ينتمى أشرف لأسرة ريفية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة ويمتلك والده قطعة أرض يقوم بفلاحتها وإطعام والدته وأشقاءه بالحلال ومرت السنون واشتد عوده وفجأة رحل الأب وبدلاً من السير على نهجه يرعى العائلة لكونه الابن الوحيد وسط أخوته الفتيات وإذا به يتعرف على مجموعة من أصدقاء السوء يسهر معهم ليلاً ويعود لمنزله فى الساعات الأولى من الصباح ضارباً عرض الحائط نصائح أمه التى كانت تخشى عليه من الانحراف وتحثه على الاهتمام بدراسته الجامعية حتى يتخرج محاسباً ويعمل فى أى جهة حكومية أو خاصة ليساعدها فى حياته المعيشية وقاده رفاق الشر للجلوس مع عصابات تهريب البرشام المخدر التى تجلب هذا الصنف من على الحدود والموانئ والمطارات لتغرق البلاد بأصنافه المختلفة لتحقيق أكبر استفادة مادية من وراء بيعه للشباب المدمن الذى يقبل عليه لرخص ثمنه وسهولة الحصول عليه واتفق معهم على توفير حصص من الحبوب المخدرة لترويجها فى محافظات القناة الثلاثة نظير عمولة مالية ورحبوا بالتعامل معه لاسيما وأنه ليس لديه أى سجل جنائى ومن السهل أن يتحرك بعيداً عن ملاحقات الأجهزة الأمنية ونجح فى غضون فترة قصيرة إثبات وجوده وانتعشت تجارته المحرمة ولم تكن والدته وشقيقاته على علم بما يفعله واكتفى بتبرير السيولة المادية الموجودة بين يديه ناتجة عن سمسرة الأراضي والعقارات ونظراً لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية على قائمة المطلوب سرعة ضبطهم ورصد رجال مباحث الإسماعيلية تحركاته بدقة فى الأماكن التى يتردد عليها وتم استهدافه متلبساً وبحوزته كمية كبيرة من علب الأقراص المخدرة بأنواعها فى حقيبة أثناء استقلاله دراجة نارية بدون لوحات معدنية تحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء منتصر أبوزيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعاً مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائى لبحث ودراسة المعلومات الواردة لهما حول وجود بؤر إجرامية يمارس تجار الكيف من داخلها نشاطهم الآثم فى بيع المواد المخدرة وكيفية إعداد خطط أمنية لغلقها للحفاظ على سلامة الشباب من السقوط فى براثن الإدمان. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعى رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم محمود رحيل رئيس مباحث القصاصين ومعاونوه النقباء محمد فتحى ومحمد حسنى ومحمود عبداللطيف ومصطفى جبر ودلت التحريات أن المدعو أشرف 19 سنة طالب جامعى يسكن فى منطقة كفر العدوى فاقوس شرقية لم يسبق اتهامه فى أى قضايا جنائية من قبل استغل مهربى الحبوب المخدرة الكبار حاجته للمال وقاموا بمنحه كميات ليست بالقليلة من البرشام لطرحه فى محافظات القناة للراغبين فى شراء هذا الصنف من المخدرات لإعادة بيعه بالجملة والقطاعى حسب هواهم للمدمنين الذين يتعاملوا معهم وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر فى الطرق التى يسلكها ذهابا وعودة من محل إقامته وحتى المكان الذى يعقد صفقاته داخله ويعتمد على دراجته البخارية التى لا تحمل لوحات معدنية للتنقل بسهولة ويسر شديدين لكى لا يلفت نظر الآخرين لهم وأشارت التحريات إلى أن المتهم بالرغم من صغر سنه لكنه يتمتع بخفة الحركة والذكاء الشديد فى أداء المهام المطلوبة منه على أكمل وجه وهذا ما دفع المصادر السرية التى يتعامل معها منحه ما يحتاجه من كميات لطرحها لدى عملائه الذين ينتظرونه بين الحين والآخر للحصول على احتياجاتهم من البرشام وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط الطالب الجامعى وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة له وأثناء قدومه بدراجته النارية وبسرعة فائقة أجبروه على التوقف وبتفتيشه عثروا معه على حقيبة بداخلها كميات من الحبوب المخدرة فى طريقه لتسليمها للبعض من زبائنه واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة وسط حالة من الانهيار والبكاء الشديد انتابته على ضياع مستقبله وفضيحته بين أهله وجيرانه واعترف فى التحقيقات التى أجريت معه حيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها. وبعرضه على أحمد جاد ومحمد بسيم وكيلا النيابة العامة باشرا التحقيق معه تحت إشراف محمد يوسف رئيس نيابة التل الذى أمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له فى الميعاد.