إهمال وتلوث بيئى ومخلفات وزيادة فى الأملاح وقمامة وروائح كريهة كلها تجدها فى بحيرة قارون وبسببها تحولت إلى بحيرة للأشباح والمخلفات وابتعد عنها الأمل فى الصيد بعد ان نفقت الأسماك. رسالة تنقلها الأهرام المسائى هى لسان حال صيادى البحيرة مفيش سمك مفيش صيد نرمى الشبك يطلع من غير سمك تحول من الستر إلى الفقر ومن العمالة المنتجة إلى طوابير العاطلين ومن المزار السياحى الرائع الى الروائح الكريهة واطنان القمامة لا تجعل احدا يتنفس أو يستمتع برائحة الهواء. انتقلنا الى بحيرة قارون والتقينا الصيادين الذين اكدوا ان الاسماك ماتت ونفقت وبعد ان كان فى الأعوام السابقة ربما يصطادون من 2 طن إلى 7 أطنان سمك فى اليوم الواحد والآن لا يتجاوز بضعة كيلو جرامات. من يصدق ان هذه المنطقة تتحول الى هذه الحال، يقول خالد احد الصيادين فى البحيرة ان بحيرة قارون اصبحت بركة خاوية مزرية لا تصلح حتى كمزار سياحى، ويضيف انه يتكلف نحو 500 جنيه فى العام الواحد لتجديد تراخيص المركب فى حين ان المراكب متوقفة عن العمل من عام نتيجة اختفاء الأسماك. ويقول عم جمعة الصياد اضطررت لاصطحاب اولادى للعمل معى منذ ساعات الفجر املا فى اصطياد أى كمية من الاسماك والمفاجأة ان الاسماك فيها دود من التلوث وهذا الدود يأكل السمكة ويكون عاملا اساسيا فى موتها وأنا الآن مهدد انا واسرتى فنحن لا نجد عملا بعد ان فقدنا مصدر رزقنا الوحيد ولسنا وحدنا هنا فقط بل آلاف الأسر مهددة بالتشرد واصبح الشباب عاطلين، ويشاركه احد ابنائه قائلا: تركنا المدرسة لعدم قدرة والدنا على الإنفاق ولا يستطيع دفع اجرة الصيادين الذين كانوا يعملون معه وكمان مش عارفين نعيش لأنه لا توجد فلوس وتطالب الحكومة ووزير الزراعة والمحافظ بحل مشكلات البحيرة. ويضيف محمد حسن صاحب مزارع سمكية ان ظاهرة نفوق الاسماك والزريعة السمكية منتشرة على مستوى الجمهورية دون حراك من المسئولين للحفاظ على الثروة السمكية فى الدولة خاصة فى بحيرة قارون ويتزايد معدل النفوق السمكى فى بحيرة قارون فى فصل الصيف من كل عام مع الارتفاع الشديد فى معدلات حرارة الجو ويفتقد السمك فى البحيرة وبقية مناطق الاستزراع عامة الى العلاج والاجراءات الوقائية والعلمية التى تقدمها او تتخذها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والجهات المعنية. ويؤكد ان التسويق يمثل مشقة شديدة على مربى الاسماك فالانتاج من الاستزارع السمكى لا يكفى فى سداد مديونيات الانفاق على الاسماك لتربيتها، خاصة فى ظل ارتفاع اثمان الاعلاف المستوردة للاسماك يوما بعد يوم بعد ان وصل ثمن الطن الى 5500 جنيه ويقابله انخفاض ثمن الاسماك لضعف الاقبال على الشراء فى سوق الاسماك وزيادة المعروض وقلة الطلب على الشراء وانخفاض القوة الشرائية التى انخفضت الى الثلث ويؤكد ان الامر تسبب فى قيام العديد من المزارعين ومربى الاسماك ببيع اراضيهم فى الشرقية وبحيرة قارون ودمياط لسداد مديونيات تربية الاسماك. واخيرا هل ستظل المراكب معطلة واكوام القمامة والتلوث والصرف الصحى والسكون القاتل هو سيد الموقف فلا سمك أو عمل أو أى مصدر رزق موجود ام ينتبه الجميع لانقاذ آلاف الاسر وثروات مصر الضائعة