أنقذت العناية الإلهية نصف سكان مدينة أسيوط من الموت المحقق عقب حدوث تسرب بإحدي أسطوانات غاز الكلور سعة750 كجم بمحطة معالجة الصرف الصحي بعرب المدابغ بمدينة اسيوط حيث نجح رجال الدفاع المدني والحريق في السيطرة علي التسرب الذي استمر لمدة يومين متتاليين دون تحرك سريع من مسئولي الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة الذين عجزوا عن مواجهة تلك الكارثة بسبب عدم وجود المعدات والأدوات وكذلك الكوادر المدربة علي التعامل مع مثل هذه الحالات لتكشف تلك الواقعة عن الفساد الإداري الذي تعيشة الشركة باسيوط من حيث عدم توفير الأقنعة الواقية ووسائل السلامة والصحة المهنية وكذلك عدم وجود الكوادر البشرية المدربة علي التعامل بحكمة مع تلك الكوارث وسط صمت مسئولي الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي بدأت الواقعة عندما حدث تسرب بإحدي أسطوانات غاز الكلور التي يصل وزنها إلي750 كيلوجراما تقريبا ونظرا لانعدام وسائل الأمان من ملابس وأقنعة واقية فشل العاملون في التعامل مع الأمر وظل التسرب لمدة48 ساعة متواصلة وسط تعليمات مشددة بالتكتم علي الأمر وظلت المحاولات الفردية والاجتهادات الشخصية من بعض العاملين ولكن الأمر ازداد سوءا وبدأت عمليات التسرب تزداد حتي خرج الأمر عن السيطرة وتعرض بعض العاملين للاختناق ومن بينهم كبير منظومة الكلور ز ح. أ. أ ز وتم نقله إلي المستشفي ليقوم عقبها مدير الإدارة العامة للسلامة والصحة المهنية بمخالفة التعليمات والتصرف فرديا قبل أن تحدث الكارثة وينتشر الغاز في الهواء ومن ثم يستنشقه الأهالي ويصابون بالاختناق والموت وقام بالاستغاثة بالحماية المدنية والحريق الذين هرعوا إلي مكان البلاغ ونجحوا في اختراق غرفة التسريب من خلال ارتداء المتخصصين الأقنعة الواقية وقاموا بنقل أسطوانة الغاز بواسطة معدات الرفع وتم تصريف كميات الغاز المسربة في مصرف الزنار لتنتهي الأزمة بسلام وينجو نصف سكان المدينة من الموت المحقق ولم تكد تمر ساعات معدودة حتي تكرر ذات الأمر بمحطة معالجة الحديد والمنجنيز والقابعة بجوار المستشفي الجامعي, حيث حدث تسرب بإحدي أسطوانات غاز الكلور سعة50 كجم وتكرر ذات السيناريو السابق من حدوث تسرب وعجز للعاملين إلي أن قام احد العاملين بالتدخل فرديا ومحاولة الوصول إلي محبس الأسطوانة ومن ثم غلقها ليتوقف التسريب ويسقط علي الأرض مغشيا عليه ويتم نقله للمستشفي الجامعي وكشفت تلك الوقائع عن غياب تام لمنظومة السلامة والصحة المهنية وكذلك غياب وسائل الأمان ويفتح ملف الإهمال الذي يعشش داخل الشركة حيث كان من المفترض أن تتوافر وسائل الأمان داخل المحطات قبل تسلمها ولكن المحسوبيات والفساد الإداري إدي إلي تسلم تلك المحطات بالرغم من وجود عيوب جسيمة بمنظومات الكلور وهو ما أكده بعض العاملين حينما تطرقنا لأسباب حدوث مثل هذه التسريبات وكان الرد وجود مخالفات جسيمة في عملية إنشاء منظومة الكلور وهو ما يعوق عملية التشغيل ورغم ذلك تم تسلم المنظومة يؤكد صدق هذا الكلام تقرير اللجنة المشكلة بتاريخ2012/1/12 لفحص الاعمال المالية بشركة مياه الشرب والصرف الصحي الذي كشف عن وجود بعض المخالفات بمنظومة الكلور وأوصت بخصم نسبة7% من قيمة العملية بما يصل إلي قرابة المليون جنية والتحقيق مع لجان الأشراف والأستلام الأبتدائي نظرا لوجود مخالفات تعوق عملية الأستلام وهو ما يشير إلي شبهة تورط في عملية التسلم التي جاءات مخالفة للشروط لعدم سلامة المنظومة وهو ما حدث بالفعل عندما حدث تسريب بمنظومة الكلور كادت ان تودي بحياة المواطنين لولا تدخل العناية الإلهية, واستمرارا لمسلسل الإهمال داخل الشركة وحالة عدم المبالاة التي تنتاب مسئوليها قام المهندس السيد نصر عرفات رئيس الشركة القابضة في ذلك الوقت بتاريخ2012/10/3 بإرسال مجموعة فنية من الشركة القابضة لمتابعة دعم التشغيل والصيانة لمشروعات المياة وانتهت تلك المجموعة إلي وجود مخالفات جسيمة بالشركة تتمثل في عدم وجود أنظمة لحقن الكلور وكذلك وجود عطل في المنظومات الموجودة وعدم تأمين الخزانات من التلوث وعقب ذلك قام رئيس الشركة القابضة بإرسال خطاب يحمل رقم873 ذsn إلي رئيس شركة مياه أسيوط طالبه خلاله باستيفاء الملاحظات الواردة بالتقرير ومحاسبة المقصرين والتدخل بشكل شخصي لإنهاء تلك المشكلات ولكن دون جدوي حيث تدهورت الأوضاع إلي ان وصلت إلي هذا الحد الذي بات يهدد حياة المواطنين باسيوط. وكشفت أيضا عدة خطابات قام بإرسالها كبير فنيي منظومة الكلور بالشركة عن حجم المعاناة التي يعيشها العاملون وتجاهل المسئولين لها وعدم التحرك لإنهاء المشكلات التي تواجهها محطات المياه حيث قام بإرسال أكثر من10 خطابات يستغيث فيها من تعرضه هو والعاملين بمنظومات الكلور للموت المحقق بسبب فساد منظومة الكلور وعدم وجود وسائل الأمان وكان آخرها المؤرخ في2010/12/14 وحتي حدوث تلك الواقعة منذ أيام قليله لم يتم إحضار القناع الواقي ولتلافي الأخطاء التي ذكرها تقرير رئيس الشركة القابضة لذا يجب علي مسئولي الشركة القابضة التحرك سريعا لعدم حدوث تلك الكارثة مرة أخري وتتكرر مأساة أهالي سوهاج بعدما تسرب الكلور في الهواء وحدثت أختناقات لعشرات المواطنين.