أثاره الضجيج ونفر عروقه.. الصوت لا يتوقف صداه الصراخ مستمر, ما أنفقه لإخراج عقله من الوجود للحياة في غياهيب الكيف.. يتبدد بسبب هذا التشويش المستمر القعدة الحلوة سيطير أثرها.. من المتسبب في هذا الازعاج.. هذه اللا شيء التي لم تتجاوز سوي سنتان فقط.. سأجن ان لم يخرس هذا الصرير الجبار, هكذا كانت الزفرات تدور في عقل المسجل الذي تجاوز الأربعون من عمره وصوت الطفل ذات العامين لا ينقطع من البكاء نداءا علي أمها التي اهملتها أثناء مجالستها مع المسجل. حاولت الأم إسكات الطفلة جومانا بالطرق المعتادة.. وهزتها كثيرا إلا أن ما تحتاجه الطفلة, كان حنانا ودفئا أكبر من الاهتزاز المتكرر. فقد المسجل أعصابه وهرب عقله من رأسه فجأة.. وأصر علي إسكات الصغيرة بنفسه وعلي طريقته حتي يأنس في جلسته, كما أسر في نفسه. قفز المسجل من مكانه متجاوزا الرفيقة.. أحاط بالصغيرة المتدثرة بغطائها الصغير تود الهروب منه إلي.. أرحم. حدث كل شيء وقتها في سرعة إمضاء القدر توصيل رسالته. هز المسجل جومانا في عنف, وصرخ في وجهها بأن تسكت وإلا أسكتها إلي الأبد, ردت عليه الصغيرة بصراخ غلفه الألم أملا في الهروب من اعتصار يديه الخشنة.. مضي المسجل في طريقه عامدا الوصول إلي غايته, تعامل مع وجهها الصغير وبدنها الهزيل, كما يتعامل مع أقرانه بقبضتيه, كلمة ثم أخري لا يري بعدها عدد الضربات يصغب وصف الزمن هنا.. لنقل أنه أقل من ثوان سكتت أصوات الصغيرة وخفتت همهمتها فجأة ظلت عينيها نصف مقفلة تدور بين الأم الشبيهة بالحجارة وبين من لا تملك صد ضرباتها.. وطالت نظرتها.. وجمدت فبددت كل الغيوم علي عقلي من تجردا من الرحمة سارعت الأم لتذكر دورها.. هبت ترفع صوتها, لم تطل النظرات بينها وبين المسجل علي ما يجب قوله وذكره عن الأمر للناس.. لم تمض نصف ساعة حتي كانت جومانا في مستشفي قصر العيني لتلقي العلاج.. ولكن أي علاج؟! وكان قسم شرطة المعادي قد تبلغ من مستشفي قصر العيني إخطارا يفيد وفاة الطفلة جونانا البالغة من العمر عامين ومقيمة دائرة القسم متأثرة بإصابتها بكدمات متفرقة بجميع انحاء الجسم وبسؤال والدتها كريمة إبراهيم خليل سليمان42 سنة بائعة متجولة ومقيمة بذات العنوان ادعت سقوط نجلتها علي سلم العقار سكنهم بتاريخ2014/12/12 م أثناء لهوها علي سلم العقار سكنها مما أدي إلي إصابتها وتدهور حالتها الصحية إلي أن توفيت. ونظرا لعدم تطابق روايتها مع ملابسات الواقعة فقد تم تكثيف الجهود للوقوف إلي حقيقة الواقعة وضبط مرتكبيها وأسفرت جهود البحث إلي عدم صحة رواية والدة الطفلة وأنها غير مقيدة بسجلات المواليد وأن والدتها ترتبط بعلاقة غير شرعية بالمدعو مسعد إسماعيل زكي سيد43 سنة عاطل ومقيم دائرة القسم.. والمسجل خطر سرقات متنوعة.. والسابق اتهامه في5 قضايا آخرهم5427 لسنة2014 م المعادي سرقة بالإكراه.. وانه أثناء تواجده صحبة والدة الطفلة بمسكنها تعدي عليها بالضرب بالأيدي لكثرة صراخها نتج عن ذلك اصابتها المنوه عنها والتي أودت بحياتها, فقامت بنقلها للمستشفي وأدعت سقوطها علي النحو التي أشارت إليه. تمكن المقدم/ محمد عاطف رئيس مباحث القسم من ضبطهما وبمواجهتهما أعترفا بارتكابهما الواقعة علي النحو السابق الإشارة إليه فتحرر عن ذلك المحضر اللازم وبإخطار اللواء محمد قاسم مدير مباحث القاهرة أمر باحالتها إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.