية في الغرب وتصبح للاسف أمرا مقبولا. في الفصل الاول تقول المؤلفة ان هذه الصورة ترتبط بالفترة الاستعمارية الاوروبية والامريكية, لدول الشرق الاوسط وافريقيا مشيرة الي ان الغرب يعمد الي تصوير الاسلام كمهدد للحضارة الغربية مدعيا انه يقدم حريات محدودة للبشر. وفي الفصل الثاني للكتاب تقول المؤلفة: لماذا وضع الغرب هذه الصورة السيئة عن المسلمين موضحة انه للبحث عن ذلك ينبغي أن نرجع للمجتمع والهوية للاشخاص الذين كانوا يعيشون في اوروبا في العصور الوسطي, ونسترجع أفكارا حول الجغرافيا والعنصر, مضيفي لابد أن نفكر في كل شيء من قصة الشعر الي لون الجلد, موضحة ان الغرب عمد الي تصوير نفسه علي انه يمثل الصورة الطبيعية للبشرية وأي شيء أخر غريب علي انه أجنبي. وتقول المؤلفة ان السينما الامريكية ساعدت في نشر فكرة أن الاسلام ديانة اجنبية ترتبط بالكراهية التي تعود جذورها الي الكراهية بين أمريكا وافريقيا. وتشير المؤلفة الي أن الامريكيين والاوروبيين الذين زاروا مصر والاراضي المقدسة وأماكن أخري في الشرق الاوسط خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر استطاعوا أن يعلموا الفرق بين الحقيقة والخيال, وخلال زيارته امصر عام1886 قال سائح أمريكي يدعي جونز ستيفنز: وجدت العديد من الخيال والخداع الذي انتهي بزيارتي لمصر والصورة التي كنت قد رسمتها عنها وعن الشرق ذابت مثل الجليد. وتقول المؤلفة أنه في عهد بوش تحولت مفاهيم مثل الافغان والعراقيين والمرأة والطفل الي مفاهيم أخري يربط بينها مسمي البربريين وتمثلت هذه المفاهيم الجديدة في) القاعدة وبن لادن وطالبان وصدام حسين) ومن هنا انتشرت الفكرة المغلوطة بأن المسلمين لديهم عنف فطري.