يمثل موقع مستودع وقود بني سويف الرئيسي للسولار والبنزين التابع لوزارة البترول الذي يقع وسط حي الأزهري عند بداية طريق بني سويف الفيوم وقرية بني هارون التابعة لمجلس قروي تزمنت الشرقية خطرا داهما علي جميع سكان المنطقة فالمستودع يحتوي علي ما يقرب من25 ألف طن من الوقود وهي كفيلة بحرق مدينة بني سويف بأكملهما في حال اشتعال النيران بتلك الكمية الكبيرة من المواد شديدة الاشتعال. يقول محمد صالح نجارمسلح نخشي كل يوم علي حياتنا من الهلاك في حال نشوب حريق بمستودع بترول بني سويف خاصة مع وجود المستودع وسط الأحياء المكتظة كحي الأزهري وعزبة حسن عيسي وقرية بني هارون ومع تزايد حركة خروج سيارات نقل الوقود كل ساعة محملة بمئات الأطنان من السولار والبنزين متجهة إلي محطات الوقودعلي مستوي المحافظة يزداد الأمر خطورة. ويضيف ناصف إبراهيم موظف أنه عقب الانتهاء من تنفيذ الطريق الدائري الجديد الرابط بين الطرق السريعة بالمحافظة الذي يمر خلف المستودع جعل أصحاب الضمائر الضعيفة يقومون بالبناء علي الأرض الزراعية الواقعة علي الطريق الجديد دون أن يراعوا الخطورة التي تحيق بهم جراء وجود مستودع الوقود العملاق الذي قد ينسف حياتهم في لحظات مستغلين حالة الانفلات الأمني التي مرت بها مصر عقب ثورة يناير. وتقول أمنية عبد الرازق طبيبة ان الخطر لا يكمن فقط في احتمالات نشوب حريق بالمستودع بل من الانبعاثات التي يستنشقها الجميع نتيجة عمليات البخر وهي تتسبب في الإصابة بحساسية الصدر والمغص بجانب الصداع الدائم. وأشارت عبد الرازق إلي أن الأبراج السكنية الكبيرة التي لا تبعد سوي أمتار عن المستودع قد يستخدمها الخارجون علي القانون في استهداف المستودع, ومن ثم يستطيع أحد السيطرة علي ما سيسببه حريق هذا المستودع الكبير. توجه الأهرام المسائي إلي المستودع ليتحقق من شكوي الأهالي علي أرض الواقع, حيث وجدنا المستودع العملاق بالفعل يقع وسط العديد من الكتل السكانية وتقابلنا مع المحاسب محمد عبد الحكيم مدير عام مساعد المستودع, والذي أكد لنا أن المستودع تم بناؤه في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأختير هذا المكان ليكون بعيدا عن مناوشات الحروب ليغذي العديد من المناطق بالوقود كما تم بناء صوامع حوله بالطوب الحراري لحمايته من أي ضربات للعدو وقتها وكان المستودع وسط أرض خلاء, وقال.. جميع المباني المحيطة بنا الآن هي امتداد للتوسع العمراني تارة وللتعديات علي الأراضي الزراعية المحيطة بنا تارة أخري. وأشار عبد الحكيم إلي أن أخطاء التخطيط العمراني الذي لم يراع في كثير من الأحيان وجود المستودع عند رسم مناطق السكن حوله فالمساحة التي يجب أن يبعد عنها المستودع وأقرب نقطة بناء هي كيلو متر طولا تقريبا. وأضاف مسئول المستودع قمت بمخاطبة مديرية الأمن بشأن المباني التي أقيمت بجوار المستودع وما تمثله من خطورة علي المستودع, وأفادت المديرية بأنها قامت بمخاطبة الوحدة المحلية لمركز ومدينة بني سويف بينما أكدت الوحدة المحلية بقرية تزمنت الشرقية قسم التنظيم بأن هذه المباني مقامة علي أراض زراعية خارج الحيز العمراني وتم اتخاذ الإجراءات القانونية من قبل مديرية الزراعة, حصل الأهرام المسائي علي صورة من تلك المخاطبة وعقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قام المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف بإزالة التعديات القريبة من المستودع ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في المباني التي أنشئت منذ الثمانينيات التي لا ندري ماذا نفعل معها, كما نجحنا في ايقاف العمل في مبني عملاق كانت مديرية الري تشرع في بنائه علي تغطيات ترعة العمية عن طريق النيابة العامة. وأوضح عبد الحكيم أن المستودع يحتوي علي31 خزانا بسعة تخزينية تصل إلي52 ألف طن متنوع من السولار والبنزين بنوعيه يتم تأمينها في حال اندلاع حريق عن طريق وجود خزان للمياه تستخدم في حالات الإطفاء بسعة ألفي متر مكعب بجانب نقطة الإطفاء بالمستودع ومواسير البلدية الخاصة بالإطفاء وفي حالات الضرورة نلجأ إلي مياه ترعة العمية كما توجد وسائل أخري لمنع الاشتعال وهي وجود مواسير التبريد حول الخزانات تستخدم في فصل الصيف بجانب عمل أحواض شبيهة بحمامات السباحة بطريقة هندسية حول كل خزان ففي حال انهياره لا تخرج المواد البترولية عنه ولسهولة السيطرة عليها.